تقاريرمانشيت

الوحدة الكردية إنموذج للوحدة الوطنية السورية

عادةً في الأزمات العميقة، وفي حال تعرض الشعوب إلى تهديدات خارجية من دولة ما تتوحد القوى السياسية وتوحِّد خطابها من أجل التصدي للتهديدات ومواجهتها بشكل واسع وكامل، ولكن الآن بكل أسف الصف الكردي غير موحد ومُشتت ونحن بحاجة إلى توحيد الصف الوطني الكردي بدءاً من روج آفا وانتهاءً بالأجزاء الأربعة من كردستان، ونتمنى أن تتحقق هذه الأمنية عبر انعقاد مؤتمر وطني كردستاني شامل.

ما بين الاعوام 1880 /1919 / 1975 أي منذ انطلاقة الثورات الكردية وحتى انعقاد اتفاقية الجزائر مرَّت القضية الكردية بمراحل خطيرة ومعقدة ومتشابكة ترتبط بميراث استعماري دولي وفي بعض جوانبه بالدول الإقليمية

لن نخوض في الانتكاسات التي مرت بها الحركة الكردية وكيف تمكنت الحركة الكمالية في تركيا من إقناع الحلفاء بأن القضية الكردية مسألة داخلية وأجبرت بريطانيا وفرنسا وروسيا على رفض بنود اتفاقية سيفر المتعلقة بالأكراد، وأثر التحالف السوفيتي التركي على تسوية قضية الموصل في مؤتمر لوزان عام 1923 إذ أن جُعَب الشعب الكردي مليئة بهذه الصفحات ويتلوى منها ألماً وفيما يبدو أن عموم الكرد قد استخلصوا من التاريخ أن هذه الانتكاسات التي حصلت معهم وفي تاريخهم هي كانت لسبب وحيد فقط وهو عدم وحدة الموقف والرؤية تجاه القضايا المصيرية وبذلك كان يتمكن العدو من شق صفوفه والسيطرة على قراره واستخدامه في قضاياه ومآربه الشخصية وفي آخر المطاف يخرج الكردي من هذه المعمعة خالي الوفاض رغم التضحيات التي يقدمها.

اليوم وفي العام 2018 و2019 ليس للكردي سوى مطلب واحد من قادته وساسته الذين يمثلونه في المحافل الدولية وهو وحدة الصف والموقف والاستفادة من دروس التاريخ  في القضايا المصيرية وإزالة الحدود والعوائق الفكرية التي تفصل بين الكرد والتقارب في الوعي ليلعبوا سياسياً دوراً مشهوداً لهم كما فعل المقاومون الأبطال في ساحات المعارك وشهد لهم العالم أجمع وخصوصاً في معاركهم الأخيرة ضد الإرهاب

توطئة:

مبادرة جديدة من الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK  الذي عقد فرعه في روج آفا اجتماعاً في 1 كانون الثاني، وخلال الاجتماع تم تشكيل لجنة مؤلفة من خمسة أعضاء مستقلين للتواصل مع كافة الأحزاب الكردية في روج آفا دون استثناء، بهدف توحيد الصف الكردي والوقوف في وجه المخاطر المحدقة بالشعب الكردي وشمال وشرق سوريا

وفي الـرابع من شهر كانون الثاني 2019عقد المؤتمر الوطني الكردستاني- فرع روج آفا مؤتمراً صحفياً بعد سلسلة من المشاورات والاجتماعات البينية لأعضاء المؤتمر والمؤسسات المدنية والسياسية في شمال سوريا، وجاء فيه عدة بنود تخص مسألة توحيد الصف الكردي في سوريا.

وخلال المؤتمر تحدث عضو الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني – روج آفا عبد الكريم عمر، حيث بيّن بأنهم اجتمعوا مع الإدارة الذاتية الديمقراطية واتفقوا على بعض النقاط، وأشار عمر إلى أنه تم الاتفاق على السماح للأحزاب غير المرخصة في شمال وشرق سوريا بافتتاح مكاتبها في المنطقة.

وطالب عمر جميع الوسائل الإعلامية المحلية القيام بمهامها في الضغط على الرأي العام، “كوننا في مرحلة تاريخية، وهناك استحقاقات كثيرة وتحديات كبيرة، وفرصة يمكن أن لا تُعاد بالنسبة للقوى الديمقراطية والوطنية”.

وأكد على أنه ليس هناك أي ضغط من أي طرف دولي، وأضاف “خلال زيارات وفد الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى موسكو، وأنا كنت من ضمنه، لم يطلب منا أي طرف دولي و لم يشترط علينا أي طرف دولي أن يتفق الكرد أو أن نجتمع مع طرف آخر حتى يتم تمثيل الكُرد في المحافل الدولية”.

وأضاف بأن الوحدة الوطنية “مطلب جماهيري ملح وهذا مطلبنا كمؤتمر وطني كردستاني منذ بدء الأزمة وفي اللقاءات التشاورية في 2017، أيضاً، وذلك بهدف عقد مؤتمر وطني كردستاني. محاولاتنا لا زالت مستمرة لتوحيد وترتيب البيت الكردي”.

وشدَّد على إنهم كمؤتمر وطني كردستاني سيحاولون  مرة ومرتين … وعشرة مرات وسيزورن الأطراف السياسية، مؤكداً على إنهم مظلة وطنية كردستانية”.

‘اتحِدُوا لحماية المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء ونضال الشعب’

الشيخ سنان أحمد، وهو من وجهاء شمال وشرق سوريا وعضو المؤتمر الوطني الكردستاني –روج آفا

 في أول تصريحٍ له بعد المؤتمر قال: “نحن في مرحلة إما نكون موجودين وبقوَّة أو سيتحتم علينا اللاوجود، ووجودنا مرهونٌ بحمايتنا لمكتسباتنا، مهمتنا التباحث مع كافة الأحزاب السياسية دون استثناء، لتوحيد الصف الكردي ووضع الخلافات جانباً، لأن في الاتحاد قوَّة وعزَّة وفخر، وفي التفرُّق ضعف”.

من الضروري توحيد الصف الكردي بشكل عاجل لأننا

في مرحلة حساسة جداً، والأخطار محدقة بنا من كل صوب في المنطقة، وعلى رأسها التهديدات التركية المستمرة، وهدفهم إنهاء الوجود الكردي، لذا هناك ضرورة لتوحيد الصف الكردي بشكل عاجل لرسم سياسة تحمي مصالح ووجود الكرد في روج آفا، حتى لو كان فيها خسائر وتنازلات لبعض الأحزاب السياسية”.

الدولة التركية تستمر في تهديداتها على مناطق شمال وشرق سوريا، بالإضافة لتهديد الكرد في أجزاء كردستان الأربعة، وبشكل خاص تهدف تركيا لإنهاء وجود الشعب الكردي في شمال وشرق سوريا، لذا يجب على الأحزاب السياسية في روج آفا أن تضع مصلحتها الشخصية جانباً وتتطلع إلى المصلحة الكردية العامة، لحماية حقوقهم ولمجابهة المخاطر التي تهدد القضية الكردية والوجود الكردي”.

ومن الضروري تحلي الأحزاب السياسية الكردية في روج آفا بروح المسؤولية من أجل مصلحة وحقوق الشعب الكردي.

وتأتي هذه الضرورة في توحيد الصف الكردي من أجل حماية المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء ونضال الشعب، لأن القوى المعادية للقضية الكردية تتربص بالشعب الكردي وتهدف لإنهائه “نحن في مرحلة الوجود أو اللاوجود، ووجودنا مرهون بحمايتنا لمكتسباتنا”.

 سنعمل وبكل جهدٍ على توحيد الصف الكردي وسنحاول أن نلتقي ونجتمع بكافة الأحزاب والتيارات السياسية والمجتمعية، أما الذي سيقف عائقاً أمام توحيد الصف الكردي فلن يتقبله الشعب الكردي حتماً ولا التاريخ، لأن حقيقتهم ستظهر للعيان، بأنهم لا يعملون من أجل الشعب الكردي وحقوقه المشروعة بل يعملون من أجل مصالحهم الشخصية”.

حقيقة إن الدولة التركية تستغل تشتيت الصف الكردي وتحيك بموجب ذلك مؤامرات من أجل احتلال أراضي كردستان بهدف القضاء على الوجود الكردي، لذا لو حققنا هدفنا في توحيد الصفوف فسيتمكن الشعب الكردي والقوى الوطنية السورية من الوقوف في وجه جميع التهديدات والمؤامرات التي تحيكها الدولة التركية وغيرها.

لذا ندعو جميع الأحزاب السياسية ومن مكونات شمال وشرق سوريا بأن يكونوا طرفاً مساعداً ومسانداً من أجل توحيد الصف الكردي، وأن يبتعدوا عن الخلافات الشخصية التي لا تخدم القضية الكردية وأن يصبحوا صوتاً ويداً واحدة، ويناضلوا من أجل توحيد الصف الكردي لِمَا فيه خيرُ الكرد ولكل المكونات السورية.

وحدة الصف الكردي ستحقق مكتسبات عظيمة للجميع

دريا رمضان عضو لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني

 لقد تتالت الدعوات لتشكيل وحدة كردية للوقوف أمام الهجمات والتهديدات والأخطار التي تحدق بالكرد وبالمنطقة عموماً، وكانت هناك محاولات سابقة في الإطار.

لذا سوف نبدأ بمحاولة جديدة ولن نقف أمام الجزئيات الخلافية، يجب على الشعب الكردي أن يوَحِّد صفوفه ضد التهديدات التركية أولاً، وأن يكون له موقفاً موحداً من كل المتغيرات التي تحصل في المنطقة لما للكرد من دورٌ بارز في تاريخ المنطقة، بقيادة الكُرد تم القضاء على داعش، والآن الدولة التركية تريد إبادة الشعب الكردي وضرب مكتسباته في المنطقة.

نحن في وقتٍ يجب أن يكون فيه الكُرد أصحاب موقف واحد ضد التهديدات، لكي نحمي أنفسنا من الهجمات تحت مظلة هدف واحد، للأسف هناك بعض الأحزاب ترفض الانضمام إلى الوحدة التي دعا إليها المؤتمر الوطني الكردستاني  سابقاً وذلك بسبب ارتباطها بدولة الاحتلال التركي.

يجب على كافة القوى والأحزاب الكردية أن تعلم بأن الدولة التركية المحتلة لا تهاجم حزباً واحداً بل تستهدف وجود الشعب الكردي، وتقولها علناً: سنهاجم الكرد في أي مكان يتواجدون فيه؛ على تلك الأحزاب المرتبطة بالدولة التركية أن تعلم بأن تركيا تريد القضاء على الوجود الكردي، ويجب عليها وضع مصالحها جانباً لأن الوجود الكردي اليوم في خطر والوقت ليس وقت حماية المصالح الخاصة؛ يجب على تلك الأحزاب توضيح موقفها وأن تقول علناً نحن كرد أو تقول لسنا كرداً.

يجب إجراء نقاشات مع بعض الأحزاب التي لا تعمل على وحدة الصف الكردي والتناقضات التي تعيشها في هذا الموضوع لجنتنا ستعمل على إزالة كافة التناقضات.

 يجب علينا التعلم من التاريخ، مصالح القوى الدولية هي التي قسَّمت الشعب الكردي وكردستان إلى أربعة أجزاء واليوم أيضاً أعداء الشعب الكردي يقفون في وجه وحدة الصف الكردي ويحاولون عرقلتها.

نحن نمر بمرحلة مهمة للغاية ويجب أخذ مصالح الشعب الكردي بعين الاعتبار فوحدة الشعب الكردي ستحقق مكتسبات عظيمة”.

