مقالات

تركيا تستنفر لكسب أصدقاء الكرد إلى جانبها

مصطفى عبدو

تركيا التي تتعرض لانتقادات شديدة بسبب نشاطها الاستيطاني وتدخلاتها في دول الجوار, تحاول اليوم التفكير في تغيير إستراتيجيتها و تجنب انتكاسات دبلوماسية خطيرة مقبلة.

فأنقرة وواشنطن الصديقتان المقربتان تقليديا أصبحتا تنظران لبعضهما البعض بعين الريبة والشك. ويشعر أردوغان ودائرته المقربة بالخيانة من واشنطن على وجه الخصوص و يعتقدون أنها تخطئ في قراءة الأوضاع في الشرق الأوسط و أن العلاقات التاريخية التي تربط تركيا بالولايات المتحدة تضعف وتنهار و أن الوقت قد حان لتوسيع دائرة نفوذ تركيا.

ورغم الشرخ الكبير والهبوط الواسع في العلاقات الفرنسية التركية و لأسباب أهمها “التحفظ الفرنسي على دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والمحاولات التركية للتمدد الناعم في الداخل الأوروبي من خلال الشبكات الدينية والسياسية”,وحديث الصحف الفرنسية عن “اختراق تركي للمجتمع الفرنسي” وعن “شبكات أردوغانية للتأثير الداخلي في فرنسا”. لكن وبمجرد أن شعر أردوغان بأن فرنسا تقود جبهة مناوئة لأجنداته وتتقرب من الكرد في سوريا ,سارع يطلب ودها والتطبيع معها.

وفي لعبة جديدة خبيثة من أردوغان, وبعد أن أدرك أخيرا بأن دبلوماسية الصوت العالي والتهديدات لن تجدي نفعاً , ولتوسيع دائرة علاقاته بدأ يبني علاقات في مناطق أخرى كي لا تضع كل “البيض الدبلوماسي” من سلته, ” فبدأ أردوغان يبحث عن الأصدقاء حيث يمكن أن يجدهم لكونه أصبح معزولاً” والحديث للباحثة في المعهد الألماني للعلاقات الدولية والقضايا الأمنية (إلكيه تويغور).

 بدأت تركيا تتقرب من بعض الدول وخاصة تلك التي تتفاعل مع الشعب الكردي أو التي بدأت تهتم بأحقية المطالب الكردية وباتت تقدم لها التنازلات وتستغني عمن ربّتهم وتضطر أحياناً إلى الانصياع لمطالب صعبة فقط لإبعادها عن (الكرد)..وآخر محاولتها هي مع دولة مصر تحت عنوان (التطبيع مقابل الإخوان).ومن جهة أخرى تكثف تركيا جهودها لتجاوز الخلاف مع السعودية والذي تصاعد منذ مقتل الصحفي السعودي خاشقجي عام 2018 عبر زيارة مرتقبة خلال الأسبوع المقبل لوزبر خارجيتها جاويش أوغلو.

بالمحصلة, يلاحظ أنه بالفعل هناك تحسناً في وضع تركيا الاستراتيجي في الشرق الأوسط على حساب الإخوان المسلمين في المنطقة.

والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو: هل هناك فرصة أمام قيام تحالف علني بين تركيا وزعماء الدول العربية وتحديداً مع مصر والسعودية ؟

زر الذهاب إلى الأعلى