PYDبياناتمانشيت

ثروة الأمم شهداؤها

منذ ظهور السلطة وتفشى العنف والاستغلال في المجتمع البشري ظهر من دافع عن الحق والعدالة، وعندما وصلت الأمور إلى استغلال واستعمار المجتمعات والأمم ظهر من أبنائها من دافع عن قيمها ومصالحها. والأمم التي لم تجد من أبنائها من يدافع عن قيمها ووجودها فإما اندثرت أو بقيت ذليلة في غابة تسودها قوى الهيمنة والاستغلال.

يمر مجتمعنا الآن في شهر أيار الذي استشهد فيها نساء عظيمات ورجال عظماء دافعوا عن مجتمعاتهم وإنسانيتهم وكرامة البشرية حيث شهد كل يوم من شهر أيار ملاحم واستشهادات تاريخية أكسبت هذا الشهر صفة شهر الشهداء بجدارة، وأبرزها استشهاد الرفيق حقي قارار الذي أدى استشهاده إلى تأسيس حركة الحرية الكردستانية المعاصرة التي بدورها استطاعت تغيير مسار التاريخ في الشرق الأوسط عموماً، ناهيك عن استشهاد نخبة من القادة والمثقفين على يد العثمانيين في بدايات القرن العشرين دفاعاً عن شعوب سوريا ولبنان. ومئات الشهداء الذين ساروا على درب هؤلاء العوابد.

عندما تتذكر الشعوب والأمم شهداءها فهي تجدد العهد لهم بالسير على دربهم في التمسك بالقيم التي دافعوا عنها واستشهدوا من أجلها، ولهذا يعمد أعداء الشعوب إلى القضاء على كل ما يتعلق بالشهداء إلى درجة إزالة مزاراتهم التي تجدد ذاكرة الشعوب والأمم وتبعث فيها روح التمسك بكرامتها وقيمها. وأبرز مثال على ذلك هو ما تقوم به الفاشية التركية في يومنا الراهن، فمزار الشيخ سعيد البيراني مجهول وكذلك مزار السيد رضا، وأول ما احتلت عفرين توجهت ومرتزقتها إلى مزار نوري ديرسمي، مثلما قامت بتدمير كل مزارات الشهداء حيثما طالت يدها في عفرين وكري سبي وسري كانية وجميع مزارات الشهداء في شمال كردستان، لأنها تخاف من الشهداء أكثر من الأحياء.

نحن في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD ندرك جيداً أن الشعوب التي لم تروي أرضها بدماء شهدائها، ولم تدفع ثمن كرامتها من دماء أبنائها يسهل عليها الخنوع والاستسلام للمغتصبين والقبول بالمذلة. وبمناسبة يوم الشهداء وشهر الشهداء نجدد عهدنا لشهداء شعبنا وشعوب المنطقة بأننا لن نتخلى عما استشهدوا من أجله من كرامة وتحقيق براديغما الأمة الديموقراطية التي تكفل الحرية والمساواة والعيش المشترك لجميع شعوب المنطقة.

-الشهداء خالدون ونبراس ينير درب الحرية والكرامة.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD

18 أيار 2020

زر الذهاب إلى الأعلى