الأخبارمانشيت

 بيريفان حسن: مثلما تحرّرت كوباني بالمقاومة كذلك ستتحرر عفرين

صحيحٌ أن جرح وألم احتلال عفرين ينزف أكثر وأكثر إلا أن المقاومة تكبر وتزداد من أجل تحريرها.

هذا ما قالته (بيريفان حسن) الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية العمل في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في لقاءٍ لصحيفة الاتحاد الديمقراطي معها أثناء فعاليات المنتدى الحواري لمجلس المرأة السورية بقامشلو.

ومع اقتراب ذكرى تحرير كوباني قالت حسن: الثامن والعشرون من الشهر الجاري يوافق الذكرى السنوية لتحرير كوباني من الإرهاب, التي نباركها على كل الشعوب في شمال وشرق سوريا, نبارك لأمهات الشهداء هذا النصر الذي تحقق بفضل دماء أبنائهن وبناتهن, صحيحٌ أن جرح وألم احتلال عفرين ينزف أكثر وأكثر إلا أن المقاومة تكبر وتزداد من أجل تحريرها, ومثلما تحررت كوباني بالمقاومة وعاد أهلها إليها ستتحرر عفرين وتعود لأهلها وأصحابها.

وتابعت حسن:

شعب عفرين النازح في الشهباء يضمد جروحه بنفسه ويبني مجتمعه هناك وينظم نفسه ويتحضّر للتحرير والعودة, كل هذا دون  مساعدة من أحد, ونحن أهل كوباني بعد تحرير أرضنا تلقينا الوعود من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتقديم كلّ ما يلزم لإعادة إعمار مدينتنا, ولكن هذه الوعود كانت كلاماً فقط, لأننا حررنا مدينتنا بدماء أبنائنا وبناتنا والآن نعيد إعمارها بجهودنا الذاتية, ووصلنا إلى قناعةٍ بأننا يجب أن نعتمد على أنفسنا فقط, ومن ساهم في انصار كوباني كان شعب إقليم الجزيرة وعفرين وباكور كردستان, وليس المجتمع الدولي والعالم, وهذه الشعوب لن يهدا لها بالٌ حتى تتحرر عفرين ويعود أهلها إليها.

وأشارت حسن إلى أن المقاومة التي أبداها شعب كوباني كانت كبيرةً جداً, وخاصةً مقاومة المرأة الكوبانية, وقالت:

صارت كل الشعوب الحرة في العالم تتغنّى بهذه المقاومة ضدّ أعتى وأشرس أنواع الإرهاب في التاريخ, الذي حاول عن طريق قتل المرأة وتعذيبها والتمثيل بجثتها في شخص الشهيدات (آرين وفيان وريفان) أن يزرع الخوف بين الشعب الكردي ويكسر مقاومته وإرادته, ولكن حدث العكس حيث زادت عزيمة الانتقام وارتفعت وتيرة المقاومة وتحررت كوباني بوقتٍ قصير, وكذلك كانت التضحيات كبيرةً.

كما نوهت حسن إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تعتمد على الإمكانات الذاتية وعلى الشعوب في إعمار المناطق المحررة والخدمات, ولأن هذه الإدارة تمثل إرادة الشعب, فهناك تعاونٌ وثيق بينها وبين شعوب شمال وشرق سوريا, وهناك تقلباتٌ سياسية في سوريا والأزمة السورية لم تُحل بعد, وكذلك نعاني من التهديدات التركية الهادفة إلى زعزعة استقرار المنطقة وزرع الخوف والفتنة بين المكونات, ونحاول كإدارة ذاتية تلافي السلبيات وجعل شعوب شمال وشرق سوريا تعيش بأمن وحرية وكرامة.

وبالنسبة لما يقوله أردوغان بأنّ هناك 300 ألف لاجئ من كوباني موجود في تركيا وهم هُجّروا منها, أوضحت حسن قائلةً:

أنا كنت أشغل منصب الرئيسة المشتركة لمقاطعة كوباني, وعايشت الهجوم على كوباني وتحريرها, عند دخول داعش إلى كوباني هرب المدنيون إلى تركيا, وبعد تحريرها قمنا كإدارة ذاتية في كوباني بتهيئة كافة الظروف لعودة النازحين, وفعلاً تواصلنا مع الجميع وعاد الأغلبية إلى المدينة بنسبة 80%, ولكن أردوغان وحكومته أغلقوا الحدود ومنعوا بقية الأهالي من العودة لكي يستغلّهم سياسياً, ومن بقي في تركيا عددٌ قليلٌ جداً وليس كما يدعي أردوغان, وهو يمارس عليهم سياسة الابتزاز, ويوظفهم لتحقيق مآربه السياسية, ونقول لأهلنا في تركيا بأن الحياة في كوباني الآن  أفضل بكثيرٍ مما كانت عليه قبل هجوم داعش عليها, وتتطوّر يوماً بعد يوم.

واختتمت حسن حديثها بالقول:

الأرض التي ارتوت من دماء أبنائها الشهداء تعاش الحياة عليها بفخرٍ واعتزازٍ ويجب أن نتمسك بهذه الأرض الطاهرة ولا نستكين لتهديد الأعداء, لأن الحق دائماً ينتصر في النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى