مقالات

بيادق الخيانة

قهرمان مامد

بينما يقوم وفد مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بجولاته المكوكية في كُبريات دول العالم لبحث القضايا المصيرية التي تخص الشعب الكردي ومكونات شمال وشرق سوريا وتقديم مشروع الإدارة الذاتية الأنجع في توجيه دفة حل الأزمة نحو سوريا ديمقراطية لا مركزية، ويَحدُّ من الصراع الدامي على التراب السوري منذ عشرة أعوام في ظل المتغيرات الدولية الكبرى التي تحصل في الشرق الأوسط، حيث جميع الدول الإقليمية تقوم بإعادة ترتيب وضعها السياسي والاستراتيجي الداخلي والخارجي في ظل الحالة السياسية والاقتصادية المرتكزة لوضع اللُبنات الأساسية في إعادة ترتيب الشرق الأوسط ورسم الخرائط من جديد؛ هناك مَنْ يقوم بأعمال تنافي كل المشاعر الوطنية الكردياتية ونكران الحقيقة، فيستحقون بل يليق بهم عنوان كُتيب “تعلم الخيانة في خمسة أيام” كتلك الكُتيبات والمجلات التجارية المنتشرة في الأسواق والتي تقوم بتعليم اللغات والعلوم والمعارف في عدة أيام، والحق يُقال أن هناك فرق شاسع هنا بين تلك الكتب إذ نستطيع الاستفادة منها بالرغم من قلة جودتها في المعرفة وأسلوب التعليم، بينما أعضاء الائتلاف اللاوطني المشوَّه والذين يدَّعون الكردياتية في خطاباتهم التي لا تستقر إلا في العقول الفارغة والأفئدة المجردة من العواطف والمشاعر والمتسكعين في الأسواق والبازارات الدولية يمارسون أعمال لا يقبلها العقل المجرد ولا الحس الوطني فيما يرمون إليه من خلال السعي لشيطنة القوى السياسية والعسكرية في روج آفا أمام المحافل الدولية والشخصيات الدبلوماسية.

أيام عديدة، وهذه الشخصيات الدونكيشوتية تقوم بتشويه الحقائق وتحريف البراهين وتجميل الإرهاب فيما يحصل في مدننا المحتلة عفرين وسري كانيية وتل أبيض وإظهار صورة المحتل التركي بأبهى حُلة وجمال ونكران ما فعلتها الفاشية التركية بحق الشعب الكردي في مدننا المحتلة وتاريخنا وثقافتنا أمام الولايات المتحدة وروسيا.

وهنا وبجردة حساب صغير يتأكد لنا أن الخيانة هواء ملوث مقيت لا ينتشر إلا في العقول المريضة والفكر الملوث السقيم بأمراض السلطة والتملك والطعن بأبناء المِلَّةِ والأمة منذ بداية ثورة روج افا، وكيف لا وَهُمْ يقفون كتفاً إلى كتف مع مرتزقة الاحتلال التركي ويأخذون الصور التذكارية أمام عدسات المصورين.

على الرغم من اقتناع أغلبية دول العالم بأهمية هذه الثورة وما حققتها من معجزات في خضم الصراعات والتناقضات البينية الدولية في أخطر وأعقد ملفْ في العالم وهو “الملف السوري”، لكن هؤلاء الأشخاص المريضِين والمرتهَنِين لأجندات الاحتلال التركي والائتلاف السوري المشوَّه والقوى الإقليمية مازالوا يعيشون في بوتقة عودة عقارب الساعة إلى الوراء في سوريا وذلك من خلال ضرب المكاسب والمنجزات الحقيقية التي حققتها ثورة روجافا.

إذا كانت الخيانة متجذرة في مَنْطِقِكم الساذج وعقولكم الخُرافية وتصرفاتكم الرعناء فإن التاريخَ حاضرٌ على كل المشاهد ويُدون كل الصفحات المشرقة والمعتمة والتي ستتوارثها الأجيال. المستقبل المشرق لثورة روج افا آتٍ لا محالة. حينها ستقولون يا ليتنا كُنَّا تراباً.

زر الذهاب إلى الأعلى