مقالات

بالرغم من المواجع.. صمتٌ أنيق للمزارع

مصطفى عبدو

يجابه القطاع الزراعي في مناطق شمال وشرق سوريا عدة معوقات تهدد نجاحه واستمراره، وخروج مساحات كبيرة من القطاع الزراعي البعلي من دائرة الإنتاج رغم أن هذه المناطق تزخر بالأراضي الزراعية الخصبة وتعتبر مناطق زراعية بامتياز ويعتمد السكان فيها على الزراعة بالدرجة الأولى…

شح الأمطار وانحسارها وسيطرة أجواء الجفاف على المنطقة ونقص البذار عوامل أخرى تضاف إلى المعوقات التي تواجه المزارع في شمال وشرق سوريا الذي يجد نفسه مخنوقاً بجملة من القيود ولم يعد بإمكانه القيام بالتزاماته بسبب زيادة تكاليف مواد التشغيل اللازمة للزراعة والأسمدة ،وقلة كمية البذار وسط استمرار الصمت من قبل المزارع ،فماذا سيكون مصير مناطق شمال وشرق سوريا إذا فاتها موسم هذا العام أيضاً؟

أغلب المزارعين لم يستلموا بعد الكميات المطلوبة من البذار ومنهم من حصل على بذار غير معروف مصدره من دون أخذ العينات وإجراء اختبار عليها لضمان جودتها، حيث أن 25 إلى 50% من البذار فقط كانت من المصادر المحلية.

للتنويه، أن بعض الأراضي أخذت نصيبها من البذار وتمت زراعتها بالفعل فهل هذا يكفي للمزارع الذي وضع كل ما يملك في هذه الأرض؟ هل نتركه رافعاً رأسه يراقب الغيوم والأمطار؟

وبالنسبة إلى الزراعة المروية فهي الأخرى لم تسلم من التهديدات، حيث يعد شح الوقود وارتفاع أسعاره وأجور القطع والصيانة أحد أبرز المعوقات التي تهدد الزراعة المروية في مناطقنا.

نعود على التحذير من مغبة استمرار أزمات القطاع الزراعي بشقيه البعلي والمروي وتأثيره على البلاد عامة ووجوب إيجاد برنامج إسعافي وبالتالي طرق ووسائل بديلة لاستمرار هذا القطاع الهام وتبني سياسات مدروسة لإدارة المشاريع، فالسماح بحفر الآبار الارتوازية ربما كانت سبيلاً لتلافي أزمات هذا القطاع.

أسباب عديدة تقف وراء تراجع القطاع الزراعي في منطقة زراعية كمناطقنا وتقع على كاهل الإدارة الذاتية اليوم مهمة إيجاد وسائل وطرق جديدة لتوفير ما يحتاجه المزارع في الوقت المناسب والحفاظ على المساحات المزروعة التي تقلصت بنسبة كبيرة، لتلافي أزمة وربما كارثة نحن بغنى عنها وتأمين احتياجات المواسم الزراعية سواء من البذار أو السماد أو الوقود اللازم أو غيره.

بالمحصلة، يُنتظر من مناطق شمال وشرق سوريا أن تكون سلة غذاء للآخرين لا أن تعجز عن إطعام المواطنين فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى