الأخبارسوريةمانشيت

تسعمائة ألف وثيقة تدين “الأسد” بعد استغاثته بروسيا عام 2013

ذكر موقع “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي” في تقرير له نقلاً عن برنامج ستون دقيقة الذي تبثه محطة سي بي أس الأمريكية، أن 900 ألف وثيقة تثبت تورط نظام “بشار الأسد” بجرائم ضد الإنسانية تضمنت تنفيذ إعدامات تحت التعذيب وإخفاء قسري طال رجال ونساء وأطفال.

وبحسب الموقع: عرضت الوثائق مجموعة من الأدلة حول ما شهدته سوريا خلال سنوات الثورة، التي اندلعت عام 2011، من بينها صور ووثائق ومراسلات بين فروع الاستخبارات ولجنة أمنية شكلت بأوامر مباشرة من رأس النظام السوري، “بشار الأسد”، والتي تولت مهمة قمع الاحتجاجات والتظاهرات وفي مقدمتها خلية إدارة الأزمة المركزية…

يذكر أن خلية الأزمة تم تشكليها بأمر من “الأسد” وضمت شقيقه “ماهر” وصهره “آصف شوكت” ووزير الدفاع الأسبق “حسن تركماني” وخلفه “داوود راجحة”، والمسؤول الأمني “هشام بختيار”، إلا أن أفراد الخلية قتلوا باستثناء “ماهر الأسد”، في انفجار مثير للجدل استهدفها خلال اجتماعٍ للخلية عام 2012…

ونقل الموقع عن المحطة الأمريكية قولها: إن الوثائق تم التثبت منها من خلال فريق أمني دولي قاده الدبلوماسي الأميركي السابق والمتخصص بشؤون العدالة الجنائية الدولية “ستيفن راب”، ولفتت المحطة إلى أن الوثائق أظهرت نوعاً من الهوس بالتنسيق بين الوكالات، إذ كانت تمرر معلومات مفصلة عبر سلاسل القيادة الاستخباراتية من أعلى الرُّتب إلى أدناها.

وفي الوقت الذي دخلت فيه الأزمة السورية عامها الحادي عشر بعد تحولها من أزمة وثورة داخلية إلى أزمة عالمية لاستقطابها مرتزقة العالم بقيادة تركيا، واختلاف مصالح وأجندات الدول المتدخلة في سوريا “حلف الناتو، التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، إيران، روسيا” شرعن النظام السوري دخول روسيا التي باتت تشعر اليوم بعبء هذا النظام على كاهلها.

 إلى ذلك نقل موقع  Ugarit Post عن تقارير إعلامية تتساءل عن السبب الذي دفع بروسيا في هذا الوقت للكشف عن رسالة “استغاثة الأسد” في العام 2013، عندما طلبت الحكومة السورية من موسكو التدخل قبل سقوط دمشق في أيدي (المعارضة)، ولمحت التقارير إلى أن صبر موسكو بدأ ينفد من دمشق التي لا تزال تتخذ من “الحل العسكري” وسيلة لإعادة سيطرتها على البلاد.

وأشار الموقع إلى مقالة الدبلوماسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية “رامي الشاعر” الذي كشف في مقالته عن “نداء وجهته القيادة في دمشق” إلى روسيا حين كانت الحكومة السورية على بُعد أيام من صِدَاٍم عسكري حتمي قبل أن تتدخل روسيا “من أجل إنقاذ البلاد والسيادة السورية”.

ويقول رامي الشاعر حرفياً في مقالته التي نشرتها صحيفة “زافترا” الروسية: “بهذا الصدد، يستحق الكشف عن رسالةٍ وصلت في الساعة 16:56 بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013”. وجاء في الرسالة: “لقد قدَّمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأنْ تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان الإرهابي على وطننا، لكن الأمور في الوقت الراهن تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة، بعد خسارتنا بالأمس أكبر خمس بلدات في الغوطة، ووصول المسلّحين إلى مسافة ثلاثة كيلومترات من مطار دمشق الدولي، وقطعهم طريق دمشق حمص الدولي بعد احتلالهم مدينة دير عطية، ونفاذ قدرتنا البشرية والنارية، لهذا فإن هناك ضرورة ماسة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا، وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسره بيد الإرهابيين الإسلاميين”.

هذه المقالة التي كشفتها جهات مقربة من الخارجية الروسية، والتي لم يكن لِيُكشَفَ عنها إلا بموافقة الكرملين، أثارت تساؤلات حول توقيتها الذي جاء بعد 8 سنوات، وبعد أن استطاعت الحكومة بفضل التدخل العسكري الروسي من استعادة ثلثي البلاد، وحصر (المعارضة) في زاوية ضيقة من الشمال، بعد أن كانت على مقربة من العاصمة.

وبحسب الموقع فأن صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن كاتب المقالة “رامي الشاعر” صحة المعطيات التي قدمتها المقالة، وتقول المصادر عن السبب وراء كشف الرسالة بعد هذه المدة: إن ذلك يعود لزيادة الاستياء الروسي من الحكومة السورية التي لم تعد تقتصر ــ كما ورد في المقالة ــ على محاولات عرقلة الخطوات الروسية الهادفة إلى دفع عمل “اللجنة الدستورية” في إطار تطبيق القرار 2254، بل تعدى ذلك إلى الرهان على مواصلة الحل العسكري، والرهان على صفقات مثل الميل نحو التطبيع مع إسرائيل”.

وتضيف صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر قالت أنها “روسية موثوقة”، “إن محاولات التلاعب بملف التطبيع من وراء ظهر روسيا خطيرة جداً، لأنها تعكس استعداداً للتنازل عن كل شيء، بما في ذلك المواقف التي دافعت عنها موسكو عبر أهمية تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بملف الجولان وغيره من الملفات لدفع أي حوارات”.

وبذلك عمدت موسكو إلى تذكير الحكومة السورية مجدداً بالوضع الذي كانت عليه الأمور قبل أن تتدخل لإنقاذها. ولعل ذلك يشير إلى أن موسكو تستطيع قلب الموازين مرة أخرى في سوريا كما حصل بعد 2015، ولكن هذه المرة لن تكون لمصلحة الحكومة.

زر الذهاب إلى الأعلى