الأخبارالعالممانشيت

بايدن أظهر موقفاً متشدداً لبوتين بشأن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا

أكد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أبلغ نظيره الروسي (فلاديمير بوتين) أن دول الغرب قلقة من احتمال هجوم واجتياح روسي لأوكرانيا, محذراً روسيا من إجراءات اقتصادية قوية  كعقوبات إذا بدأت موسكو تحركاً عسكرياً ضد أوكرانيا.

وأجرى الرئيسان محادثات عبر مكالمة فيديو استمرت ساعتين، حيث جدد الرئيس الأمريكي دعم إدارته لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ودعا إلى وقف التصعيد, وقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي (جيك سوليفان) بأن بايدن كان مباشراً وحاسماً أثناء المكالمة,

وقال: أخبر بايدن الرئيس بوتين بشكل مباشر أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين سيردون بإجراءات اقتصادية قوية, وسنوفر مواد دفاعية إضافية للأوكرانيين بالإضافة إلى ما نقدمه بالفعل، وسنقوم بتحصينها.

 وأضاف “سوليفان” بأن حلفاء الناتو على الجانب الشرقي يتمتعون بقدرات إضافية للرد على مثل هذا التصعيد.

ورغم أن الكرملين نفى أن يكون لدى روسيا أية نية لمهاجمة أوكرانيا, وإن وضع القوات الروسية هو دفاعي, لكن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون بأن معلوماتهم الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا صاغت خطة لشن هجوم عسكري على أوكرانيا في أوائل عام 2022، سيشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف عنصر إلى جانب الدروع والمدفعية ومعدات أخرى.

كما كشفت المخابرات الأمريكية أيضاً عن زيادة طفيفة في الدعاية الروسية  باستهداف أوكرانيا، مما أثار التكهنات بأن الكرملين يستعد لهجوم، وذلك بحسب مسؤول في إدارة بايدن طلب عدم الكشف عن هويته.

وأوضح “سوليفان” بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بقسوة أكثر مما كان عليه الحال في 2014  عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها، قائلاً: الرئيس بايدن أخبر الرئيس بوتين أن أشياء لم نفعلها في عام 2014 نحن مستعدون للقيام بها الآن.

ولكن سوليفان أضاف أيضاً بأن بايدن عرض على بوتين مساراً لخفض التصعيد من خلال الانخراط في نقاش مع الولايات المتحدة والأوروبيين والأوكرانيين يمكن أن يعالج المخاوف الاستراتيجية لروسيا, مؤكداً بأن الهدف من هذه المحادثات هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتنفيذ إجراءات بناء الثقة بما يتماشى مع اتفاقية مينسك, وقال سوليفان:

لقد طورنا آليات للمساعدة في تقليل عدم الاستقرار وزيادة الشفافية، ولا يوجد سبب يمنعنا من القيام بذلك في المستقبل.

وتابع: إن حديث “بايدن – بوتين” تضمَّنَ الكثير من الأخذ والعطاء، لكن الرئيس بايدن كان واضحاً تماماً بشأن موقف الولايات المتحدة من كل هذه القضايا, وأنه لا بديل عن الحوار المباشر بما في ذلك مع روسيا.

ومن المرجح أن يوقف الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا الخطط الألمانية لإطلاق خط أنابيب غاز نوردستريم 2 مع روسيا, وحول ذلك قال سوليفان:

 إذا كان فلاديمير بوتين يريد أن يرى الغاز الروسي  يتدفق عبر خط الأنابيب هذا، فقد لا يرغب في المخاطرة بغزو أوكرانيا.

وأكد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث مع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بعد انتهاء مكالمته مع بوتين, وبحسب صحيفة (داونينج ستريت) البريطانية فإن القادة الغربيون شددوا على أهمية توقف روسيا عن سلوكها الذي يشكل تهديداً لأوكرانيا, وعلى ضرورة استمرار الحوار مع روسيا للتشجيع على هذه النتيجة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون) قد أعلن بأن المملكة المتحدة ستواصل استخدام جميع الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية الموجودة تحت تصرفها لمنع أي اعتداء روسي على كييف.

وفي سياق متصل قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية (فيكتوريا نولاند) خلال حديثها في جلسة استماع بمجلس الشيوخ:

 إن العواقب ستكون وخيمة على روسيا إذا غزت أوكرانيا, فالأوكرانيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا أمر الرئيس بوتين قواته بالهجوم على أوكرانيا, وأعتقد أن الروس سيخوضون معركة كبيرة جداً وسيكون هناك خسائر فادحة لهم.

وأوضح الكرملين أنه لا نية لروسيا بالهجوم على أوكرانيا, ويتهم الولايات المتحدة وحلفائها بتوسيع بنيتهم ​​التحتية العسكرية في أوكرانيا بطريقة تعتبرها روسيا تهديداً.

وقال المتحدث باسم الكرملين (ديمتري بيسكوف) في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين:

من الواضح أنه إذا كان الرؤساء يجرون هذه المحادثة، فإنهم يعتزمون مناقشة القضايا وليس دفع الأمور إلى طريق مسدود.

كما أكد الكرملين قبل المحادثة بين الرئيسين بأن بوتين سيقترح ضمانات أمنية ملزمة قانونياً بأن الناتو لن يتوسع شرقًا ولن ينشر أسلحة هجومية في المنطقة.

وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيسين ناقشا أيضاً الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا حول الاستقرار الاستراتيجي والأمن السيبراني، بالإضافة إلى العمل المشترك بشأن القضايا الإقليمية مثل إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى