مانشيتمقالات

الواجب الشرعي هو قول: ،لا، لأردوغان في الانتخابات

علي محمد أمين رسول

لعل الخبر الأبرز الذي تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمقروء في الفترة الأخيرة هو الانتخابات التركية التي ستجري في الرابع عشر من الشهر الجاري، والكل ينتظر نتائج هذه الانتخابات التي يمكننا القول بأنها ستغير وجه المنطقة نحو الأفضل إذا ما فازت الأحزاب المعارضة لحزب أردوغان، وانطلاقاً من ذلك ولِما نعانيه نحن الكرد من سياسات الرئيس الحالي لتركيا كان من الواجب أن نوجه كلمة للشعب التركي عموماً والكردي خصوصاً: أبناء جلدتي وأخواتي وأخوتي، من أبناء كردستان الأحرار المخلصين.. أقول لكم اليوم كلمة لا بد منها؛ لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، ولو كرِه المجرمون! والله ما أقول كلمتي هذه طمعاً في دُنيا، وإنما أقولها لله سبحانه، وللحق الذي قامت به السماوات والأرض.

أقول لكم: لا يجوز لشعب جنوب كردستان الحر الذي ضحَّى بخِيرة أبنائه في ثورة ضد الظالمين أن يخون ثورته وشهداءها، ويسلمها للقتلة السفاحين الذين لم يبالوا بمن يُتِّموا من أطفال، ومن رمَّلوا من زوجات، ومن أثكلوا من أمهات.

يا أبناء كردستان … هذه شهادة تحاسبون عنها أمام الله يوم القيامة، والله تعالى يقول: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}.

لا تشهدوا زوراً، فإن شهادة الزور من الكبائر.

لقد أمرنا الله أن نختار لأمر ديننا ودنيانا القوي الأمين: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.

وقال سبحانه: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}

وفي حديث عبد الله بن عمرو “إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم، فقد تودع منهم”.

يا أبناء جلدتي، حرام عليكم أن تظلموا وطنكم، وتظلموا شهداءكم، وتظلموا إخوانكم، وتظلموا أنفسكم، وتضيعوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، بانتخابكم هذا الظالم. فإن من واجبكم أن

تقولوا له: لا. وأن ترفضوا انتخابه، {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}.

ولا يجوز لكم أن تنتخبوا من عصى الله وخان الأمانة وخالف قانون الإنسانية وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وأفسد في الأرض. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.

إن واجب الأمة أن تقاوم الظالمين وتكف أيديهم وتخرس ألسنتهم، فإن لم تستطع فأقل ما يجب عليك ألا تعينهم على باطلهم.

لا تمنح صوتك لظالم يفرح بمجيئه أعداء الإسلام والإنسانية وغيرهم من أعداء الأمة.

لا تشارك في انتخاب رجل تلوث من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه بدماء الأبرياء من الكُرد.

هذا الرجل معركته ليست معنا فقط وإنما مع كل من ينادي بالحرية، ومع كل من يتكلم بالكردية.

إنها لحظة فاصلة في تاريخ جنوب كردستان… يسطّر فيها أبناؤه صفحات من نور تضحياتهم ومقاومتهم للظالمين، ورفض الذل والاستعباد، ومقاطعة من يرفع صوته بكلمات سلفه فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}

يا أبناء جلدتي في العواصم والمحافظات والمدن والقرى، لا تحمِّلوا أنفسكم إثماً عظيماً،

ولا تستمعوا إلى أصحاب العمائم المزيفة، يُزوِّرون الدين على الناس؛ لأنهم ليسوا علماء الدين؛ بل هم علماء السلطة، وعملاء الشرطة، والعمائم التي على رؤوسهم ليست عمائم أصيلة، كلهم لبسوها من أجل الوظيفة.

العلماء الحقيقيون هم الذين ملأوا الساحات والميادين وهم الذين قادوا الركب، وتحملوا الصعب وقالوا للباطل: لا. بملء أفواههم، هم الذين تحملوا ضريبة قول الحق أمام حاكم ظالم مستبد.

وأخيراً أقول لكم يا أخوتي وأبناء جلدتي في باكور كردستان: امنحوا أصواتكم لأبناء جلدتكم

يقول سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأقربون أولى بالمعروف.، ومن هنا وجب عليكم يا أخواتي وأخوتي

أن تمنحوا أصواتكم لحزب الخضر اليساري

الذي يدافع عن قضيتنا في كل المحافل وفي كل الميادين.

زر الذهاب إلى الأعلى