مقالات

بين سوريا الروسية وسوريا الإيرانية و..الإدارة الذاتية

مصطفى عبدو

تنافس إيراني روسي على النفوذ في سوريا، والغلبة فيما يبدو لصالح الروس الذين سيطروا على العديد من القطاعات، فيما لا يزال الإيرانيون يبذلون جهوداً للحصول على بعض المكاسب تعويضاً لما خسروه خلال سنوات الحرب.

يتم الترويج للغة الفارسية والروسية للتدريس في المدارس السورية,ويتم توقيع عقودا لبناء مطاحن وبناء محطات للطاقة والمنافسة على استخراج النفط وتعدين الفوسفات وبناء الموانئ .. (إنهم يستهدفون القطاعات نفسها رغم أنهم لم يحققوا نفس النجاحات) الحديث لرئيس تحرير مجلة “سيريا ريبورت” الاقتصادية جهاد يازجي.

بحسب المراقبين فأن سوريا كانت قد وعدت إيران بعقد لتعدين الفوسفات لكنها غيرت الاتجاه بعد ذلك ومنحتها لشركة روسية. كما سلمت سوريا ميناء طرطوس لروسيا على أن تسلم محطة الحاويات في ميناء اللاذقية إلى إيران لكن العقد مع إيران لم يتم.

وعلى هذا, يشعر الإيرانيون بالغبن كونهم قدموا المزيد من الدعم الاقتصادي في حين تعود الفوائد على الروس رغم أن روسيا دخلت الحرب السورية بعد إيران.

روسيا تسعى لإعادة بناء جسور سوريا مع العالم العربي الذي ينظر معظمه إلى إيران بعين الريبة.بينما بقيت المصالح الإستراتيجية لإيران تتركز بشكل كبير على السيطرة على ممر بري يمتد من الحدود الشرقية لسوريا مع العراق وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط (ليس المال فقط ما تريده إيران إنها تريد الجغرافيا)..

يشعر الشعب السوري بالإحراج وقد أثقلهم الضيوف فهم ملزمون  بقبول ما يُملى عليهم من قبل هؤلاء الضيوف,كما يشعر الشعب السوري بالفضيحة عندما تستمر إسرائيل في القصف ودولة الممانعة لا تملك القدرة على الرد.

حان الوقت ليتحرر النظام السوري من عقليته الإقصائية والتخوينية و ينظر بعينين صافيتين إلى الحقيقة, حقيقة ما انتهت إليه سوريا وحقيقة ما يحتاجه الشعب السوري,صار لزاما عليه إعادة النظر في مواقفه السياسية التي لم تعد تنسجم مع الواقع وأن يقبل بالحلول الديمقراطية ويتحرر من الشعارات القديمة.

كان هذا من شأن سوريا الروسية والإيرانية فماذا عن سوريا الديمقراطية؟

بعد ما آلت إليه الأوضاع في سوريا ومع وجود القوات التركية والإيرانية والأميركية والروسية يجد أصحاب المشروع الديمقراطي أن الواقعية السياسية تفرض حلول دائمية وجذرية تساهم في عملية إنشاء سوريا ديمقراطية تعددية يكون فيها النظام الديمقراطي فاعلاً إلى جانب تحقيق استقرار المجتمع بجميع مكوناته، منطلقين من الإيمان بوحدة الأراضي السورية والالتزام التام بصون وحدة البلاد وتحريرها من كافة أشكال الاحتلالات، وأن الحل الأمثل لتسوية الأزمة وإنهاء مأساة الشعب السوري تكون عبر تكاتف جميع السوريين وتوحيد أهداف كل المكونات والشعوب والتركيز على المشتركات ووحدة المصير، دونما تمييز أو انحياز، والتنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن 2254.

زر الذهاب إلى الأعلى