الأخبارروجافامانشيت

بدران حمو: هدف تركيا من التغيير الديمغرافي هو محاولة إيجاد لوزان أخرى

في حوار مع “بدران حمو” عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD حول سياسة تركيا  في سوريا والأهداف البعيدة المدى لها وجملة من القضايا السورية المهمة قال حمو: إن سياسة الدولة التركية ليست بجديدة في سوريا، وهي منذ عشرات السنين تمارس سياسة دولية توسعية في محاولة منها لتطبيق خريطة الامبراطورية العثمانية البائدة.

وأضاف: كان “الرجل المريض” يمارس سياسة الاحتلال والاستيطان ونشر ثقافة الدين، وعلى هذا الأساس تم تشكيل “جيش انكشاري” توسعي، واستمرت هذه السياسة من الدولة التركية سواء في السر أو العلن منذ انهيار الامبراطورية العثمانية.

وأشار إلى أنه أثناء الأزمة السورية كانت الفاشية التركية تقوم بسياسة منهجية ودراسة دقيقة وبدعم دولي وخصوصاً “الحداثة الرأسمالية” للأتراك من أجل خلق الفوضى في سوريا على أن تقوم تركيا بدور الشرطي وحرس الحدود والعمل بالوكالة عن تلك الدول.

ونوَّه حمو إلى أن سياسات حزب العدالة والتنمية AKP في سوريا والعراق هي جزء لا يتجزأ من الميثاق الملي الذي تحاول تركيا تطبيقه في المنطقة منذ بداية الأزمة السورية لإفراغ المدن والقرى السورية “من ريف دمشق إلى حماة وحمص” وبشكل أكثر وحشية في عفرين وذلك بطرد سكانها الأصليين وتغيير ديمغرافيتها دون رادع دولي.

ورأى بدران حمو أن الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه حكومة أنقرة عبر المرتزقة التابعين لها هو رسم خريطة جديدة للتركيبة السكانية في عفرين وتهجير سكانها الأصليين الموجودين اليوم في مخيمات التهجير القسري في مناطق الشهباء.

وأوضح قائلاً: إن الهدف من هذا التغيير الديمغرافي في عفرين هو إنشاء حزام تركماني على طول الشريط الحدودي مع تركيا في المناطق المحتلة على غرار الحزام العربي الذي يطبقه نظام البعث في شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال استغلال سكان المنطقة وفتح سجلات مزيفة لهم على أنهم تركمان إضافة إلى بناء مجمعات استيطانية لتوطين عوائل المرتزقة وأسر عربية سورية وفلسطينية و تركمانية وعوائل إرهابيي داعش وجبهة النصرة وأخواتهما في مدينة عفرين الكردية، وهذا الإجراء دليل دامغ على أن سياسات الدولة التركية الفاشية تأتي في إطار إبادة ديمغرافية ثقافية اجتماعية وإنسانية في المناطق المحتلة.

وفي هذا السياق أكد حمو على أن هناك جريمة تاريخية ترتكب بحق المجتمع السوري وخاصة الشعب الكردي، تصب في خانة العقلية التركية الإرهابية لإعادة تحقيق ما يسمى بالميثاق الملي وإعادة حلم أمجاد العثمانية البائدة، ولا يُستبعد أن تُطبق اتفاقية لوزان  جديدة بحق شعوب المنطقة من خلال خطة مرسومة وبدعم مباشر من قطر والكويت والحركات الإرهابية وعلى رأسها حماس الإرهابية الإخوانية  بالإضافة إلى دعم بعض الدول الأوروبية.

وأردف حمو: بعد احتلال مدينة عفرين وقراها من قِبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في آذار ٢٠١٨ أصبح السكان الأصليين في المنطقة من الأقليات وبموازاة ذلك تعمدت الفاشية التركية تغيير ملامح المنطقة عن طريق تدمير المزارات الدينية المقدسة للمجتمع الإيزيدي وباقي المكونات الأخرى وتغيير أسماء القرى وبناء مستوطنات في جبل حج حسنو في ناحية جنديرس و قرى راجو أضف إلى ذلك حرق أشجار الزيتون و قطعها. منوِّهاً إلى أن تركيا تسارع في اقتطاع أجزاء من سوريا وضمها على غرار ما فعلت في لواء اسكندرون السوري من خلال استغلال سكان المنطقة وفتح سجلات مزيفة لهم بأنهم تركمان الأصل، ولم يقتصر ذلك على الكرد فقط بل استهدف النظام التركي الشعب العربي أيضاً في جميع المناطق المحتلة “سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، إدلب واعزاز” والمناطق السورية المحتلة الأخرى، وذلك عن طريق بناء التجمعات الاستيطانية بدعم من جمعيات تدَّعي أنها خيرية وإنسانية ولكنها في الأصل تابعة لشخصيات إخوانية كويتية وحركة الإخوان المسلمين الإرهابية.

واستنكر حمو  صمت المنظمات الدولية والإنسانية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان حيال ما تقوم به تركيا من سياسات إرهابية.

ودعا بدران حمو عضو مجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة للتدخل ووضع حد لانتهاكات تركيا في المنطقة.

واختتم حديثه قائلاً: نعم لقد ماتت الإنسانية تحت التعذيب في سجون الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى