المجتمع

بلديّةُ قامشلو، وباصاتٌ للطلاّب بنصف القيمة

sarrdariya-qamslo-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac sarrdariya-qamslo-%e2%80%ab1%e2%80%acالأزمةُ السوريّة التي هي وليدة الأعوام الستة، ورغم استمرارها وتفاقمها وأضرارها  على كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولم تستثن أيَّ طرفٍ منها، وبما أنّ روج آفاي كردستان هي جزء من سوريا تعيش آلامها وهمومَ أزمتها  بكافة جوانبها، وهذا هو حال الشعوب إذا مرّت عليها غيمةٌ سوداء، ولكنّ القيادةَ الحكيمة والرزينة التي تديرها وتسيرها في مناطق روج آفا كردستان المتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية منذ أعوامها الثلاث، والتي لم تثنيها محاربة داعش عن التفكير بحال المواطن، فمنذ تأسيسها تعمل لتوفير وتلبية حاجات المواطن بقدر المستطاع وكيفما كان وبالأطر والإمكانات المتوفرة لديهم ومحاولة لإرضاء المواطن للعيش بأمان في هذه الاوضاع الصعبة وهذا التوتر المشحون بلغة الانصياع. وفي هذا لا ننسى طلابنا الذين أصبحوا من ضحية الأزمة السورية، فالبعض ترك والآخر نزح والثالث ما بين البينين، ومن هذا المنطلق ولدعم الطلاب ومساندتهم، قامت بلدية قامشلو بفرعيها الشرقي والغربي وبالتنسيق مع الإدارة الذاتية بتخصيص عددٍ من الباصات لنقل الطلاب من مدينة قامشلو إلى الحسكة، وبهذا الصدد ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي اللقاءَ مع سائقي هذه الباصات حول الموضوع.

طلابنا أملُ المستقبل والجيل الصّاعد:

 مسعود محمد شريف حسام سائقٌ يعمل بين خطّ قامشلو- الحسكة، حيث أفاد: منذ تأسيس الإدارة الذاتية بهيئاتها ومؤسساتها في مدن وبلدات روج آفا وهمّها الأساسي تأمين احتياجات المواطنين وبالأخصّ طلاب المنطقة ومن جميع مكوناتها على حدّ سواء، وخاصة بعد الفراغ الأمني، وحتى لا يتماشى كلٌ على هواه، ومن منطلق الديمقراطية التي اتخذتها الإدارة الذاتية حيث اقترحت مجموعة من أعضاء البلديات بضرورة معالجة مشكلة المواصلات التي يعاني منها الطلاب خارج مدينة الحسكة  وخاصة بعد رفع سعر المازوت الذي أدّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، كذلك تكلفة أجور الشحن وأيضاً سعر الأمبيرات الكهربائية للمولدات، ولا سيما الطلاب الذين يدامون بكليات مدينة الحسكة ومعاهدها حيث يضطرون إلى السفر إليها بشكل يومي. المشكلة أنه عندما ترفض دفع التسعيرة العالية التي يضعها السائقون فإنك تشعر أنّ الجميع ينظر إليك نظرة ازدراء، فتضطر إلى الدفع دون جدل، فالمشكلة ليست في رفع سعر المازوت بل في النفوس الضعيفة التي تستغل مثل هذه المواقف، فزيادة بمقدار خمس ليرات للتر الواحد لا تبرّر هذه الزيادة المضاعفة بصورة جنونية غيرِ معقولة، متحججين بغلاء المازوت وقطع الغيار والتصليحات …إلخ، كما وأكّد السيد حسام كل الإجراءات التي قمنا بها تكون بشكل أساسي مُسخّرة لخدمة طلابنا لأنهم يمثلون الجيل الصاعدَ وأمل المستقبل.

نحترمُ قواعدَ المرورِ بحذافيرها ونضع مصلحةَ طلابنا في الصّدارة:

السائق روند زوّد الصحيفة بالآتي: لدينا باصان فقط والعدد غير كافٍ بالنسبة لطلابنا، أتناوب مع زميلي السائق حسام الذي ينطلق في السادسة صباحاً ويسلك خط الشرقي والكورنيش إلى دوار قرموطي من المدينة، وأما بقية المناطق تكون ضمن الخط الذي أسلكه، كما وحدّدت بلدية قامشلو سعر 150 ل.س للراكب، بينما الباصاتُ الأخرى أُجرتها من قامشلو إلى الحسكة 400 ل.س أي يفوق سعر الذهاب والإياب، وهذ الفارق يحلّ للطالب أكثر من مشكلة فلربما يشتري بها محاضرة أو أي شىء آخر يفده، وهذا ما أثار حفيظة سائقي القطاع الخاص وما يروجونه من إشاعات وأقاويل، كما ونوّه روند أننا لا نريد أن نلحق أي أذى أو ضرر بالقطاع الخاص ولكن نحرص دوماً على المصلحة العامة وبالأخص طلابنا، فأحياناً هناك في العائلة أكثر من طالب وهذا يكلفها الكثير ونحن بدورنا لا نعتدي على أحد وفي العودة نحترم ونطبق القواعد المرور بحذافيرها من الانتظار في الكراج والتدقيق في هويات المسافرين والالتزام بالدور….

العلاج سهل والحلول ممكنة:

سامية أحمد طالبة في كلية الآداب من منطقة الهلالية: أسافر الى الحسكة تقريباً يومياً، أو في الأسبوع أكثر من ثلاثة أيام، من الضروري أن أكون بالكلية بسبب الحضور ومادة التربية العملية وهذ يكلفني الكثير من صعوبات النقل وارتفاع تسعيرة الأجر إذا ما ذهبت بإحدى باصات القطاع الخاص زانا- هولير.. أسعى جاهدةً أن أذهب مع الباصات التي أمنتها بلدية قامشلو، أدفع 200 ل.س أوفرُ لي من أن أدفع 400 ل.س فالذهاب والإياب لا يكلفني ثمن الذهاب فالفرق كبير، لذلك أرجو من الذين يهمهم الأمر ويحرصون على المصلحة العامة العمل بكل جد على البحث عن حلول حقيقية للمشاكل، والعمل على إصلاح شامل وتوفر باصات أخرى لتزيل حالة الغضب والاستياء لدى الطلاب والموظفين الذين يواظبون على السفر يومياً الى الحسكة، لأن باصان لا يكفي أمام أعداد الطلاب، وبالتأكيد العلاج سهل بحيث لا يسبب أي أذى لأحد.

تقرير: حسينة عنتر    

زر الذهاب إلى الأعلى