الأخبارمانشيت

تراجيديا كرديّ ايزيديّ مختطف كانَ ضمنَ صفوفِ داعش

لمْ تتواني داعش ولو لـ لحظةٍ واحدةٍ عن اختطافِ الكردِ الأيزيديين أطفالاً ونساءً وفتياتْ، بعدَ أنْ تركوا وحيدينَ لأعتى قوى ظلامية إرهابية مرَّتْ على التاريخِ المعاصرِ من البشرية، كثيرةٌ هي الأمثلةُ التي لاقتْ العذابَ والقهرَ والظلمَ على أيديهم، فمنهم منْ تمَّ تحريره، ومنهم الكثيرُ ممنْ فقدوا حياتهم واستشهدوا على أيدي داعش، وهذا مثالٌ من آلافِ الأمثلةِ حيثُ أجبرتهُ المرتزقةُ للانضمامِ لصفوفها بالرغمِ من عمرهِ الصغيرِ الذي لا يتجاوز الـ 15 عاماً. وخطفتْ شقيقتيهُ لكي تستطيعَ السيطرةَ عليهِ من كافةِ النواحي، لكنهُ استطاعَ الفرارَ منهم ولجأ لمقاتلي قواتِ سوريا الديمقراطية.

هاجمتْ مرتزقةُ داعش قضاءَ شنكال وجبلَ سنجار بتاريخ 3 آب/أغسطس من عام 2014، وارتكبتْ مجازرَ بحقِ المدنيين، كانَ أكثريةُ هؤلاءَ المدنيين هم نساءٌ وأطفالٌ وشيوخ، واختطفتْ حوالي5000 من النساءِ الايزيدياتِ وأطفالٌ تتراوحُ أعمارهم ما بين الـ 10 وحتى الـ 18 عام واقتادوهم إلى الموصلِ والرقة.

بعدَ وصولِ المعتقلين الإيزيديين إلى سوريا تمَّ فرزهم في المناطقِ التي كانتْ تسيطرُ عليها المرتزقةُ وبيعهم في الأسواقِ كأيِّ سلعةٍ تُباعُ وتُشْترى خاصةً النساء؛ في مزادٍ علنيٍّ من قِبَلِ أمراءِ وعناصرَ المرتزقةِ التابعةِ لداعش، وكانوا يستخدمونَ النساءَ كزوجاتٍ وجارياتٍ لهم.

وبعدها قامتْ مرتزقةُ داعشَ بافتتاحِ دوراتٍ تدريبيةٍ لتعليمهم العقيدةَ الإسلاميةَ التي سيطرتْ بها على العديدِ منْ المناطقِ بحجةِ ذلك، أكثرُ من أجبرتهُ المرتزقةُ للانضمامِ لتلكَ التدريباتِ هم أطفالٌ بأعمارٍ صغيرةٍ كونها ستتمكنُ بالتأثيرِ عليهم بطريقةٍ أكثر.

وهنالكَ المئاتُ من قصصِ الإيزيديين الذينَ تمَّ نقلهم إلى مدينةِ الرقةِ، قصصُ الظلمِ والاغتصابِ كما تم إجبارهم على الانضمامِ إلى صفوفِ المرتزقة، ومن هؤلاءَ الشابُ الذي انضمَ منذُ سنةٍ ونصف إلى صفوفِ المرتزقةِ لتحريرِ شقيقتيهِ وزوجةِ أخيهِ وأطفالها.

“عاصم قاسم إبراهيم” البالغُ من العمرِ 15 عام، والذي كانَ يُعرفُ بـ “أبو أسامة السنجاري” من قريةِ (تل قصب) التابعةِ لقضاءِ شنكال، ينتمي لأسرةٍ مكونةٍ من أبٍ وأمٍ و5 أخوة و5 أخوات، اختطفَ هو وأثنينِ من أخواتهِ البنات و5 من أبنائهم وزوجةَ أخيهِ مع المئاتِ من أبناءِ قضاءِ شنكال، واقتادوا بهم إلى سوريا.

