المجتمعمانشيت

تحصيل الحقوق لا يأتي قبل الاعتراف باللغة

تزداد الهجمات في الآونة الأخيرة على المناهج التعليمية المعتمدة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية, وذلك بعد فشل الأطراف المعادية لهذا المشروع الديمقراطي في تقويض أركانه وإفشاله عبر الوسائل العسكرية والسياسية, وعبر الحرب الخاصة الإعلامية وبث الفتن, ومن الواضح أن هذه الأطراف لن توفر أي جهدٍ وأية وسيلة في محاولة إفشال هذا المشروع الديمقراطي كونه يتعارض مع مصالحها, وتعمل هذه الأطراف على تأليب المكونات الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية على المناهج المعتمدة بحجة أنها غير معترف بها رسمياً.

من حق كل مكون في العالم أن يتلقى التعليم بلغته الأم

ولإيضاح الغاية من هذه الهجمات وأسبابها, أعدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي تقريراً حول ذلك, والتقت مع (حنان عنز) من إدارة المرأة في هيئة التربية والتعليم بمقاطعة قامشلو التي بدأت حديثها بالقول:

من حق كل مكون في العالم أن يتلقى التعليم بلغته الأم, ومناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية قام بإعدادها  مجموعة من الخبراء لتواكب التطور العلمي, وحالياً هذا المنهاج ينافس المناهج المعتمدة في الدول المتقدمة في الشرق الأوسط والعالم من حيث المضمون العلمي, وعدم الاعتراف بهذا المنهاج هو نتاج عدم الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الكردي وباقي مكونات المنطقة, فالنظام السوري فرض لغةً واحدةً من خلال مناهجه التعليمية المؤدلجة التي كانت تلغي التنوع الاجتماعي السوري وتفرض لوناً واحداً ولا تراعي الفسيفساء المجتمعية السورية, ونحن كمكون كردي مُنعنا من التحدث بلغتنا الأم في المدارس, فمن البديهي أن يحارب النظام السوري هذه المناهج لأنه لا يعترف بالتنوع المجتمعي السوري.

الأطراف التي تعادي مشروعنا الديمقراطي هي نفسها التي تعادي مناهجنا

وحول كيفية جلب الاعتراف الرسمي بمناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية أوضحت عنز قائلةً:

من خلال تطوير هذه المناهج وتقويتها وتطوير الكوادر التعليمية نستطيع تلافي الملاحظات والنواقص الموجودة فيها, وكذلك عندما يدرس الإنسان بلغته الأم فإنه يتطور ويتفوق بشكل أسرع, ومن خلال الجهود المستمرة والنضال في كافة النواحي نستطيع جلب الاعتراف الرسمي بمناهجنا, ففي صفوفنا الدراسية نجد التنافس على التفوق بين جميع الطلاب, وذلك بسبب الراحة النفسية كون الجميع يتلقون التعليم بلغتهم الأم, على عكس مدارس النظام التي كان في الصف الواحد عدد قليل من المتفوقين والباقي ضعيفون تعليمياً كونهم يتلقون التعليم بلغة غير لغتهم الأساسية, والحملة العدائية على النظام التعليمي في مناطق الإدارة الذاتية هي نتاج الحرب السياسية, فمناهجنا من حيث المضمون التعليمي لا تختلف عن المناهج الدولية الرسمية, وكذلك فهي توفر التعليم لكل مكون بلغته الأساسية وبشكل ديمقراطي, و الأطراف التي تعادي مشروعنا الديمقراطي هي نفسها التي تعادي مناهجنا.

عندما تؤمن المكونات الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية بهذه المناهج وتعترف بها كونها قدمت آلاف الشهداء من أجل حريتها وكرامتها, فإن هذا كافٍ لجلب الاعتراف الرسمي بهذه المناهج, مثلما طورت هذه المكونات مشروعها الديمقراطي, وكلنا نعلم بأنه لولا معاداة بعض الأطراف الإقليمية لهذا المشروع الديمقراطي لكان هناك اعتراف دولي به منذ سنوات, كذلك لولا هذه الأطراف لكانت مناهجنا معترفٌ بها رسمياً.

