تقاريرمانشيت

تفعيل منظومة الــS-400 في تركيا… ماذا بعد التحذيرات الأمريكية؟

تستعرض تركيا عضلاتها منذ الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي ابتداءً من تونس ومصر وليبيا وسوريا وليس انتهاءً بافتعال الأزمات في البحر المتوسط في المياه الإقليمية المتنازع عليها مع اليونان وقبرص بالتنقيب عن النفط في تحدٍ واضح وصريح (لشركائها) في حلف الناتو وتأجيج الصراع بين أذربيجان وأرمينيا وآخر استعراضٍ لعضلاتها هو تفعيل منظومة الدفاع الجوي ــ S-400ــ على الأراضي التركية رغم التحذيرات الأمريكية من العواقب الوخيمة في حال تم تفعيل هذه المنظومة، وقد وَرَدَ على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس: إن تفعيل تركيا للمنظومة الصاروخية الروسية المتطورة سيكون له نتائج خطيرة للغاية على العلاقات الأمنية بين البلدين، وأكد بأن خطوة مثل هذه تتناقض مع مسؤوليات تركيا في شراكتها مع حلف الشمال الأطلسي(الناتو).
يُشار إلى أن الولايات المتحدة بإدارتها الحالية حذرت تركيا أكثر من مرة من خطورة الإقدام على مثل هذه الخطوة وتأثيرها على العلاقات بين البلدين وتوعدتها بعقوبات قاسية تشل الاقتصاد التركي في حال تفعيل هذه المنظومة، وبدأت أمريكا كخطوة تمهيدية بحرمان تركيا من برنامج التصنيع المشترك لأحدث الطائرات الأمريكية على الإطلاق F-16
وبحسب وكالة تاس “TASS” الروسية للأنباء نقلاً عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أن تركيا اختبرت ثلاثة صواريخ بنجاح يوم الجمعة/16/10/2020 في مدينة سينوب على البحر الأسود شمال تركيا.
يُذكر أن تفعيل منظومة الصواريخ كان مقرراً في نيسان أبريل الماضي واعتبر بعض المراقبين تأجيل تفعيل المنظومة تجنباً لتطبيق العقوبات الأمريكية على تركيا
ومن جانب آخر فسَّرَ بعض المحللين هذا الاختبار بأنه بطاقة تهديد تجاه الاتحاد الأوربي وحلف الناتو وخصوصاً في هذا الوقت بذروة الخلافات بين تركيا وفرنسا واليونان وتأزم العلاقة مع واشنطن.
والسؤال الذي يُطرح من قِبل المراقبين والمحللين والخبراء في العلاقة بين تركيا وأمريكا هو: لماذا لا تضع أمريكا حداً للسياسات التركية في الشرق الأوسط على الرغم من استيائها من هذه السياسات؟.
بهذا الصدد كتبت الصُحف الأمريكية أن واشنطن مستاءة من السياسة التركية في محيطها وفي هذا السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز على لسان الكاتبة لاراجيس أن إرسال واشنطن سفينة بحرية إلى القاعدة الأمريكية اليونانية المشتركة في خليج سودا بجزيرة كريت إشارة إلى استياء واشنطن من تركيا؛ لكن الكاتبة اعتبرت أن الصراع الجديد بين تركيا واليونان تضع الولايات المتحدة في موقف لا تُحسد عليه؛ فمن ناحية هي مرتبطة مع اليونان كحليف في الناتو ومن ناحية لا تريد خسارة تركيا ودورها المحوري في حملة إدارة الرئيس ترامب لهزيمة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وامتلاكها لقاعدة جوية ضخمة في مطار انجرلك في تركيا حيث تخزن أسلحة نووية تكتيكية
وقال ديفيد فيليبس المستشار الأول للشؤون الخارجية خلال إدارة كلينتون وبوش وأوباما في ناشيونال إنترست: من غير الواضح ما إذا كانت إدارة الرئيس ترامب مستعدة لاتخاذ خطوات تكبح جماح تركيا وأطماعها إذ يتمتع الرئيس دونالد ترامب بعلاقات تجارية غير شفافة مع تركيا وأذربيجان, وقد حصل على ملايين الدولارات من اتفاقيات الترخيص في تركيا بالإضافة إلى رسوم من أذربيجان, وقد يكون مديناً لتركيا وأذربيجان أو يحتاج إلى تمويل مستقبلي لخدمة ديون منظمة ترامب البالغة 400 مليون دولار, ونظراً لمتطلبات التمويل الخاصة به قد يكون الرئيس الأمريكي الحالي غير راغب في تفضيل المصلحة الوطنية للولايات المتحدة على مصلحته المالية الشخصية.
المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى