الأخبارسوريةمانشيت

تقرير أمريكي: صراع بين المتشددين والإصلاحيين في النظام السوري مع اقتراب نهاية الحرب

تطرق موقع “The Stratfor” الأمريكي في تقرير له إلى الصراع الداخلي في نظام الأسد بين تيارين “إصلاحي، ومتشدد” مع اقتراب نهاية الحرب السورية.

وبحسب المحلل السياسي في الموقع “ريان بول” فأن تغيرات سياسية تحولت إلى شد الحبل بين الإصلاحيين الذين يرغبون في إعادة الانخراط مع العالم، والمتشددين الذين يريدون الحفاظ على سيطرة صارمة على اقتصاد البلاد ونظامها السياسي.

وأِشار التقرير إلى أن روسيا ــ الحليف العسكري لدمشق ــ سوف تكون محاصرة بين هذين التيارين مما ستضطر للعب دور الوسيط بشكل متزايد في محاولتها إنهاء دورات العنف التي لا نهاية لها في سوريا دون تعريض موقفها للخطر في البلاد.

وأوضح بول: بدت الفقاعة الأولى لمرحلة جديدة محتملة من الاضطرابات بعد انتهاء حالة الطوارئ العسكرية للحرب في سوريا إذ عادت قضايا الطعام والأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة إلى صدارة السياسات الجامدة في البلاد وظهرت احتجاجات شعبية للتعبير عن غضبهم من الوضع المتردي في البلاد حتى في معاقل الحكومة مثل دمشق, كما أن العلويين أيضاً أصبحوا أكثر جرأة في الشكوى من السياسات الاقتصادية، وبدأوا بالضغط على دمشق لإيجاد طرق لاستعادة العلاقات التجارية مع العالم الخارجي.

وحدد المحلل السياسي “ريان بول” تكلفة إعادة الاتصال بالعالم الخارجي بتغيرات عدة وهي تعني إما تقديم تنازلات للمعارضة تأخذ شكل صفقة تقوم بإضفاء الفيدرالية على سوريا، أو إضعاف سلطات الرئاسة، أو بكلاهما, ويصطدم هذا برفض المتشددين في الخلية الداخلية للنظام وهي الفئة غير المستعدة للتنازل خاصة بعد تحقيق نصر عسكري استراتيجي في درعا.

ونوَّه إلى أن المتشددين ليس لديهم احتكار كامل لما يحدث في سوريا، ولدى الشريكان الأمنيان الرئيسيان للنظام (روسيا وإيران) رأي أيضا، حيث أن روسيا تفضل نهجاً أقل خطورة من الحرب الأهلية وتريد من الأسد دعم الإصلاحيين داخل الحكومة والضغط من أجل المصالحة مع بعض جماعات المعارضة على الأقل، كما تريد في النهاية أن يبتعد النظام عن استراتيجية الأرض المحروقة خوفاً من تطهير المزيد من السوريين ودفع البلاد بعيداً عن إعادة الإعمار.

وتابع ريان بول: إذا قررت روسيا دعم الأسد أكثر ــ رغم انهيار الاقتصاد السوري ــ فمن المرجح أن تلعب موسكو دوراً أعمق في تهدئة التوترات بين المتشددين والإصلاحيين، كما في درعا التي يبدو أن روسيا نجحت في تجنب هجوم عسكري مكلف من خلال التوسط بين المعارضين والنظام، وأماكن أخرى في البلاد،

ولذلك ستضطر روسيا إلى إجراء موازنة بين الطبقات المتوسطة والفقراء والتجار في دمشق والعلويين في اللاذقية ضد الدائرة الداخلية المتشددة. مشيراً إلى أنه إذا استخدمت روسيا نفوذها في محاولة لدفع المتشددين نحو الإصلاح، فإنها تخاطر بعزل أعضاء الدائرة المقربة من الأسد الذين يلعبون دوراً رئيسياً في الحفاظ على موقف موسكو في سوريا.

  وأكد “ريان بول” على أن الدائرة المتشددة المحيطة بنظام الأسد تعتمد على الدعم الإيراني, مشيراً إلى أن إيران تدعم حرباً شاملة لفرض سيطرتها الكاملة على سوريا، ونتيجة لذلك قد تشجع على مقاومة طلبات الإصلاح الروسية.

ورأى أن هذه التوترات بين التيارين الإصلاحي والمتشدد إضافة إلى الواقع الشعبي المتردي الذي من غير المرجح أن يتحول إلى انتفاضة كما في عام 2011 قد تنفجر في بعض الأحيان وتتحول إلى أعمال عنف، مما قد تجبر هذه التوترات والأعمال الجيش الروسي على القيام بدور صانع السلام وتحويل تدخله إلى احتلال في أجزاء من البلاد وتحمُّل مخاطر أكبر  لمتابعة استراتيجيتها التي تهدف إلى الحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس وإعادة بناء المصداقية كقوة عظمى في المنطقة.

وفي ختام التحليل يقول “ريان بول”: مع نهاية الحرب الأهلية السورية قد تجبر موالاة النظام “المستبعدين” روسيا على الاختيار بين إنهاء تدخلها في سوريا مع المخاطرة بترك الميدان لإيران والمتشددين السوريين، أو ربما إحياء تكتيكات موسكو في حقبة الحرب الباردة لمحاولة اختيار قادة الدول الحليفة لها.

زر الذهاب إلى الأعلى