تقاريرمانشيت

بعد اللقاء الحار… لا جديد بشأن إدلب سِوى “قرنُ بوظة”

 اتفاقيات سوتشي، مناطق خفض التصعيد في إدلب، أسماء بقيت مجهولة المغزى حتى وقت قريب قبيل شنِّ قوات النظام والقوى المتحالفة معها والرديفة لها حملة عسكرية عنيفة على معاقل المرتزِقة الطيِّعين بِيدِ أردوغان، لتتكشف تِباعاً فصول المتاجرة بدماء السوريين ويثبُتَ مجدداً للعالم أن المليشيات الإرهابية في إدلب من جبهة النصرة وما تتبعها من فصائل أخرى بمختلف مسمياتها ليست سوى أدوات سمسرة بيد العثماني الجديد للهروب من أزماته الداخلية الذي يحاول تصديرها منذ ثلاث سنوات إلى سوريا.

وفي السياق قال الرئيس الروسي بوتين تعقيباً على العملية العسكرية في خان شيخون والقرى المحيطة بها: إن عمليات الجيش السوري في إدلب لتحريرها من الإرهابيين لا تتناقض مع اتفاقات آستانا وسوتشي، ولا مع ما هو متفق عليه بين روسيا وتركيا

وأكد سيرغي لافروف في تصريح له “أنّ تحرير الجيش السوري لأراضيه بدعمٍ روسيٍّ لا يُعتبر خرقًا لأيّ تفاهمات بما فيها توافقات آستانا وسوتشي، لأنّها تستثني المجموعات الإرهابيّة”

وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن المذكرة الروسية- التركية المبرمة في 17 سبتمبر 2018 حول المنطقة منزوعة السلاح في منطقة خفض التصعيد في إدلب يجري تنفيذها، لحين القضاء على 37 ألف عنصر تم نقلهم إليها من باقي المناطق.

وأوضح: تم إجلاء جميع المجموعات المسلحة وعددهم قارب 37 ألف شخص إلى إدلب من مناطق خفض _التصعيد الثلاثة الأخرى في جنوب ووسط سوريا وبالقرب من دمشق.

وأضاف: اليوم بقيت منطقة خفض تصعيد واحدة تعمل لكن بصعوبة وتعقيدات كثيرة.

وكشف شويغو في ختام تصريحاته أنه «لم يكن من الممكن أن نتفرج، دون أن نتدخل، على الهجمات وأعمال القصف المتكررة من الجانب الجنوبي بالمنطقة، لهذا السبب أبلغنا زملاءنا الأتراك بالإجراءات التي اتخذناها وقمنا بها، والتي سنتخذها ونقوم بها لاحقاً.

ويرى خبراء سياسيون وعسكريون أن زيارة أردوغان إلى موسكو تأتي عقب نجاحات الجيش السوري في إدلب وبروز واقع جديد قد يُفقد تركيا أرباحها المحتملة في سوريا ما دفعها إلى مراجعة سياساتها في إدلب ودفعها إلى تكثيف المفاوضات مع روسيا ولهذا السبب ربما تهدف زيارة أردوغان إلى روسيا بالدرجة الأولى إلى مناقشة الجانب العسكري بين الدولتين.

وبحسب بعض المصادر التي أشارت في تقارير لها: أن الاجتماع بين الرجلين تطرق إلى إمكانية إمداد روسيا تركيا بطائرات سو 57 إن لم يتم التفاوض على طائرات سو 35 بعد إتمام صفقة صواريخ S400  بينما لم يحصل أردوغان على أي تنازل روسي بسيط بشأن الإرهابيين في إدلب على هامش لقائهما، وما يدعم هذا القول هو تصريحات لافروف التي اعتبرها مراقبون بأنها رسالة قوية وضربة استباقية قبيل زيارة الرئيس التركي بأن الهجوم على إدلب ليس موضع تفاوض وغير قابل للنقاش

وربط بعض المراقبين بين مأزق الرئيس التركي في إدلب وعما يجري فيها وبين تصريحاته التي يقول فيها بقرب دخول قواته إلى شرق الفرات لتحويل الأنظار عما يجري هناك وتغطية الإهانات التي تلقتها هيبة الدولة التركية على يد القوات الروسية والجيش السوري وحلفائه أولاً، ومن جانب آخر للإيحاء بحُدوث نوع من المُقايضة، أيّ نترك لكُم إدلب ولا نتدخل فيها مُقابل إقامة المِنطقة الآمنة في شرق الفرات حِفاظًا على الأمن القومي التركي.

وذكرت بعض المصادر على لسان أبرز وجوه المعارضة السياسية الخارجية أن كل السياسة التركية قائمة منذ ثلاث سنوات على تصدير أزمتها الداخلية إلى سوريا وأن تركيا إذا خسرت المعركة في إدلب فهذا يعني بأن النظام التركي انهار وانتهى لأن الأزمة والصراع السوري سينتقل بالتتابع إلى الداخل التركي، وزعم بأن لديه معلومات تؤكد على أن تركيا أبلغت روسيا باستحالة دخول قواتها أو قوات النظام إلى إدلب أو أريافها.

وأضاف هذا المعارض البارز الفار بأنه التقى بنائب المسؤول عن الملف السوري بالخارجية الأمريكية، وجرى الحديث بينهما عن معركة إدلب وإمكانية إمداد المعارضة المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات وبأسلحة نوعية يتم عبرها تقييد تقدم الجيش السوري للدخول إلى إدلب. إلا أن الوقائع والمعطيات الميدانية أتت بعكس ما زعمه هذا المعارض البارز ولم تجرِ الرياح يما تشتهي سفنه.

وتشير مراكز الدراسات ومعظم المصادر المطلعة والمقربة من دوائر الصراع في سوريا إلى أن تركيا المتهالكة اقتصادياً والممزقة سياسياً ــ وخصوصاً بعد انشقاق داوود أوغلو وعلي باباجان عن حزب العدالة والتنمية ــ بمقارعتها الظاهرية لروسيا في الشمال الغربي من محافظة إدلب وريف حماة الشمالي ما هي إلا محاولات لتثبيت ما هو متفق عليه بين تركيا وروسيا ولتحويل الأنظار عن مآزقها الداخلية والخارجية وما (المعارضة) المسلحة سوى ورقة ضغط قد تكون منتهية الصلاحية بيد أردوغان يحاول عبرها اكتساب ربح سياسي أو اقتصادي.

زر الذهاب إلى الأعلى