بياناتمانشيت

بيان للرأي العام ثورة 19 تموز انبعاث لقِيَم الديموقراطية

في البداية نهنئ شعوب شمال وشرق سوريا وشعوب الشرق الأوسط و الانسانية جمعاء بمناسبة الذكرى العاشرة لثور ١٩ تموز، كما ننحني إجلالاً واحتراماً أمام شهدائنا الذين قدموا أغلى مالديهم ليحققوا لنا حياة كريمة، و نحيِّي  معمار هذه الثورة الديمقراطية  القائد عبدالله اوجلان، أيضاً نحيي أبطالنا في الخنادق والذين يقاومون العدو في الجبهات.

ثورة 19 تموز التي ابتدأها الشعب الكردي من كوباني هي الشعلة الأولى التي أنارت الدرب أمام الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط نحو الثقة بالذات والتمسك بالحرية والديموقراطية، مثلها مثل كل الأحداث والثورات التاريخية العظيمة التي تؤثر في مصير المجتمعات بمسارها ونتائجها. فتلك الثورة التي ابتدأها شباب وشابات كوباني جاءت لتؤكد أنها البديل الأنسب لنظام الاستبداد المركزي والقوى المدَّعية معارضته لأننا أصحاب هذه الأرض ونرسم مسار حياتنا بإرادتنا ونرفض الإستبداد وظلام العصور الوسطى، وألقت الثورة بشعاعها إلى عفرين ثم مناطق الجزيرة لتصبح ثورة روجافا.

تلك الشعلة التي أوقدها الشعب الكردي في روجافا أصبحت نبراساً لجميع مكونات المنطقة التي تتشارك في المعاناة من الاستبداد والاستعباد والفصائل الظلامية التي أصبحت آلة للتدمير بيد الطامعين في سوريا وخيراتها، بينما الإرادة الحرة والعزيمة الصلبة وقوة المجتمع المنظم هي الكفيلة بالتصدي لأعداء الشعوب، فكانت الإدارات الذاتية الديموقراطية ثم تطوير المنظومة الدفاعية التي أوصلت المكونات إلى المكان الذي نحن فيه الآن في المعادلة السورية والحل السياسي في سوريا، فكل الجهود التي بذلت للحل من دون إشراك مكونات شمال وشرق سوريا ذهبت سُدى.

إن الإدارة الذاتية الديموقراطية التي هي ثمرة من ثمار ثورة 19 التي نعيش ذكراها السنوية العاشرة أصبحت نموذجاً للحل السياسي السوري من حيث تحقيق الاستقرار والسلام والعيش المشترك وأخوّة الشعوب ضمن سوريا الموحدة التي يحتاج إليها جميع السوريين، بمن فيهم أولئك الذين لا زالوا يتنازعون من أجل احتكار السلطة والثروة، بل هي نموذج لحلِّ عقدة الشرق الأوسط الكأداء التي كانت وما زالت تتسبب في نزيف دماء وثروات شعوب المنطقة.

أولئك الذين تسلطوا على دماء وثروات الشعوب لا يريدون نجاح واستمرار هذه التجربة الفتية التي تمثل تطلعات وآمال الشعوب في حياةٍ حرّةٍ كريمةٍ، ولهذا نراهم يحيكون كل أشكال المكيدة والفتنة والغدر بما فيها الاعتداء الوحشي على الأطفال والشيوخ من كافة الانتماءات  لإكمال إباداتهم العرقية، ويمارسون الحرب النفسية القذرة لتمرير مشاريعهم الهادفة إلى تفريغ المناطق لإجراء التغيير الديموغرافي الذي يأملونه.

تقوم اليوم الدولة الاحتلالية التركية بالهجوم على هذه الثورة الاجتماعية و تريد أن تقضي على مكتسبات شعوبنا، إلا إننا نؤكد بأننا كشعوب كيفما انتصرنا على أعتى إرهاب في العالم متجسداً بداعش، بوحدة الشعوب و إرادتها، سنحمي ثورتنا تجاه أي هجوم تتعرض له.

بهذه المناسبة ندعو القوى الديمقراطية والتحررية في العالم بأن تقف معنا تجاه مطامع أردوغان العدوانية وأن يتضامنوا معنا من أجل ترسيخ و استمرارية هذه الثورة التي أصبحت أملاً للانسانية جمعاء.

نحن في المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي  مرة أخرى نهنئ شعوب شمال وشرق سوريا بكافة مكوناته بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لثورتهم، ونعاهد شعبنا بأننا سائرون على درب عشرات الآلاف من شهدائنا الذين حافظوا على كرامتنا وحققوا لنا ما نحن فيه الآن ودفعوا دماءهم ثمناً لحرية وعزة شعوبهم. كما نناشد شعبنا بكافة شرائحه ومكوناته إلى الإلتفاف حول ثورتهم التي تتعرض لاعتداءات وحشية تتعارض مع كل المقاييس والمعايير الإنسانية والأخلاقية على أيدي الدولة التركية الفاشية.

النصر سيكون حليف الشعوب المنظمة الواعية.

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

18 تموز 2022

زر الذهاب إلى الأعلى