الأطراف المعادية لمشروعنا الديمقراطي تركّز على سلبنا حق التعلم باللغة الأم

 وحول نفس الموضوع التقت صحيفتنا أيضاً مع (حسن علي محمد) المسؤول بمكتب الرقابة والتفتيش بهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة:

بالنسبة لمطالبة بعض الجهات باعتماد منهاج النظام السوري في مناطق الإدارة الذاتية بدلاً من منهاج الإدارة الذاتية الديمقراطية, كل من ناضل وعمل دون كلل من أجل تحصيل حق التعلم باللغة الأم  وإعداد هذا المنهاج يدين هذا الأمر ويرفضه, فهذا المنهاج هو نتاج الكثير من الجهد والتعب والمكتسب الأهم لثورتنا, فبعد أن أدخلنا هذا المنهاج إلى معظم مدارس الإدارة الذاتية وطوّرناه سنة بعد أخرى وبات معتمداً منذ أكثر من 4سنوات لا يمكن أن نقبل بإلغائه, فالأطراف المعادية لمشروعنا الديمقراطي تركّز على سلبنا حق التعلم باللغة الأم سواء النظام أو الدولة التركية والجهات التابعة لهما, وذلك بسبب الأهمية الكبيرة للتعليم في بناء المجتمع والأجيال, وخاصة أن التعلم باللغة الأم لكل مكون يعرّف العالم به وبعاداته الاجتماعية وثقافته مما يمهد الطريق لتثبيت كافة حقوق هذا المكون السياسية والاجتماعية والثقافية, لذلك تتم محاربة لغتنا ومناهجنا, وجميعنا نعلم أن ثورة روج آفا هي ثورة اللغة الأم, ففي بداية الثورة بنينا غرفاً صغيرة وبشكل سري ضمن الأحياء  كمراكز لتعليم اللغة الكردية, وباشرنا التعلم رغم المصاعب والتهديدات من قبل الجهات الأمنية, وعندما تم إعلان تشكيل حركة المجتمع الديمقراطي ومن ثم الإدارة الذاتية الديمقراطية  كانت هيئة التعليم باللغة الكردية مفعّلة وتقوم بعملها, وحول مطالبة بعض الأطراف باعتماد منهاج الدولة السورية كونه معترفاً به وبشهاداته, فنحن نقول بأن الاعتراف بالأمم يأتي بالتضحيات والنضال, وكذلك الاعتراف باللغة والمناهج يأتي بالنضال والتضحيات, ونحن حينما نناضل بإصرار وعزيمة نستطيع جلب الاعتراف بمناهجنا, والشعب الكردي لن يحصّل حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية قبل تحصيل الاعتراف بلغته.

الواقع العالمي الحالي والمصالح الدولية جعل التعليم مرتبطاً بالسياسة

واختتم حسن محمد علي حديثه بالقول:

نطالب بلجان تعليمية دولية لتجري دراسات على مناهجنا المدرسية والجامعية, وعندما تقرر هذه اللجان بأن مناهجنا دون مستوى التعليم الدولي فنحن مستعدون لإلغائها, ومناهجنا تنافس من حيث المضمون العلمي المناهج الدولية, ولكن الاعتراف بها مرتبط بالسياسة,  ونحن على يقين بأن تحقيق وحدة الصف الكردي في سوريا سيجلب معه اعترافاً رسمياً بمناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولذلك نطالب الأحزاب الكردية بنبذ الخلافات والإسراع بتحقيق وحدة الصف الكردي, وقبل فترة زار وفدٌ من الجامعة الفرنسية الرسمية جامعة روج آفا, واطلع الوفد على مناهج الجامعة ونظام التعليم والمضمون العلمي, وأخبر الوفد إدارة جامعة روج آفا بأنهم سيوفدون طلاب جامعتهم إلى جامعة روج آفا لدراسة شهادة الدكتوراة في التاريخ, ولكن الواقع العالمي الحالي والمصالح الدولية جعل التعليم مرتبطاً بالسياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى