بعد إعلان السلطات التركية رسمياً عن انتحار 15 شخصاً من عناصر الشرطة خلال آخر 25 يوماً، أكد فاروق سيزر رئيس نقابة الشرطة التركية لقناة Halk Tv المقرّبة من حزب “الشعب الجمهوري” المعارض لـ أردوغان، على إقدام 40 عنصراً من الشرطة على الانتحار منذ بداية العام الحالي، 15 منهم انتحروا خلال أقلٍ من شهرٍ مضى.
وأوضح سيزر إن إنهاء بعض الضبّاط لحياتهم يعود إلى سوء الإدارة وساعات العمل الطويلة، حيث يعمل عناصر قوات الشرطة في تركيا 240 ساعة على الأقل شهرياً مقارنة بأولئك الموظفين المدنيين الذين يعملون 160 ساعة، بحسب ما أفاد مدير النقابة.
واشار إلى أنه “في كثير من الأحيان يتمّ تكليف 15 ضابطاً بمهام غير ضرورية يمكن أن يتولاها 3 أشخاص فقط، وهذا ما يؤكد سوء الإدارة والتنظيم معاً”، على حدّ تعبّيره.
وأضاف مدير النقابة التي تعرف أيضاً بـ”اتحاد الأمن التركي”: إن قوات الشرطة لا يتمّ إدارتها بشكلٍ جيد أبداً”، منوهاً إلى أن “هذا الأمر يحصل منذ وقتٍ طويل وليس الآن فحسب”.
ومنذ أقل من أسبوع، انتحر 4 عناصر من قوات الشرطة التركية، الأمر الذي أثار جدلاً في البلاد. واعتبر مدير “اتحاد الأمن” أن هذه الأرقام “مخيفة ولم يعد بالإمكان إخفاؤها في عصر المعلومات”.
وذكر سيزر: “بعد تسجيل 57 حالة انتحار في صفوف قوات الشرطة في عام 2013، تراجع هذا الرقم بشكلٍ طفيف إلى 53 في عامي 2018 و2019. لكن هذا الرقم تصاعد مجدداً منذ بداية العام الجاري”.
وفي سياق متصل، رفض مصدر في مركز “الإحصاء التركي” التعليق على ارتفاع معدلات الانتحار في صفوف قوات الشرطة، لكن وسائل إعلامٍ تركية بينها صحيفة “زمان” ذكرت أن أفراد الشرطة يواجهون عبئاً ثقيلاً على خلفية الحملات الأمنية التي تشنها الحكومة باستمرار ضد معارضيها منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم أردوغان والتي وقعت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.
