بياناتمانشيت

بخصوص الذكرى السوداء الخامسة لاحتلال عفرين

بيان إلى الرأي العام

تمر علينا الذكرى الخامسة لاحتلال عفرين والذاكرة ما زالت ترصد الحوافر التي دنست تراب عفرين “جيايي كورمينج/ Çiyayê Kurmênc” وأفسدت أرضها مخلفة الدمار والقتل والسلب والنهب وهم يرفعون العلم التركي في كل بقعة تصل اليها، وكان بنات وأبناء عفرين الأصلاء المهجرون قسراً يزرعون خطاهم في الطين ملوحين لعفرين بالعودة، نحو مناطق الشهباء، هذه اللوحة كانت الأقسى في الفاجعة العفرينية.

في 19 يناير/ كانون الثاني من عام 2018 شن جيش الاحتلال التركي ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو مصحوباً بعشرات الآلاف من الفصائل المرتزقة هجوماً واسع النطاق بكل الآلة الحربية الفتاكة من طائرات ودبابات ومسيرات مدعومة بأسلحة الناتو على منطقة عفرين في عدوان فاقد لأي شرعية قانونية أو دولية أو أخلاقية، وتحت ذرائع واهية خلقتها الذهنية العثمانية التوسعية. بالرغم من ذلك أبى بنات وأبناء عفرين ووحدات حماية الشعب والمرأة إلا أن يستبسلوا في الذود عن أرضهم التاريخية بمقاومة بطولية “مقاومة العصر” لمدة 58 يوماً قدمو خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى حتى احتلال عفرين يوم، ١٨ آذار ٢٠١٨.
تأتي الذكرى الخامسة السوداء على الاحتلال التركي والمرتزقة الموالين له لمنطقة عفرين وسط صمت دولي مريع لكل صنوف الانتهاكات التي مارسها الجيش التركي والفصائل المرتزقة بحق أبناء عفرين المتبقين خلال خمس سنوات من الاحتلال، والتهجير القسري الممنهح بحق شعب المنطقة وأصحاب الأرض، وارتكب جيش الاحتلال التركي خلال حربها على الكرد في عفرين أفظع جرائم الحرب، فقصفت المدارس والمستشفيات والمؤسسات المدنية والخدمية باستخدام أعتى أسلحتها ولم تتوانى عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً مما نتج عنه مقتل عشرات المدنيين، كل ذلك كان يحصل في ظل صمت عالمي مخزٍ ينم عن انهيار المنظومة الإنسانية و الشرعية الدولية التي تشدقت بها القوى الدولية التي تغض الطرف عن القرصنة السياسية والعسكرية التي تمارسها تركيا تجاه المنطقة والعالم كدولة مارقة تضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية. وكان جلياً منذ اليوم الأول من العدوان أن المشروع التركي المرتبط بالحلم العثماني التوسعي لاحياء الميثاق الملي مصر على احتلال منطقة عفرين واجراء التغيير الديمغرافي فيها واسكان عائلات مرتزقتها بدلاً من السكان الأصليين التي هجرتهم، لما لعفرين من أهمية استراتيجية وما يتمتع به شعبها من عمق في ارتباطه بوطنه السوري وبكرديته وقضيته، وكل ذلك حدث بتواطئ دولي مبني على المصالح. وما تزال المنظمات الاخوانية المرتبطة بقطر وغيرها تبني المستوطنات في أراضي عفرين لاسكان الغرباء فيها حتى أصبح وجود الكرد في المنطقة لا يتجاوز 21% بعد أن كان حوالي 98%، ناهيكم عن قطع الآلاف من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، وسرقة الآثار وتدميرها وتتريك المنطقة تعليمياً وثقافياُ وفرض هندسة ديمغرافية مستحدثة.
اننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وفي هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ سوريا وشعبنا الكردي عموماً وروج آفا وشمال وشرق سوريا خصوصاً نؤكد لشعبنا بأن قضية عفرين وتحريرها إلى جانب باقي المناطق المحتلة كـرأس العين/ سري كانية وتل أبيض/ كري سبي وجميع الأراضي المحتلة هي قضيتنا الأولى في نضالنا اليومي وكذلك في كل لقاءاتنا ومساعينا الدبلوماسية لتدويل هذه القضية وايصالها الى المحافل الدولية رغم أن عشرات التقارير الدولية والحقوقية التي وثقت جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين والتي صنفت كجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وفي الوقت ذاته نبارك ونحيي لشعبنا العفريني المهجر قسراً في الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية بحلب مقاومتهم واصرارهم على النضال من أجل تحرير منطقة عفرين والعودة اليها بحرية وكرامة، ونتعهد لهم بالمضي سوياً على خطى الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لعفرين ولتحقيق الديمقراطية في البلاد وحل القضية الكردية.
كما اننا في الوقت الذي نراقب عن كثب التطورات الأخيرة في تقارب حكومة أنقرة ودمشق ومحاولات تمييع القضية السورية واعادة تعويم نظام الاستبداد المركزي فإنا نستشرف في الوقت ذاته المرحلة ونؤكد لشعبنا السوري بكل مكوناته أن ما يجري سيكون على حساب السوريين وأهدافهم التي ثاروا من أجلها اذا ما استمر التشرذم السوري بهذه الوتيرة، ونؤكد أن حرية السوريين بكل مكوناتهم انما هي مرتبطة بحوار السوريين أنفسهم واستنباط الحل السوري والذي يفضي الى سوريا لا مركزية ديمقراطية تحفظ خصوصية وحرية كل المكونات والمناطق السورية، وليس الخضوع للأجندات الاحتلالية وعلى رأسهم الاحتلال التركي.

ـ عفرين ستعود لشعبها حرة كريمة.
ـ الموت والعار للاحتلال التركي ومرتزقته.

١٦ اذار ٢٠٢٣
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى