بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

تلقينا أنباء وفاة العشرات من أبناء روجافا من الكرد غالبيتهم من كوباني في حادثة غرق سفينة تنقلهم من الجزائر إلى الأراضي الأوروبية ببالغ الحزن والأسى ونتقدم إلى أهلهم وذويهم بتعازينا الصادقة ونواسيهم على ما ألم بهم.

التهجير كان من الوسائل الشائعة التي مارسها أعداء الشعب الكردي منذ قرون مديدة فمن الهجرة ما كان عنيفاً بالمجازر والقتل والإرغام أو بتضييق سبل الحياة والعيش الكريم وتنظيم عصابات تهريب البشر، والهدف من كل ذلك هو تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وتوطين من يجلبهم الأعداء في هندسة ديموغرافية ممنهجة تلبي أطماع أعداء الشعب الكردي في خلق مجتمع وبيئة تواكب أطماع ومخططات الأنظمة الحاكمة.

مع بداية الثورة السورية قامت الفاشية التركية بنصب مخيمات اللاجئين على امتداد الحدود السورية وشجعت الهجرة واللجوء إلى أراضيها لهدف خبيث وهو إفراغ المنطقة من سكانها لإعادة توطين فصائل الإرهابيين وعوائلهم بذريعة إعادة اللاجئين إلى الوطن السوري، وهذا هو المخطط الذي لا زالت تتمسك به إلى الآن، وقد شاهدنا ذلك في جميع المناطق التي تحتلها الفاشية التركية، كما أنها لا زالت تمارس التهريب الممنهج عبر الحدود.

الفاشية التركية لم تكتفي بما تفعله في المناطق التي تحتلها، بل جميع المناطق لم تتخلص من شرورها، فهي تقصف جميع مناطق روجافا بشكل يومي رغم عقدها اتفاقيتين لوقف إطلاق النار مع كل من روسيا وأميركيا، والهدف هو إرهاب السكان وحرمانهم من الاستقرار في قراهم ومدنهم لإرغامهم على الهجرة، ولم تتوقف عند ذلك بل تمارس كل أشكال الحصار على روجافا بالتنسيق مع النظام السوري والمتواطئين معها بهدف تضييق سبل العيش لدرجة حرمان السكان من المواد الضرورية للحياة من غذاء ومواد بناء، بالإضافة إلى خلق التوتر كي لا تشهد المنطقة أية استثمارات توفر فرص العمل والإنتاج للشعب.

لم يكتفي أعداء الكرد بذلك بل قاموا بتنظيم عصابات للتجارة بالبشر عن طريق استخباراتهم ولتقوم بنهب ما تبقى لدى السكان من أموال وممتلكات مقابل إيصالهم إلى أوروبا، وهذه العصابات تقوم بشحن فرائسها إما براً فيموتون بالرصاص برداً وجوعاً أو اختناقاً في الشاحنات، أو يضعونهم في سفن الموت في البحار ونتيجتها إما جثث الأطفال أمثال آلان كوباني أو عشرات الجثث كما في حادث الجزائر مؤخراً. وفي كل الأحوال يكون العدو قد تخلص منهم إما موتاً أو وصولاً إلى أرض الغربة حيث الضياع والانصهار.

نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي نرى أن من يترك أرضه ووطنه يصبح كالغرسة التي اقتلعت من جذورها سواء كان ذلك بفعل فاعل كما في ممارسات أعداء الشعب الكردي أو طمعاً في ظروف أفضل، ليصبح في مهب الرياح العاتية إما أن يغرق أو يرمى إلى مصير مجهول بين مجتمع ليس مجتمعه وأرض ليست أرضه. والخاسر هو نحن وشعبنا ووطننا، فلا شك أن هؤلاء الغرقى هم أبناؤنا وأهلنا وفقدانهم خسارة كبيرة لشعبنا، ولهذا فإننا نناشد شبابنا بأن لا يتخلوا عن أرضهم ومجتمعهم وأن يعملوا من أجل بناء وطنهم وأن لا ينخدعوا بهؤلاء السماسرة لكي لا يكونوا فريسة لتجار البشر. وإننا إذ نعزي أنفسنا وأهاليهم وذويهم بهذا المصاب الأليم فإننا نعاهدهم بأننا سنعمل بكل ما يمكننا لسد الطريق أمام هذه الأحداث بمحاربة هذه العصابات التي أغرت بشبابنا ودفعتهم إلى الموت على طرق الهجرة، ونتمنى لهم الصبر والسلوان.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى