آخر المستجداتمقالات

تركيا الأردوغانية على مفترق الطرق 

 

محمد ايبش –

منذ عقدين من الزمان وسياسة الأخونة تترسخ في تركيا وبمساهمات دولية وإقليمية، وذلك إذا نظرنا إلى المراحل السابقة وكيف استطاع أردوغان أن يوهم العالم انه سيقدم نموذجاً إسلامياً ينال إعجاب العالم، ولكن وبعدما رسخ نظام حكمه بُعيد انتخابات ال 7 من شهر حزيران 2015، وتلاها تغيير النظام البرلماني الى نظام رئاسيي إضافة إلى التعديل الدستوري ومنحِ نفسه صلاحيات واسعة ومن ثم مسرحية الانقلاب العسكري ب 15 يوليو حزيران 2016 وعلى إثرها تم اعتقال الالاف من الضباط والقضاة والموظفين والامنيين ومن ثم إعلانه الحرب المفتوحة ضد حركة حرية كردستان وشمال وشرق سوريا بالاتفاق مع روسيا بشكل علني ومباشر والموافقة الأمريكية الضمنية باحتلال عفرين في 18 آذار 2018 ومن ثم احتلال مدينتي تل أبيض “كري سبي” ورأس العين “سري كانيي” في ال9 من شهر اكتوبر 2019 وكان بالاتفاق مع الجانب الامريكي رغم وجود القوات السورية في البلدات الحدودية، ولكن الرئيس التركي اعتبر الضوء الأخضر الامريكي بمثابة فرصة ذهبية للبدء بمرحلة ثانية لتنفيذ مشروعه التوسعي ولكن نتيجة اخفاقاته في الحرب ضد قوات الكريلا في جبال كردستان رغم الدعم الذي قدمه الناتو للجيش التركي إضافة الى الفشل في أسلمة البلدان العربية التي قامت فيها ثورات والتي سميت بثَورات الربيع العربي ضد تلك الانظمة الاستبدادية ومع مرور الوقت اتضح للعالم أجمع بأن أردوغان تجاوز كل الانظمة الاستبدادية في العالم والمنطقة وبات يهدد الأمن والسلام العالمي.

فهو يحاول الآن وفي الوقت بدل الضائع أن يحقق أي مكسب سياسي كعنصر مساعد كي يساهم في فوزه بالانتخابات، ولكن ما تشهده المنطقة من تحولات سريعة على صعيد العلاقات العربية قد نجد بأن الرياح تجري بما لا تشتهي مركب أردوغان وسط عاصفة المعارضة الديمقراطية التركية وعدم رضى الغرب بشقيه الأمريكي والأوربي من سياسة أردوغان الحالية التي تضع قدم هنا وقدمٍ هناك، وهذا الأمر مخالف مع سياسات الناتو، وهنا لابد من توجيه السؤال التالي: هل الغرب سيتخلص من اردوغان عبر دعمهم للمعارضة من خلال توجيهاتهم للدولة العميقة في تركيا دون ان يسبب بكارثة انسانية نتيجة داء العظمة الذي أصيب به اردوعان منذ انتخابات 2015 ومحاولته تمرير مشروع “الميثاق المللي” وسط التناقضات الَقائمة بين روسيا والدول الغربية عموماً والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، وذلك لعدة أسباب منها موضوع صفقة صواريخ S400 إضافة إلى رفضهم لوجود أي دولة قوية في منطقة الشرق الأوسط، وفي الأساس الخارطة التي تم التصديق عليها في “لوزان” لتقسيم المنطقة عام 1923 ونسي اردوغان بأن المهمة التي أوكلت إليه ليس لتنفيذ “الميثاق المللي” بل ليكون عرّاباً لخلق الفوضى بالمنظمة، وهنا يُلاحظ أن أمير داعش الفعلي أردوغان قد رسب في الامتحان في نظر معلميه، وهناك احتمال كبير أن يخسر الانتخابات، ومع خسارته ستكون تركيا أمام مرحلة جديدة يتطلب من جميع الشعوب في تركيا التكاتف ضد الديكتاتور ورسم مستقبل تركيا السياسي وحل كافة القضايا العالقة، و إن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى