الأخبارمانشيت

بالأرقام مكتب الشؤون الإنسانية يكشف ضحايا العدوان التركي على شمال سوريا

أكد مكتب الشؤون الانسانية التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن عدد ضحايا العدوان التركي على شمال سوريا بلغ (٤٧٨) مدنياً وجرح (١٠٧٠)، فيما وصل عدد النازحين (300000) وحرمان (86000) طفل من التعليم.

بيّن رئيس المكتب عبد القادر موحد خلال مؤتمر صحفي عقده في دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني) عدم التزام منظمة أوتشا وكلاء الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في شمال سوريا بمعايير العمل الإنساني وذلك لصالح الحكومات، داعياً إياهم إلى تعزيز الاستقلال والحياد وإخراج الملف الإنساني في شمال سوريا من التجاذبات السياسية.

وجاء في التقرير الذي أعده مكتب الشؤون الانسانية حول الوضع الإنساني في شمال وشرق سوريا:

منذ التاسع من تشرين الأول ومع بدء العدوان على مناطق شمال وشرق سوريا بدأت ملامح الأزمة الانسانية بالبروز وأخذت تزداد حدة مع تزايد شدة العدوان والانتهاكات حيث بلغ عدد الشهداء من المدنيين (٤٧٨) وعدد الجرحى (١٠٧٠) كما وصل عدد النازحين والمشردين 300000 نازح أكثر من نصفهم في محافظة الحسكة وحدها وتعطلت العملية التعليمية في 810 مدارس مما أدى الى حرمان 86000 تلميذ من الالتحاق في مدارسهم.

وتضررت الخدمات الصحية بسبب استهداف المشافي والطواقم الطبية بشكل مباشر أو نقص وصول الامدادات الطبية وفقدان الأرشيف الصحي وزيادة الحالات المرضية الناجمة عن الأعمال العسكرية مباشرة أو بشكل غير مباشر كل هذا أدى الى نقص في الاستجابة الصحية بما يقارب 40%

كما أن الاستهداف المباشر لمحطة المياه الرئيسية في علوك وقطع طريق m4 أديا الى صعوبات في وصول امدادات الغذاء والماء وتعرض 500000 مواطن لخطر العطش والأمراض الناجمة عن تلوث المياه في الحسكة وريفها.

يقر تقرير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) باستضافة مناطق شمال وشرق سوريا لـ 710000 نازح من مختلف المناطق السورية قبل الحرب واذا أخذنا بعين الاعتبار التهميش وضعف الخدمات الذي كانت ترزح تحته هذه المناطق سابقاً وأضفنا النازحين جراء العمليات العسكرية الأخيرة فلنا أن نتخيل حجم الضغط على البنية التحتية والمجتمع المضيف

يمكن تقسيم مناطق شمال وشرق سوريا الى منطقتين من حيث الاستقرار

منطقة في طور التعافي وقد خرجت مؤخراً من تبعات الحرب على داعش ومنطقة تتمتع باستقرار وحياة طبيعية نسبياً وقد استهدف العدوان هذه المنطقة ووقع عبء النزوح والاستجابة الانسانية على المناطق التي لم تتعاف بعد في الرقة ودير الزور

يستجيب للوضع الانساني في شمال وشرق سوريا ثلاث جهات هي:

المنظمات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وهي تعاني من قلة الموارد وضعف الامكانات

المنظمات الدولية عبر الحدود والتي مع بدء العدوان سحبت موظفيها وعلقت معظم أنشطتها بسبب المخاوف الأمنية إضافة إلى تعرضها إلى ضغوط من قبل الحكومة التركية لتحديد مدى ونوع استجابتها.

وكالات الأمم المتحدة وشركائها على الرغم من الجهود التي تبذلها إلا أن استجابتها محكومة بالإصرار على التنسيق الكامل مع الحكومات وتأثر مواقفها وتقاريرها بطبيعة علاقة موظفيها مع حكومات الدول التي يعملون داخلها وفي حالة شمال وشرق سوريا يكون للتأثير التركي والسوري دوراً كبيراً عبر مكاتب دمشق وغازي عنتاب كمثال على ذلك.

وجه مكتب الشؤون الانسانية في 11/10 طلباً إلى مفوضية اللاجئين وأوتشا للمساعدة في إخلاء مخيمي مبروكة وعين عيسى ونقلهما إلى منطقة آمنة بسبب المخاطر المحتملة وقد رفض الطلب معللاً بعدم موافقة الحكومة السورية مما اضطرنا للبدء بنقل مخيم مبروكة ولم يتح لنا الوقت الكافي لنقل مخيم عين عيسى ووقعت الكارثة.

