الأخبارمانشيت

باحث مصري: اعتقال أوجلان جعله أسطورةً ورمزاً دوليّاً

الخامس عشر من شباط هو اليوم الذي يصادف اعتقال قائد الشعب الكردستاني عبد الله أوجلان, وقد مرَّ عشرون عاماً على اعتقاله, وخلال هذه السنوات أخذت قضية أوجلان وجهاً دولياً وأصبحت حريته مطلباً لكل الشعوب التواقة للحرية.

أوجلان الكردي أصبح رمزاً للإنسانية جمعاء, وباتت فلسفته وأفكاره مرجعاً بعد أن تبين أنها تشكّل الحلول لمشاكل الشرق والأوسط والعالم أجمع.

وتزامناً مع الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية على القائد أوجلان تواصلت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع السيد (محسن عوض الله) الباحث المصري في الشؤون الكردية والتركية, الذي أوضح أسباب وأبعاد ونتائج هذه المؤامرة قائلاً:

اعتقدت تركيا أنّها باعتقال (عبد الله أوجلان) مؤسس حزب العمال الكردستاني ستقضي على الحركة الكردية, فإذا بها تقدّم خدمةً جليلة للقضية الكردية, ربما ما كانت لتحدث لولا تلك الحادثة (المؤامرة) التي تواطأ فيها العالم وتنازل عن مبادئ الحق والحرية التي يدّعيها.

كما أشار عوض الله إلى أنه في الذكرى السنوية العشرين للمؤامرة الدولية على أوجلان؛ ربما يجب على القيادات الكردية أن تشكر الأتراك على تلك الجريمة (المؤامرة) التي لولاها لما سمع العالم بالرجل (أوجلان) ولا بحث الملايين عن اسمه وتعرفوا على فكره وفلسفته، وقال:

جعل اعتقال أوجلان من الرجل أسطورةً ورمزاً دولياً وليس كردياً فقط, وصار أوجلان أحد أشهر السّجناء السياسيين في العالم إن لم يكن أشهرهم على الأطلاق.

وحول السياسة التي ينتهجها الأتراك بحق الكرد أوضح عوض الله قائلاً:

اعتمدت تركيا في تعاطيها مع القضية الكردية على سياسة القتل والاعتقال والتهجير دون أن تجني من تلك السياسة أمناً وأماناً, ولا سبيل أمامها سوى مراجعة تلك السياسة, والبدء في عمليةٍ سياسيةٍ شاملةٍ تبدأ بالإفراج الفوري وغير المشروط عن أوجلان, والاعتراف بحقوق الكرد كمكوّنٍ رئيسيٍّ من مكونات الشعب التركي, له حقوقه الكاملة غير المنقوصة كالمواطنين الأتراك.

وأضاف: على أردوغان أن يعترف بفشل الحلول الأمنية والعسكرية, ويجب أن يتخلى عن أحلامه العثمانية وتحالفاته مع القوميين المتطرفين في تركيا؛ الذين لن يُغنوا عنه شيئاً عندما ينتفض الشعب التركي ضدّ سياساته وممارساته, وخاصةً في ظل التراجع الاقتصادي, والأزمات التي تواجه تركيا من خلال سياساتها الخارجية سواء العلاقة مع واشنطن أو الصين, أو التورط في المستنقع السوري .

واختتم عوض الله حديثه بالقول: لن يجد أردوغان حليفاً أفضل من أوجلان يصنع معه السلام, وينهي عقوداً من الحرب التركية الكردية, ويحمي تركيا من سيناريوهات كارثية تنتظرها حال استمرار تلك الحرب التي لن تحرق سوى تركيا فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى