بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

لا للمؤامرة، لا للاحتلال، لا للعنف

التاريخ هو انطلاقة عراقة الغد وصولاً لحضارة اليوم فهو شاهدٌ على قداسة المرأة منذ القدم وصولاً لريادتها اليوم، فاتصفت المرأة منذ البداية بالقداسة والعطاء وخلق الحياة من جوف الموت، فبقت صامدة أمام جميع الذهنيات التي كبلتها وسرقت منها ريادتها وعطاءها لتجعلها سلعة وآلة للإنجاب فقط، دون أن يكون لها معنىً في الحياة التي تعيشها، فالعادات البالية والذهنيات الرجعية البحتة عملت دائماً وطورت من اساليبها في كل زمن هادفة لإبقاء المرأة كشكل مادي ليس هناك روح تتدفق منه، وبذلك تستطيع أن تحكم قبضتها على المجتمع بأكمله لأنهم على يقين بأن المرأة هي الحياة وهي المجتمع بأكمله فبانتهاء الحياة أي المرأة ينتهي المجتمع، 

فالرقي الحضاري التي وصلت إليه المجتمعات الدولتية بُنيت على اساس قمع جميع الثورات الديمقراطية المنادية بالحرية ولا سيما الانظمة الاستبدادية وفي مقدمتها الدولة التركية الفاشية  التي بقيت تحارب قداسة المرأة وعظمتها واستهدفت المرأة في شمال وشرق سوريا مستخدمة كافة أشكال القتل بحقها وأكبر مثالٍ على ذلك؛ عندما طالت يد الغدر الرفيقتين في ناحية الشدادي سعدة فيصل، وهند لطيف، وأيضاً تزداد حالات القتل والعنف بحق المرأة تارةً باسم الشرف وتارةً باسم العادات ، فتصل المرأة أحياناً إلى مرحلة قتلها لنفسها هروباً من هذا الواقع المرير والمظلم الذي تم فرضه عليها من قبل الأنظمة الرأسمالية الليبرالية الحاكمة.

وفي وسط هذا الظلام الذي تعيشه المرأة في كل بقاع العالم، نجدها في مناطق شمال وشرق سوريا الريادية العظيمة التي قادت ثورة الشعوب رافعة شعار نعم للحرية ونعم للسلام ونعم للتشاركية، استطاعت أن تقلب الموازين وأن تنبض بالحياة والإرادة من جديد، قادرة على تحدي كل ما هو كبير للوصول إلى حرية المرأة وبالتالي الوصول إلى حرية المجتمع. 

ولكن رغم عظمة الثورة والانجازات والمكتسبات التي تم تحقيقها في ظل ريادة المرأة لها مازالت حالات القتل والانتحار تطال المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، هذا يضعنا أمام تساؤلات كبيرة يجب إيجاد الحل لها، وذلك بالإصرار والنضال لمحاربة كافة الأنظمة والذهنيات الذكورية، ومن أجل خلاص المرأة والسير بها إلى بر الامان والسلام والحرية. 

لذلك فأننا في مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، قمنا في تاريخ الثاني من شهر ايلول في عام 2020 بإطلاق حملة “توقفوا عن قتل المرأة” التي بدأت بهاشتاغ وإصدار بيان، وكان لها صدىً واسع واستمرت لمدة ستة اشهر، ولهذا فإننا اليوم وفي تاريخ الثاني من شهر شباط الذي يُعتبر شهر المؤامرة على القائد عبدالله اوجلان واستمرار للعنف الذي يطال المرأة، لهذا فأننا قمنا بتغيير شعار الحملة إلى”لا للمؤامرة، لا للاحتلال، لا للعنف” والذي سيتضمن عقد ندوات ومحاضرات للمرأة والتركيز على المجتمع المُهجّر قسراً من أرضه والذي يناضل في المخيمات وكذلك التركيز على عقد ندوات رقمية عالمية بمشاركة مختلف النساء في العالم وأيضاً التركيز على فضح الانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية بحق المرأة وستستمر الحملة لمدة ثلاثة أشهر في كافة مناطق شمال وشرق سوريا وفي لبنان وأوروبا وباشور.

فلنناضل ولنقاوم معاً يداً بيد من أجل خلاص المجتمع والمرأة من نير الإبادة. 

نعم للحياة، لا للمؤامرة، لا للاحتلال، لا للعنف.

مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي pyd

2-2-2021

زر الذهاب إلى الأعلى