ويسردُ ابراهيم كيفيةً نقلهِ من منطقتهِ مع المئاتِ من أبناءِ بلدهِ وأشقائه قائلاً:” دخلتْ المرتزقةَ على قريتنا (تل قصب) بأربعِ سيارات، حينها كانتْ تسيطرُ قواتُ البيشمركة على المنطقة، أخبرتْ الأهالي حينها بأنْ نبقى في منازلنا لحينِ وصولِ قواتِ الدفاعِ العراقيةِ لكي تقاومَ من أجلِ تخليصِ الأهالي، وبعدَ ساعاتٍ قليلةٍ لم نتمكن من معرفةِ ما الذي يحدث.

 وجدنا أنفسنا تحتَ سيطرةِ مرتزقةِ داعش، ولم نرى أيَّ أحدٍ من قواتِ البيشمركة التي كانتْ تعاهدُ الأهالي لتخليصهم، أدركنا حينها بأنَّ البيشمركة قد باعتْ الإيزيدين في قضاءِ شنكال”.

ويتابعُ إبراهيم ” قامتْ المرتزقةُ بتوزيعنا بعدَ اعتقالنا إلى مجموعات؛ نساءٌ ورجالٌ وأطفالٌ بأعمارٍ صغيرةٍ ومسنينَ على مدارسَ في بلدةِ تلعفر التي كانتْ تستخدمُ كمعتقلاتٍ للإيزيديين. بعدَ سيطرتهم على قضاءِ شنكال كانَ عددنا حينها أكثرُ من ألفِ معتقل، أما هنالكَ العديدُ من أهالي شنكال قد نجوا من قبضةِ داعش والتجأوا إلى جبلِ سنجار الذي كانَ مطلاً على قضاءِ شنكال لكنهم لم يسلموا من الجوعِ والهلاكِ والعطش، وأغلبُ من فقدَ حياتهُ حينها كانوا أطفالاً ومسنين. وبقينا في تلكَ المدارسِ ما يقاربُ الشهرين، ومنْ ثمَّ تمَّ نقلنا إلى قريةِ (قزلقيو) في بلدةِ تلعفر إلى أنْ وصلنا مع مجموعةٍ من الرجالِ إلى سوريا ضمنَ المناطقِ التي كانتْ تحتَ سيطرةِ مرتزقةِ داعش”.

بعدَ وصولهِ إلى سوريا وعدوهم بأنْ يسلموهم لأهلهم

يقولُ إبراهيم:” بعدَ أنْ وصلنا إلى سوريا احتجزونا في قصرِ المحافظِ في مدينةِ الرقة؛ نحنُ الشبانُ والرجال وطلبوا منا أنْ نتلقى دروساً شرعية، وبعدها يجمعوننا مع ذوينا الذينَ أتوا بهم إلى سوريا ونعيشُ سوياً بحرية، لذلكَ انضممتُ لتلكَ التدريباتِ وأنا على أملٍ بأنْ التقي بشقيقاتي لأعيشَ معهم مرةً أخرى”.

تلقى إبراهيم دروساً فكريةً دينيةً في مدرسةِ (الجديدة) ببلدة (السلوك)، استمرَ تدريبهُ لمدةِ 8 أشهر، ومن ثمَّ تمَّ فرزهم إلى معسكراتٍ في مدينةِ الرقة هو و120 مرتزقاً وبالإضافةِ إلى 15 شاب إيزيدي بقوا في ذاكَ المعسكرِ مدة 6 أشهر، تلقى حينها تدريباتٍ عسكريةٍ على كيفيةِ استخدامِ الأسلحةِ وكيفيةِ القيامِ بعملياتَ انتحارية.

بعدَ أنْ كسبَ إبراهيم ثقةَ أمراءِ المرتزقةِ حصلَ على إجازةٍ مدةَ شهر، وتمكنَ من الهروبِ إلى مناطقِ سيطرةِ قواتِ سوريا الديمقراطية، وهو يقيمُ الآنَ في مقاطعةِ كوباني.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى