بياناتمانشيت

” مسد ” يصدر بياناً إلى الرأي العام بخصوص التطورات في عفرين

أصدر مجلس سوريا الديمقراطية في شمال سوريا بياناً حول التطورات التي تجري في إقليم عفرين.
جاء في نص البيان:
الصمود البطولي والمقاومة الباسلة تكسر عنجهية التركي المتغطرس، وأهلنا في عفرين يسجلون أشرف المواقف على طريق الشهادة والفداء ويكشفون زيف الادعاءات، فموقف النظام السوري تجاه التهديد التركي لعفرين كان واضحاً بمشاركته هذا القرار مسبقاً. والدول المتحكمة تشارك بصمتها على العدوان.
ولا يخفى أن الطموح التركي لا يكتفي بالسيطرة على جزء من الأرض السورية، وإنما هو يسعى لإنشاء كانتون أصولي إسلامي تكفيري، وظهر هذا للعيان من خلال الشعارات التي تلقيها الفصائل المدعومة تركيا، الممجدة لاردوغان وتحت رايات تركية ونداءات التكبير كما داعش.
ولا يخفى الدور التركي في دعم منظمات إرهابية تنسق معها. وتحت ذريعة خفض التصعيد ونقاط المراقبة تعمل على تمكين هذه الفصائل في مواقعها، وبدورها تمكن النفوذ التركي من التغلغل والسيطرة على أراض سورية وتهدد مناطق آمنة في عفرين وقراها المحيطة ومناطق سورية أخرى تقصفها المدفعية التركية.
إن نظام أردوغان يهدف إلى إنهاء ونسف كل المحاولات الدولية الرامية إلى الحل السياسي السلمي في سوريا، ويعرقل كل الحلول التي لا تخدم مصلحته، ويبحث دائماً عن مناطق تصعيد التوتر كي يمرر سياساته الاحتلالية لسوريا.
من جهتنا في مجلس سوريا الديمقراطية نفسر الصمت الروسي بمواجهة هذا العدوان التركي السافر، بأنه ناتج عن تنسيق بينهما وبين النظام، وهو يضع عفرين بين خيارين أحدهما أسوأ من الآخر، إما حضن النظام أو القصف والاحتلال التركي، وبدل أن تساهم في دفع عملية السلام نحو التقدم تتسبب بتأجيج نار الحرب مرة أخرى. لذلك ندعو الحكومة الروسية أن تعيد النظر بموقفها السلبي هذا وتقف بالفعل في وجه هذا العدوان السافر.
ونؤكد من قراءة التطور في مسارات آستانا أن الحكومة التركية؛ إنما تستخدم قوة تأثيرها على الفصائل التابعة لها للسيطرة على مناطق تقع تحت نفوذها المباشر عبر اتفاقات مع الضامنين الدوليين مقابل مقايضة بتسليم مناطق أخرى، وهي تعمل بذات الهدف للابتزاز عبر تدخلها في مسارات الدعوة إلى سوتشي وبسبب عدم الاستجابة جزئياً لأهدافها عملت على التصعيد بالتهديد المباشر والاعتداء على الأراضي السورية في عفرين والسعي لاحتلالها. من أجل ذلك نؤكد أننا في مجلس سوريا الديمقراطية لا نرى مؤتمر سوتشي معبراً عن آمال وتطلعات الشعب السوري، وإنما يعمل على تحقيق مآرب القوى المتدخلة بالشأن السوري، لذلك نرفض سوتشي وما سيصدر عنه من مخرجات.
كما أننا أمام تحولات جديدة بعد استهداف مناطقنا بشكل مباشر من الجيش التركي ومع تأكيدنا أن السلام في سوريا لا يتقدم بسبب التدخل الخارجي في مسارات الحل فسنعمل على الدفاع الذاتي لإعطاء المعتدين درساً في المقاومة والصمود والتضحية من أجل الحرية والكرامة ومن أجل الوطن الواحد، ونعمل على تقديم رؤية للسلام بين السوريين من دون تدخل خارجي وعلى أرض سوريا بعد أن فشلت كل المحاولات للحل السياسي، وما يتطلب من السوريين هو توحيد الجهود في مواجهة الاحتلال والاستبداد والارهاب معاً. وندعو أهالينا في اعزاز وعفرين وادلب لتوحيد الصف ورفض وصد الاعتداءات بمختلف مرجعياتها وأشكالها.
ومن منطق التعاون مع قوات التحالف وتحقيق النصر المشترك على الإرهاب وطرد تنظيم داعش الارهابي ومطاردته لتنظيف البلاد منه، فإننا نرى رد وزارة الخارجية الأمريكية على الاعتداء التركي مجحف بحق العمل التشاركي ضد داعش، لأن القوات الدفاعية الموجودة في عفرين هي نفسها القوات التي تشارك قوات التحالف في حملة دير الزور حالياً وشاركت في حملة الرقة والطبقة ومنبج سابقاً. واعتبار عفرين خارج إطار حلقة الدفاع للتحالف يشجع حكومة أردوغان للاعتداء عليها. لذلك نطالب الحكومة الأمريكية باتخاذ موقف رادع للعدوان التركي على عفرين والمساهمة في دفع عملية السلام والحل السياسي عبر موقف خلاق يرسم لمسار جديد يحقق الاستقرار والأمن والتعاون مع الأصدقاء ولإعادة الإعمار وعودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم.
كما ندعو المجتمع الدولي للخروج عن الصمت وأن يتضامن لوقف العدوان التركي على المدينة الآمنة التي حوت مئات الآلاف من النازحين، وندعو مجلس الأمن للانعقاد وأخذ القرار المناسب بحق الاعتداءات التركية.
المجد والخلود للشهداء
والشفاء العاجل للجرحى.
مجلس سوريا الديمقراطية
٢٢-١-٢٠١٨

زر الذهاب إلى الأعلى