مقالات

تركيا والحلم العثماني

على استرفان

حقيقةٌ يجب أن تكون؛ ولنربط الماضي بالحاضر من التغيرات التي ترسبت في ظل الحروب الدامية في منطقة الشرق الأوسط الغني اقتصادياً، ويمتلك حياة بشرية موجودة منذ آلاف السنين، وهو نسيجٌ اجتماعيٌّ يختلف عن باقي القارات في العالم.

وبعد انتهاء الحروب الدامية الممثلة بالحرب العالمية الأولى والثانية، وانقراض الأنظمة الاقطاعية والبرجوازية، وسطوع الرأسمالية، وفشل الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي. العالم اعتمد على الأنظمة التي تخدمها وليست خدمة الشعوب. وإذا أردنا أن نقول إن الحلم التركي يريد وبوهم أن يقود الشرق الأوسط عبر حلمه الذي بدأ يلعب به من خلال التستر وراء الدين، وكسب الشعوب تحت هذا المسمى منذ فبركة (سفينة مرمره ) إلى غزة من خلال حزب العدالة والتنمية؛ على أنه هو مع الشعوب الإسلامية في المنطقة والعالم ليكسب هذه الشعوب.

على أنه حامل الراية الإسلامية والشعبية من أجل الشعوب المظلومة, وهي مسرحية سياسية؛ الهدف منها دمار الشرق الأوسط  كافة، وإنهاكه في الحروب الدامية، وفرز الكره والانتقام ليأتي هو ويتربع على عرش المنطقة.

بدأ في الحِراك المدمر أيضاً والذي لم ينجو منه الشرفاء من الشعب التركي، من خلال التسلم والسعي إلى الإمساك بمقاليد الحكم بالقوة الحديدية، ليخلق انقلاباً أمام المجتمع الدولي, وهو من نفذ الانقلاب من هندسته وتخطيطه وتنفيذه، للقضاء على أي شئ يقف في وجهه. واعتقل من المثقفين والأحرار والعسكريين وذلك للقضاء على الأحزاب السياسية وكتم صوت الحقيقة والإعلام الحر، على إنه الداعم الأول للحرية والديمقراطية لشعوب دول الجوار من أجل خلاص تلك الشعوب من أنظمتها الاستبدادية، ودعم الإرهاب، وفتح حدوده من كل حد وصوب، وزود المتشددين بالمال والسلاح، وليخرج كل يوم على وسائل الإعلام يهدد ويتوعد.

لكن يا سيد اردوغان جرت الرياح بما لا تشتهيه أنت وحكومتك، لعبتم بدماء الشعوب البريئة، دمرتم الحجر والبشر. بدأتَ تخرج من جنونك الذهني والسياسي لأن كلَّ ما خططت لهُ ذهبَ أدراج  الرياح، أدخلت المرتزقة إلى سوريا، ودعمت الإرهاب في روج آفا.

لأنك أحسست أن رياح الحرية والديمقراطية التي سوف تعصف بك آتيةٌ من روج آفا, التي كانت وستكون الوجه الحضاري والديمقراطي لهذه الشعوب، وقتل حلمك الذي كنت تتوعد به. هددت وبتًّ تذهب يمينةً وشمالاً من حضنٍ إلى حضن منها الروسي والإيراني، وصديق الأمس عدو اليوم وهو النظام السوري, وحتى مع اعدائك لكي توقف عجلة العملية الديمقراطية في الشمال السوري التي ستعصف بك وبحكومتك لتكون مكانكم في مزابل التاريخ. دمرت البنية التحتية، قتلت الشعوب بدمٍ بارد، سلبت هجَّرت حتى الحجر الذي  سوف ينتقم منك, لتحتل جرابلس. وتدعم الإرهاب في كوباني، وتقاتل في الباب، واحتلت إدلب، وتهدد إقليم عفرين كل هذا هو الخوف والرعب من الديمقراطية التي سوف تتحقق في الشمال السوري وفي سوريا ككل.

وأخيراً أولم تقرأ التاريخ جيداً؛ أنت وأجدادك كنتم ومازلتم عبر هذا التاريخ ايديكم ملطخة بالدماء، أين أنتم الآن من احتلالكم ( 400 ) عام للشرق الأوسط، لكن الآن كل الأنظمة الاستبدادية على مر التاريخ انقرضت، وأن حلمكم يجب أن يكون حلم طفلٍ صغيرٍ يحلم أين سيلعب وماذا سيأكل, هدير الشعوب بدأ وزمن الدكتاتوريات انتهى، ومن يمتلك القوة والإرادة والوعي السياسي والفلسفة والإيديولوجية لخدمة الشعوب هو من سيكمل المشوار، وإلى الآن أنت تعتقل القائد الأممي عبد الله أوجلان. وأن الخوف بدأ يغلغل بداخلك من فكره وقوة إرادته في مشروعه الأممي؛ مشروع الأمة الديمقراطية الذي ينبع من مصلحة الشعب والإنسان ولأجل الإنسانية لان هذه الشعوب امتزجت دماؤها بعضها ببعض، وهي التي سوف تغير الأنظمة وليست الأنظمة من ستغير الشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى