الأخبارسورية

تقرير حقوقي: الاحتلال التركي يتوسع في عملية التغيير الديمغرافي في شمال غرب سوريا

قالت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، “أن تركيا تعتزم التخلص من عبء اللاجئين السوريين بعد نحو عقد من استثمار ورقة اللجوء في معارك خارجية مع الشركاء الأوروبيين وبعد حملات يصفها مسؤولون أوروبيون بـ’ابتزاز تركي ممنهج’ سياسيا وماليا لتلك الورقة”.

ويعتقد كثيرون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات أكثر قناعة بانتهاء صلاحية تلك الورقة بينما يسعى لمصالحة شاملة ضمن سياسة “تصفير المشاكل” مع الأوروبيين والتي جاءت نتيجة أزمة مالية طاحنة في تركيا.

واسندت المنظمة الحقوقية، خططة النظام التركي في إعادة اللاجئين السوريين إلى أقوال وخطابات رأس النظام التركي أردوغان الذي قال يوم امس الثلاثاء “إن الاستعدادات جارية لتمكين مليون لاجئ من العودة طواعية إلى بلادهم” .

وحسب ما جاء في التقرير ، ينصب التركيز بشكل خاص على إرسال اللاجئين إلى مناطق في شمال سوريا، حيث تحتل أنقرة مناطق حدودية واسعة أخضعتها لسياسة التتريك وأقامت فيها إدارات محلية موالية لها وعلى ارتباط وثيق بهيئاتها وبعملتها الوطنية (الليرة).

وقد أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تركيا إلى زيادة حدة الغضب تجاه السوريين الأجانب بشكل أساسي.

وقد شهد العام الماضي شن هجمات عنيفة استهدفت السوريين ومنازلهم ومصالحهم التجارية في أنقرة.

وفسّر تنامي موجة العداء تلك برغبة رسمية في تهيئة المناخ لعمليات ترحيل قسري وطوعي للاجئين السوريين بينما لا يرغب هؤلاء في العودة لمناطق ليست آمنة ومعظمهم لا ينحدرون منها أصلا.

وخلال مشاركته عبر رسالة مصورة في مراسم تسليم منازل مبنية من الطوب في إدلب السورية شارك فيها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، لفت الرئيس التركي إلى أن نحو 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول الحكومية.

وأشارت المنظمة إلى إن، المشروع الذي تحدث عنه أردوغان، “سيتم تنفيذه بدعم من منظمات مدنية تركية ودولية، موضحا أنه سيكون شاملا بصورة كبيرة وسينفذ في 13 منطقة تشمل أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق” حسب قول أردوغان .

وهذه المناطق كانت كردية وجرى تهجير سكانها قسرا خلال عملية احتلال تركية.

وتكشف تفاصيل المشروع ملامح رسم واقع جديد من خلال تغيير في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق، حيث تعمل تركيا على إنشاء أحزمة ديمغرافية خالية من المكون الكردي في الشمال السوري المحتل من خلال بناء مستوطنات في عفرين المحتلة بدعم وتمويل من منظمات خليجية اخوانية مثل قطر – الكويت ومنع عودة سكانها الاصليين الذين يعيشون في مخيمات الشهباء في شمال حلب الذين يعانون أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة في ظل غياب دور منظمات إنسانية لتقديم الدعم لهم .

وبحسب ما أعلن عنه أردوغان أنه تم إنجاز 57 ألفا و306 منازل في الشمال السوري حتى اليوم ضمن الحملة الرامية لبناء 77 ألف منزل.

زر الذهاب إلى الأعلى