 كلنا نعلم بأنه وعلى الرغم من الخلافات الموجودة بين أعداء الشعب الكردي إلَّا أنهم يضعون خلافاتهم جانباً ويتفقون فيما بينهم خاصة عندما تتعلق المسألة بالشعب الكردي، على الشعب الكردي أن يدرك أهمية وحدة الصف الكردي، فإلى متى سيستمر هذا الانقسام؟! الوقت هو وقت الوحدة، فالوحدة هي الحل الأمثل أمام محاولات القضاء على الوجود الكردي وعلى كافة الأحزاب الاستماع إلى صوت الشعب والاستجابة لندائه بالوحدة”.

يترتب على جميع القوى السياسية والمجتمعية  أداء واجبها التاريخي

 محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا( يكيتي)

أدوار وتدخلات تركيا في الداخل السوري لها سجل تاريخي حافل بالعدوانية ونزعة التوسع على حساب أراضي وحدود الدولة السورية، بعيداً عن جملة القوانين والأعراف الدولية بما فيها وجوب احترام مبدأ حسن الجوار، وما تهديداتها المستجدة تزامناً مع حشدها العسكري المريب صوب شرق الفرات، إلّا بمثابة تصعيد وترجمة لجوهر توجهاتها الشوفينية حيال الغير، كرداً كانوا أم عرباً، خصوصاً وأنها لا تزال متشبثة بلعب دور يلبي أغراض قوى الإسلام السياسي في الداخل السوري، وذلك عبر ضرب الحضور الكردي الذي يقف عائقاً ميدانياً أمام تمددها.

إن مواقف معظم الدول والكتل البرلمانية بوجه عام متحفظة ولا تبارك إتباع تركيا لهذه السلوكيات والنوايا، باستثناء قطر التي أيدت قيادتها بالأمس القريب احتلال تركيا لمنطقة عفرين تحت مسمى (عملية غصن الزيتون)، بدفع وتحريض من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومجموعاته الجهادية.

حالة الأمان النسبي والعيش المشترك التي تعيشها بنات وأبناء مكونات الشمال الشرقي لسوريا، بدءاً من منبج وكوباني، مروراً بالحسكة وقامشلو ووصولاً إلى ديريك وتل كوجر، في ظل مجالس وإدارات ذاتية وقوات سوريا الديمقراطية التي حققت ولا تزال نجاحات ميدانية في صد هجمات داعش، لا تروق لحكومة حزب العدالة والتنمية في أنقرة وأعوانها، ليس هذا فحسب، بل تجعلها في حيرةٍ من أمرها، فتعِدُّ العِدَّة لاقتناص فرصة مناسبة للانقضاض على تلك المناطق والتسبب بنشر الفوضى والخراب، مما يترتب على جميع القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية وقفة مسؤولة إزاء هكذا خطر داهم، وقفة من شأنها حماية وتعزيز جسور وأواصر العيش المشترك الذي لا بديل عنه، والتلاقي صفاً واحداً يداً بيد لدفع مخاطر التهديدات التركية هذه، التي تعد بمثابة شن عدوان خارجي صارخ ومقيت مهما سعت وتشاطرت أدوات الإعلام التركي- الإخوانية في مساعي شرعنه وتبرير هذا العدوان بذريعة الأمن القومي التركي) وأخوَّة الدين.

خطاب الرئيس التركي المباشر في أكثر من مناسبة والذي ملؤه التهديد والوعيد باستعمال منطق القوة العمياء ضد الكُـرد و(تلقينهم درساً) باجتياح شرق الفرات، له بُعد موسمي متصل بالخط البياني لقاعدة أردوغان الانتخابية، مع اقتراب موعد انتخابات البلديات في تركيا من جهة، وإرضاءً لحليفه رئيس حزب الحركة القومية MHP من جهة ثانية، وذلك جرياً وراء سبل شحذ وتهييج النزعة العنصرية لدى شرائح معينة من سواد الشعب التركي، بغية مواصلة الضغط على الكُـرد باتباع طرق وأدوات حرب نفسية إعلامية ظالمة يتولاها أردوغان مباشرةً، متناسياً أنه رئيس جمهورية ودولة ذات شأن في الأمم المتحدة، لا يجوز أن تساهم في نشر ثقافة العنف والكراهية، وإثارة النعرات العنصرية مهما كانت الخلافات وأوجه التمايز في الرؤى والمواقف السياسية.

إن خير ردٍ على الخطاب التركي الرسمي الرافض تاريخياً على طول الخط لحقوق الشعب الكردي أينما كان، يكمن في مضاعفة نشر المعرفة والوعي السليم للتحلي باليقظة حيال المخاطر وأداء المهام، من بين أبرزها التلاقي ونزع فتيل التوترات البينية، بغية بلورة المشتركات واعتماد خطاب موحد، دفاعاً عن القضية العادلة للشعب الكردي ودفع الأخطار المحدقة بوجوده، في ظل تصاعد تهديدات تركيا وسياساتها الرعناء، وفي هذا السياق نرى بأن عقد اجتماعات تشاورية بغرض التحضير لعقد مؤتمر وطني عام لكُـرد سوريا وكذلك مؤتمر قومي كردستاني يكتسب أهمية فائقة تقتضي تضافر كل الجهود بموجبها.

لذا فأن حجم وعمق التناقضات والأزمات التي تعيشها مجتمعات ودول المنطقة، لا تبشِّر بتوفر حلول ناجعة لها في المستقبل المنظور، خصوصاً أن ثمة استهتار وقح لدى معظم القوى والدول على الصعيدين الإقليمي والدولي بمقررات مجلس الأمن الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وخاصةً بلائحة حقوق الإنسان وجملة العهود والبروتوكولات ذات الصلة، وإن الصراع بصيغ وأشكال عدة، يبقى قائماً وعلى أشده، والكفاح من أجل السلم والحرية والمساواة يبقى دائماً يتنامى ويتوسع مهما كانت الصعاب.

ما هو ماثل أمام أعين الجميع أن الجانب التركي اليوم يضاعف جهوده أكثر من ذي قبل لتأليب الرأي العام ضد الكُـرد وتصويرهم بأنهم لا يريدون الخير والسلام لسوريا وشعوب المنطقة، وإنهم (إرهابيين انفصاليين) يزرعون الفوضى والتنافر بين مكونات الشمال السوري، حيث الكُـرد والعرب والمسيحي والمسلم… مما يتطلب من الأحزاب والفعاليات السياسية والثقافية والمجتمعية قاطبةً، وعلى اختلاف نواياها ونفوذها التسارع لأداء واجبها التاريخي دون تردد، ويداً بيد لفضح وتعرية استمرار التهديدات التركية واتخاذ كل التدابير الممكنة والمشروعة لإفشالها.

نتيجة:

ما نريد أن نخلص إليه هو ليس من السهل طمس أو القضاء على ( الهوية الكردية السورية) فهي أصيلة ومتجذرة كما هي الهوية العربية السورية والهوية السريانية السورية وكل الهويات الاثنية والدينية والثقافية التي تشكل في النهاية الفسيفساء السوري المتنوع، ومادام هذا هو الحال فأن السياسية في المجتمعات المتعددة يجب أن تركز على بلورة وتكريس هوية أعلى وهي الهوية الوطنية  التي يعمل عليها الكرد والمكونات الأخرى في شمال وشرق سوريا، وتكون العلاقة بين الهويتين الأثنية والوطنية هي علاقة توازن وتكامل وليس علاقة تنافر وتناقض، ولو تحدثنا في العوامل المعيقة لوحدة حقيقية وشاملة في سوريا فإنها تتجسد وبشكل رئيس في الوحدة الكردية السورية أولاً لأنها الأساس للوحدة الوطنية، الحال نفسه بالنسبة لبقية المكونات السورية، أما استمرار العمل بالأحكام العرفية وقانون الطوارئ وقطع الطريق أمام أي توحد أو تفاعل حقيقي للآراء المختلفة ذلك التفاعل القائم على أساس حوار ديمقراطي محوره المصلحة الوطنية العامة فلن يكتب لسوريا الاستقرار والازدهار وسنشهد مزيداً من الصراع المتوالد.

 تحقيق- دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى