مقالات

ثروة العقل السوري

يكتبها :مصطفى عبدو

تساؤلات عديدة في مسارات مختلفة تأخذ السوريين نحو مفاهيم جديدة تشكلت لديهم ، حول ما يمكن أن يكون عليه شكل النظام في سوريا المستقبل .

نعيد إلى الأذهان بأن تغوّل المداخلات الخارجية في الشأن السوري جعلت الحكومة السورية والمواطن السوري خارج معادلات التقرير في شأن البلاد وحتى في شأنهم الخاص .

لكن ما يدعو إلى الدهشة والاستغراب، أنه بالرغم من خروج مناطق عديدة من تحت سيطرة الحكومة السورية وتقديم قسم منها الولاء والطاعة للدولة التركية في حين اختارت بعض المناطق الأخرى الانتماء لسوريا فقدمت فلذات أكبادها لدحر الإرهاب بشكله الجديد ودافعت ببسالة عما تبقى من سوريا وحافظت على أمن الشعوب المتعايشة وسلامتهم وأدارت موارد مناطقها لتكون هذه الموارد ملكاً للجميع رافضة عودة سوريا إلى ما كانت عليه بشكلها السابق، بيد أن الحكومة السورية ما زالت تصر على مواقفها السابقة وتتحجج بشعار “الحفاظ على وحدة سوريا “وتضع من دافع وضحى ومن اختار الخيانة في ميزان واحد وتصف كلتا الحالتين بالخيانة والانفصال والارتهان لأجندات خارجية في وقت تفتقد فيه الحكومة السورية أية خارطة جديدة للحل وكل حلولها هي العودة إلى العهد السابق والذي بات مستحيلاً بالنسبة إلى الشعوب السورية.

فهل ما تم الاتفاق عليه في شمال وشرق سوريا حول إدارة المنطقة يعتبر بمثابة مشروع حل يمكن تعميمه على كافة المناطق السورية،أم أنه خيانة لسوريا ؟.

ربما وجدت بعض الهواجس والشكوك لدى فئة من المجتمع السوري تتعلق بهذا السؤال، من حيث القدرة على التعاطي مع هذا المشروع (الإدارة الذاتية)،لهؤلاء نقول لا يمكن الحديث عن مستقبل سوريا دون التطرق إلى إرادة الشعوب التي لم  تعرف غير السلطة القمعية، فالشعوب السورية ومن خلال مشروع الإدارة الذاتية ليست مجرد رعايا، بل هي صاحبة السيادة، ومصدر للتحول الديمقراطي.والإدارة الذاتية  ليست تمزقا وضعفا للمجتمع بل تلاحماً وانسجاما بين الشعوب.

ولتلاشي الشكوك والهواجس التي تحوم حول مشروع الإدارة الذاتية  لابد من التمعن في شكل أنظمة أقوى دول العالم مثل روسيا سويسرا أمريكا وشكل الأنظمة في أضعف دول العالم (الأنظمة المركزية)..  

وبناء عليه، يفترض من كل حريص على مستقبل سوريا التركيز على هذا المشروع ودراسته من جميع الجوانب وتعميمه لأنه ثروة العقل والسبيل إلى وحدة سوريا وشعبها ومن شأنه إزالة جميع الخلافات والتبعية الخارجية وغيرها.

فالشعب السوري يستحق أن يكون على موعد مع استحقاق إرادته ،وليس على موعد مع المزيد من الهزيمة والتمزق ومزيد من التشرد ..

زر الذهاب إلى الأعلى