مقالات

النهج الثالث طريقنا للحل

شاهوز حسن

لعل الربيع في الشرق الأوسط وما ترافق معه من تغيرات في أنظمة الحكم في عدة دول عربية جاء نتيجة تلك الأزمة الفكرية والسياسية والسياسات الفردية المركزية التي قبعت على صدور الشعوب، والوضع في سوريا لم يكن بأحسن حال. لكن الوضع السوري كان مغايراً لتلك البلاد التي شهدت تحولات وتغيرات، فقد تعرضت سوريا وفي فترة وجيزة إلى ساحة لتدخلات إقليمية ودولية.

لقد رفضنا في روج آفا أن ننصاع إلى طرفي الصراع على السلطة مؤثِرين المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري واعتبارها استراتيجية وليست فقط ضرورة مرحلية، والتزمنا بسياسة الخط الثالث كنهج مؤمن بضرورات التغيير الديمقراطي، ورأينا في انتهاجنا لهذا الخط قدرة استراتيجية أكثر؛ تخدم وتنطلق تطلعات شعب سوريا، وعملنا جميعاً من كرد، عرب، سريان آشوريين، شيشان، وتركمان على المحافظة على مناطقنا والدفاع عنها.

إن النهج الثالث هو نتاج السياسة الديمقراطية التي تتخذ من فلسفة أوجلان ونظرية الأمة الديمقراطية أساساً ثورياً وفكرياً لها، فمفهوم الأمة الديمقراطية وكما يقول القائد أوجلان: ((الأمة الديمقراطية باعتبارِها نموذجاً حَلاّلاً، يُنعِشُ ثانيةً دمقرطةَ العلاقاتِ الاجتماعيةِ التي مَزَّقَتها النزعةُ الدولتيةُ القوميةُ إرباً إرباً، ويُفعِمُ الهوياتِ المتباينةَ بروحِ الوفاقِ والسلامِ والسماحة. لذا جلب معه مكاسب عظمى. فنموذجُ الأمةِ الديمقراطيةِ يتسلحُ بوعيٍ مجتمعيٍّ سديدٍ للقيامِ أولاً بتطويعِ الإدراكاتِ المجتمعيةِ المشحونةِ بالعنف، ثم لتصييرِها إنسانية))

ومن هنا رأينا وبالنقاش مع شركائنا من المكونات الموجودة في روج آفاي كردستان على إن نموذج الأمة الديمقراطية سيكون خير نموذج لخدمة مجتمعنا والمجتمع السوري، بل ويعمل نموذج الأمة الديمقراطية على إحياء قيم المجتمع والحفاظ عليها.

وقد أدركنا منذ البداية أهمية وضرورة وجود قوات لحماية المجتمع، وعملنا بكل جهد لتحقيق قوة الدفاع المشروع لشعبنا. فعملت هذه القوات على أداء مهامها المتمثلة بحماية الأمن والحفاظ على المجتمع في شمال سوريا، ومنعت المجتمع من الانزلاق نحو الفتنة المثارة من قبل العديد من الأطراف التي لم تستحب ذلك التآلف والتعايش والمحبة ما بين الكرد، العرب، التركمان، السريان، الآشوريين، والكلدان. وعملت هذه القوات على إفراغ مشاريع عديدة كان هدفها النيل من وحدة المجتمع المتنوع لدينا.

شمال سوريا التي خاضت وما تزال بسواعد أبنائها ومن كافة المكونات والأطياف مقاومة تاريخية، وبفضل هذه المقاومة تمكنا من تطوير نموذجنا وبفضلها أيضاً يمكننا الاستمرار في النضال الديمقراطي، ومقاومة عفرين أثبتت مرة أخرى أنه علينا تطوير قوات الحماية والدفاع بشكل أكبر ووفق مفهوم الأمة الديمقراطية لنتمكن من إنهاء الاحتلال وبناء نظامنا الديمقراطي بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى