المجتمعمانشيت

بشعلة نوروز سنرفع العزلة ونحرر عفرين

نوروز هو يوم ربيعي بامتياز، وبدء دورة حياة جديدة تمد الإنسان بالطاقة، حيث تلبس الأرض ثوبها الأخضر المطرز بمختلف الألوان وتزدهر فيه شقائق النعمان.

نوروز هو انتصار النور على الظلام، الخير على الشر فهو اليوم الجديد المليء بالسعادة والابتهاج هو فرحة لعموم الشعوب وبالأخص الشعب الكردي التواق إلى الحرية والعيش بكرامة، نوروز هذه السنة كان له طابع خاص في قلوب الكرد منها حسرة عفرين التي منع المحتل التركي ومرتزقته الاحتفال بطقوسه واعتقل كل من خالف الأوامر، ومن جانب آخر  الفرحة بما أحرزته قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد الإرهاب وكسره عسكرياً في الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش بالريف الشرقي لدير الزور، كما وكان للاحتفال بعيد النوروز في مناطق شمال شرق سوريا صفة مميزة، حيث احتفل به كافة المكونات لجعله عيداً وطنيا وحمل شعار “بروح نوروز نرفع العزلة ونحرر عفرين” لذا كانت لصحيفة الاتحاد الديمقراطي عدة لقاءات مع المرأة لتبين رؤيتها النوروزية.

النوروز يوم أعلن فيه انتصار الحياة الحرة وولادة فجر جديد

شهناز الطيبي ممثلة حزب الاتحاد الديمقراطي في مجلس المرأة السورية

 تحدثت للصحيفة قائلةً:  نوروز كلمة مكونة من مقطعين( نو) يعني جديد و (روز) يعني يوم لتصبح مجتمعة بمفردة نوروز “اليوم الجديد”، الذي يصادف21 من آذار لكل عام تزامناً مع بداية فصل الربيع، حيث يتم الاستعداد له لدى الكرد من خلال تزيين كل النساء والرجال والصغار باللباس الكردي الفلكلوري وخروجهم من المنازل إلى الطبيعة للاحتفال بهذا اليوم.

وأضافت: هو يوم يزداد فيه العطف والود والارتباط بالأرض والتشبث به يوم يعتبره الكرد عيداً قومياً وبهذا التاريخ بدأ الكرد تقويمهم بعدما أشرقت فيه شمس الحرية على جبال كردستان، تلك الحرية التي ناضل الكرد من أجلها على مر العصور.

وأشارت: في ملحمة شاهنامه يروي الفردوسي قصة البطل الكردي كاوا الحداد الذي قاوم وانتصر على ملك شرير يدعى ضحاك كان لدى هذا الملك أفاعي على كتفيه لا تتغذى سوى على أدمغة الأطفال، فسلب الطاغي أطفال كاوا الـ 15 ولم يبق له سوى فتاة صغيرة أراد الحداد أن يفدي ابنته بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم وأشعل النيران على سقف القصر وحمل شعلة بيده فعرف الأهالي أن شعلة الحرية ارتفعت وأن شمس الـ 21 من آذار بزغت نوره مبشراً بولادة جديدة وفصل يزف بالخير والعطاء يستمد منه النور والفرح. وتابعت: أن الـ 21من آذار هو اليوم الاول من السنة عند الكرد وعلى مر التاريخ بات الكرد يحتفلون بنوروز كعيد قومي يثبتون فيه هويتهم ويقيمون طقوساً عدة، فالمرآة تلبس الزي الكردي الملون المزركش المستمد من زهور الربيع لتجد ذاتها وحريتها في الطبيعة، والاحتفال بهذا اليوم المشمس.

وواصلت حديثها قائلة: في تقليد سنوي يشعل الكرد النيران في بداية ليلة نوروز وقبل شروق شمس العام الجديد كما فعل كاوا الحداد عندما انقض على الملك الظالم ويرافقه ترديد الأناشيد والأهازيج الكردية، كما تقام حلقات الدبكة حول النيران المشتعلة ابتهاجاً بالنوروز، لا تقتصر الاحتفالات على الأراضي الكردية فحسب، بل وصل الاحتفال إلى المدن الأوربية وفي بعض الأحيان يرون فيه الكرد فرصة لإبداء مواقفهم السياسية.

وفي نهاية حديثها ذكرت شهناز الطيبي أن نوروز حاضر بشكل كبير في الأدبيات الكردية التي عبرت عن حقب زمنية معينة وعن الشعور القومي ويظهر ذلك في العديد من القصائد التي تحاكي قصة نوروز وعلاقتها بالشعب الكردي وحان الوقت لإدراج نوروز كلائحة التراث الثقافي للشعب الكردي في منظمة اليونسكو لتوافر الشروط المطلوبة.

نوروز هي إرادة شعبنا وتحقيق أهداف وأمنيات شهدائنا

نسرين والدة الشهيد ابراهيم من ناحية كرباوي

وبدورها ذكرت: نوروز يوم مقاومة ويوم وحدة الشعوب، فيه ننحني اجلالاً لأرواح الشهداء الأبرار وخاصة شهداء نوروز، كما نحيي صمود وإصرار ليلى كوفن ومقاومة كل نساء العالم، وأضافت: في هذا الشهر كان عيد المرأة والذي أصبح شاهداً لثورتها التي تحققت في شخص إيفانا وآرين وبارين وبنضالهن خُلق شخص المرأة القوية الثائرة على جميع أشكال العبودية والاضطهاد، فهو يوم أعلن فيه انتصار الحياة الحرة وولادة فجر جديد ونهاية ظلم من الضحاك وحرية من كاوا الحداد وهو بداية نصر وإشراقة عام جديد.

وتابعت حديثها: نوروز تعني “بداية جديدة” أو يوم جديد يرمز إلى ولادة جديدة لحقبة من الزمن بعد نارٍ اشعلها كاوا الحداد على جبال كردستان، حيث أصبح نوروز رمز لنا والذي يوحي بالخلاص من الظلم وإعلان ثورة وانتفاضة ضد الظلم.

وفي سياق متصل قالت والدة الشهيد: أن الأم تخلق لأسرتها الحياة الجميلة وتمنحهم الإرادة، فنوروز أيضاً خلق الحياة الحرة الأبية لكل المكونات في العالم وبشكل خاص الشعب الكردي الذي عانى الكثير من الظلم والقهر القسري الذي نفذته الانظمة الاستبدادية بحقه من مجازر وحرمان لأبسط  الحقوق المدنية والعسكرية، فالحرية غالية فقد انتفض شعبنا انتفاضة بطولية ضد الهيمنة والعنصرية والظلم والاستبداد نساءً رجالاً وأطفالاً دفاعاً عن حقوقنا المسلوبة من أجل الديمقراطية لكافة الأطياف وبفضل قوات الــYPG-YPJ وفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان الذي ضحى بنفسه من أجل حرية شعبنا يستحق التضحية والحرية والكرامة والشموخ، ومن هذا المنطلق أحيا الشعب الكردي نوروزه لكسر العزلة والعمل على تحرير عفرين.

واختتمت حديثها بالقول: نوروز هي إرادة شعبنا وتحقيق أهداف وأمنيات شهدائنا، ونحن كأمهات الشهداء نبارك لشعبنا نوروز 2019 ونحيي مقاومة ليلى كوفن وجميع المعتقلين السياسيين في سجون الفاشية ونؤكد بأننا ماضون على دربهم حتى نكسر العزلة ونحرر عفرين.

المرأة انتفضت وتحررت واستمدت قوتها من شعلة نوروز

هاجر حسين اسماعيل إدارية في مؤتمر ستار بحي العنترية التابعة لمدينة قامشلو

تحدثت لصحيفتنا قائلة: عيد نوروز هو عيد الطبيعة والربيع وكذلك عيد الانبعاث والمقاومة عيد الحرية، عيد الخروج إلى الطبيعة بالفلكلور الزاهي الدال على الأمل والإباء، وذكرت: نوروز شعلة خلدت أسماء بطلات سطرّن التاريخ بطولاتهن، أمثال زكية آلكان التي صعدت أسوار آمد لتضرم النار في نفسها وتكون شعلة نوروز عام 1990، وهكذا أدركت المرآة الكردية من خلال نار الحرية المتصاعدة من جسدها أن ثمن الحرية غالٍ وبها تحولت جميع النساء الكرديات إلى شعلة نوروز متأججة وعرفنَ معنى الحياة الحرة لأنها تملك الجرأة القصوى والروح الفدائية وطاقات مفعمة بالحرية، وتابعت الثورة التي لا تنخرط فيها المرأة هي ثورة ناقصة بل مستحيلة وكلما انتفضت المرأة وتحررت فأن ذلك يعني أن الكرد أنفضوا عنهم الغبار ويتجهون إلى الحرية التامة في المرأة التي استمدت قوتها من شعلة نوروز.

زر الذهاب إلى الأعلى