لاقت موجة الاعتقالات التي نفذتها السلطات التركية لنواب وأعضاء حزب الشعوب الديمقراطي HDP منذ أسبوعين احتجاجاً كبيراً في سويسرا, ففي مساء يوم الجمعة تظاهر الكرد في جنيف وبمشاركة العشرات من أعضاء البرلمان الفيدرالي السويسري وبدعمٍ خاص من منظمة التضامن السويسرية احتجاجاً على ممارسات السلطات التركية التي اعتقلت العشرات من الأشخاص لمشاركتهم في احتجاجات ضد هجوم داعش على مدينة كوباني منذ عدة سنوات وضمت قائمة المعتقلين “رؤساء بلديات ونواب وبرلمانيين سابقين عن حزب الشعوب الديمقراطي HDP”.
هذا وردد المتظاهرون في جنيف هتافات تطالب بالحرية لمعتقلي حزب الشعوب الديمقراطي, واصفاً اردوغان بـ “الديكتاتور” مطالبين بإنهاء استبداد الدولة التركية وعدوانها ضد الشعب الكردي في تركيا والعراق وسوريا, وهي سياسة يتبعها أردوغان لصرف النظر والتهرب من المشاكل الداخلية التي تواجهها البلاد.
وقد شكر مسؤول مركز المجتمع الديمقراطي الكردي في سويسرا (رمضان بيطار) الشخصيات السياسية في سويسرا التي أبدت دعمها لمعتقلي حزب الشعوب الديمقراطية داعياً المجلس الاتحادي السويسري للتحرك إزاء هذه الممارسات.
ودعت (ستيفانيا بريزيوسو) عضو مجلس جنيف الوطني وعضو مجموعة غوش التي شاركت في المظاهرة إلى استمرار الاحتجاجات منددةً بالسياسة القمعية والاستبدادية التي ينتهجها الرئيس التركي أردوغان, مضيفةً بالقول: سنمارس الضغط حتى يتم إطلاق سراح نشطاء وأعضاء حزب الشعوب الديمقراطي, وقبل أيام قليلة وقعنا عريضةً ناشدنا فيها مختلف المسؤولين المنتخبين في سويسرا للمطالبة بالإفراج عن هؤلاء الأشخاص, وقد وقّع عليها أيضاً العشرات من المسؤولين اليساريين وأكثر من 40 برلمانياً فيدرالياً.
والجدير ذكره كان حزب الشعوب الديمقراطي الذي حصد أكثر من 10٪ من الأصوات في الانتخابات التركية الأخيرة قد تعرض للقمع من قبل السلطات لعدة سنوات, ورئيس الحزب السابق والذي كان المنافس لأردوغان في الانتخابات الرئاسية (ديميرتاش) مسجون منذ سنوات, وبعد الانتخابات البلدية في عام 2019 اعتقلت السلطات التركية أو أطاحت بالعشرات من رؤساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطية في الجنوب- من البلاد.