رفضت وكالات الأمم المتحدة التدخل في انشاء مخيمي تل أبيض ورأس العين أو المساهمة في توسيع مخيم المحمودلي وذلك التزاماً بتعميم محافظ الحسكة رقم 529 /ص تاريخ 31 /10والذي يؤكد على (عدم نقل أو استقبال وافدين في المخيمات الموجودة في المحافظة أو المساهمة في افتتاح مخيمات جديدة)

في تقرير السيد مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية والمقدم إلى مجلس الأمن بتاريخ 14/10/2019

وردت عدة نقاط تثير التساؤل منها

  • دخول 30000 شاحنة إلى سوريا عبر المعابر المحددة بقرار مجلس الأمن رقم 2165 منها 900 شاحنة في شهر تشرين الأول (نوفمبر) ورغم أن معبر اليعربية هو أحد المعابر المشمولة بالقرار الا أن عدد الشاحنات خلال شهر نوفمبر مثلاً كان صفر.
  • يتوجه التقرير بالشكر للحكومة التركية للمساعدة حول اصلاح محطة علوك متغافلاً عن قيام القوات التركية بقصف المحطة بتاريخ 10/10 واعاقتها لعمليات الاصلاح حتى تاريخه وهذا ماكنا نتلقاه من الأمم المتحدة عن أسباب التأخير في اصلاح المحطة

اضافة إلى التأخير بالسماح بوصول مواد التعقيم والفلاتر للمحطة البديلة (الحمة) من قبل حكومة دمشق والتي لم تصل حتى الآن

  • يتحدث التقرير عن نزوح 200000انسان وعودة 130000منهم إلى مناطق سكنهم الأصلية في حين يتحدث تقرير اليونسيف في 5/11 عن نزوح 215000وعودة 107000الاف منهم وهذه الأرقام تستند الى التحديث الصادر عن أوتشا بتاريخ 31 /10 وهي ذات الجهة التي يمثلها السيد مارك
  • بحسب احصاءات مكاتبنا ولجان شؤون النازحين وهيئة التربية فانه قد حصلت زيادة في عدد المدارس المستخدمة كمراكز ايواء بين 27/10 و13/11 بما يعادل 11 مدرسة وزيادة 1300عائلة نازحة في الرقة اضافة الى 1060 عائلة اضافية في الحسكة في ذات الفترة وقد سجلت عودة 60000 نازح الى مناطق سكنهم في القامشلي وعين العرب (كوباني ) والدرباسية ما يثير التساؤل هو ارتفاع العدد الى 107000وتقرير أن الزيادة هم من عادوا إلى مناطق سيطرة القوات التركية.
  • اننا في مكتب الشؤون الانسانية وحيث أنه لم تسجل لدينا أية حالة لعائدين الى مناطق سيطرة القوات التركية من أبناء تلك المناطق وحيث أن مثل هذه العودة مستبعدة بسبب الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أبناء تلك المناطق من قبل الفصائل المسلحة بغض النظر عن أثنيتهم ودينهم

نجد أنه من الحق أن نطرح تساؤلات جادة عن مهنية ومصداقية هذه الأرقام التي تقدمها أوتشا وفي حال صدقها فلنا أن نتساءل من هؤلاء العائدين ومن أين أتوا مما يزيد القلق ويؤكد المخاوف من تغييرات ديمغرافية تتعرض لها مناطق السيطرة التركية

إننا في مكتب الشؤون الانسانية ندعو كل الفاعلين والمتدخلين الانسانيين في الشأن السوري للالتزام بمعايير العمل الانساني وتعزيز الاستقلال والحياد واخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية ورفض محاولات الهيمنة من قبل الحكومات على تقارير واستجابات الوضع الانساني

كما ندعو شعوب وحكومات الدول المتعاطفة مع الأزمة الانسانية في شمال وشرق سوريا الى ارفاق الأقوال والتصريحات بأفعال يتلمسها أبناء هذه المنطقة على أرض الواقع

وتشجع المنظمات الدولية على عودة أنشطتها الفاعلية أكبر استجابة للوضع الانساني الكارثي الذي رغم تحذيرنا منه قبل بدء العدوان لم يلق الاستجابة المطلوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى