الأخبارالعالممانشيت

تراجعٌ في عائدات الدراما التركية ..”سلاح أردوغان لنشر العثمانية الجديدة”

تروّج تركيا منذ عقدين من الزمن، لـ “العثمانية الجديدة”، من خلال الدراما والمسلسلات التركية الموجهة إلى العالم العربي، وهي سياسة ينتهجها أردوغان لإعادة سيطرة بلاده على الدول التي سبق لها وأن خضعت لنفوذ “الدولة العثمانية” البائدة. جاء هذا في حديث للباحث المختص بالشؤون التركية سركيس قصارجيان لـ العربية. نت.

وأوضح سركيس قائلاً: خصصت أنقرة منذ وصول حزب “العدالة والتنمية” إلى الحكم في العام 2002، عدّة محطات تلفزيونية لعرض مسلسلات وأفلام تعكس رغبتها في نشر أيديولوجيا “عثمانية” في العالمين العربي والإسلامي. وتخضع تلك المسلسلات والأفلام للرقابة من قبل “هيئة الرقابة الإعلامية التركية” و”المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون”، وتهدف في الوقت ذاته إلى الترويج للسياحة في تركيا.

وأضاف: سبق لفضائيات عربية أن عرضت مسلسلات تركية مُدبلجة، لكنها توقفت عن ذلك بعد توتّر العلاقات بين أنقرة وعدّة عواصم عربية خلال السنوات الماضية. وشكّل هذا الأمر سبباً في تراجع العائدات المادية للدراما التركية، إذ حققت صناعتها خلال عام 2020 الماضي 15 مليون دولار أميركي فقط، بينما كانت تحقق قبل 5 سنوات نحو 80 مليون دولار سنوياً.

وقال سركيس قصارجيان، الباحث والصحافي المختص بالشؤون التركية: “في البداية كانت تحمل هذه المسلسلات رسائل للداخل التركي، ولم يكن الهدف منها غزو العالم العربي ثقافياً، بل كان يسعى أردوغان من خلالها إلى إحياء النزعة العثمانية ضد الأتاتوركية، لكن بعد أن نجح مشروعه هذا في الداخل، قرر توجيه رسائل للخارج عبر دبلجة تلك الأعمال”.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن “بعض القنوات العربية كان لها دور كبير في ذلك، وقد استطاعت جذب المشاهد العربي وتلقينه صورة مغايرة عن الواقع التركي، لكن حالياً اختلف الوضع، إذ لم يعد زخم هذه المسلسلات على الشاشات العربية كما كان سابقاً”.

واختتم حديثه بالقول: “اليوم تستمر تركيا بترجمة مسلسلاتها لعشرات اللغات، لكن تراجعت مشاهدتها في العالم العربي خصوصاً خلال السنوات الماضية رغم أنها اعتمدت سابقاً على اللهجة السورية لتسويقها، حيث دأبت أنقرة خلال نحو 18 عاماً على دبلجة عدّة مسلسلاتٍ باللغة العربية، وغالباً ما كان يستخدم الممثلون المشاركون فيها اللهجة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى