تقارير

النساء المقاتلات … الألوهية والجمال

“أنا آرين، سأحرر هذه الأرض منك أيها الإرهابي، ولترقد روح رفاقي بسلام.”

تحقيق : مصطفى عبدو

شدَّني لكتابةِ هذا الموضوع, فتاةٌ رائعة الجمال, مصابة في كتفها. تَنزِف دماً, وهي لا تزال تصوِّبُ سلاحها على الإرهابي المختبئ خَلفَ الرُّكام, وتضغط على الزناد لتنطلق الرصاص بغزارة, أحسست بمدى عزيمتها وقوَّتِها و إصرارها على الانتقام  لرفاقها ورفيقاتها, أعادت المُحارِبة تذخير بندقيتها، و وجهته نحو العدو من جديد. وأُخرى لا تستطيع أن تتبين ملامحها, وهي مغطاة بالغبار الناتج عن المعارك ,حاملة بندقيتها على كتفها وتسير كما القديسات وتغني, فتشعر أن غناءها ينبع مباشرة من القلب, ربما وأنت تشاهدها وتسمعها, يكون من الصعب عليك إخفاء دمعتك. مشاهدتي لهذه البطولات, كانت من خلال برنامج عُرِضَ على شاشة التلفاز، ومن هنا كانت الفكرة.

المرأة الجميلة كيف تكون؟

المرأة الجميلة, هي امرأة أنيقة ومتميزة, أينما وُجِدَتْ سواء أكانت في حياتها العادية ضمن مجتمع مدني متحضر أو غيره, أو حتى في حياتها العسكرية وضمن صفوف المقاتلين؛ لا فرق هناك. جمال المرأة هل هو جمال الوجه ؟ أم جمال الشخصية ؟ أم جمال الروح ؟

نساء في الحروب:

اليوم وعلى مساحات واسعة من هذه الأرض وهذا العالم, وفي كثير من البلدان والأوطان, تنخرط الكثير من النسوة في السلك العسكري، أو بمعنىً آخر نساءٌ مقاتلات في الجبهات.. في أغلب جيوش العالم, المرأة شأنها شأن الرجل؛ تخدم الوطن, وتحميه من الأعداء وتشدُّ من عزيمة الرجال, والمرأة المقاتلة هي من أجمل الجنود والمقاتلين على وجه الكون.

المرأة المحاربة عبر التاريخ

يكشف التاريخ العسكري على مدى امتداد آلاف السنين عن أدوار متفاوتة “قوة وتأثيراً” لعِبَتها المرأة في شتى أوجه النزاعات العسكرية، فقد برزت في العديد من حروب التاريخ القديم كقائدة ومقاتلة، أو لاستنهاض حماس المقاتلين وتشجيعهم على مواجهة العدو وداعية إلى البذل والعطاء، بجانب تفانيها في أعمال أخرى تُتْقِنها وهى ترافق الجيوش في ساحات القتال في مجال الصحة, والإسعاف, وإعداد الطعام, وغير ذلك من المِهن التي تتناسب مع طبيعة تكوينها الجسماني، والنفسي، وقد تمكن المؤرخون من تقصى مشاركات المرأة في مختلف الأنشطة العسكرية منذ أقدم العصور، فبالرغم من الحواجز التي أقامتها العديد من الدول أمام المرأة لتحُولَ بينها وبين المشاركة في الأعمال العسكرية، إلا أن ذلك لم يمنعها من المشاركة بصورة مباشرة أو غير مباشرة  في القتال بجانب الرجل في شتى أنواع الحروب. كانت المرأة المحاربة جزءاً مكمِلاً لتاريخ العديد من الأمم المكتوب منذ آلاف السنين، ويشكل وجود المرأة في ساحات الحروب جانباً هاماً من تراث تلك الأمم، الذي تزخر به رواياتها وأساطيرها، وتفتخر وتعتز به، ولا يكاد التاريخ القديم لأي أمة من الأمم يخلو من ذكر امرأة قادت ثورة، أو تزعمت تمرداً أو قادت مقاتلين أو رافقت جيشاً أو شاركت في القتال حاملة سيفها ودرعها.

أما الآن فنجد أن وجود المرأة ضمن المجتمع العسكري قد أصبح في معظــم الدول حقيقة ثابتـــة لا تُخطِئْها الأعيُن، والشواهد على ذلك كثيرة، فنِصفُ جيش كوريا الشمالية من النساء، ويبلغ تعداد جيش النساء الصيني 324701244 امرأة.

دراسة المرأة المقاتلة

كان شأن مشاركة المرأة في الأمور العسكرية عامة، وفي القتال خاصة، موضوعاً لدراسات مُعمَّقة عديدة في الماضي والحاضر، فقد أخضعت لتلك الدراسات العديد من المقاييس في مجالات القوة البدنية وقوة التحمل، بجانب المفاهيم الخاصة بتماسك وروح الوحدة العسكرية التي تشكل المرأة جزءاً منها، كما سلطت أضواء البحث على موضوعات مثل وجود المرأة والرجل في مكان ضيق لفترات طويلة (مثل الخنادق)، وسلوك الرجل عند رؤية زميلته الجريحة، ودرجة مبدأ قبول وقوع امرأة في الأسر ومعاملتها كأسيرة حرب، وسلوك مقاتلي العدو الذين يفضلون الموت على الاستسلام لامرأة تقاتلهم، إلى غير ذلك من المفاهيم التي جعلت دور المرأة كمقاتلة موضوع جدل دائم إلى يومنا هذا. إن دراسة المرأة الكردية تتناول المرأة الإنسان وليست المرأة الأنثى، لأنها تجاوزت كل ذلك، ويهمنا أن نُبيِّنَ التطورات التي طرأت عليها منذ نمو الإرهاب واحتلاله لبعض المناطق الكردية، وكيف تجلى وعيها؟ وهل الظروف التي عاشتها جعلتها في خانة المرأة الواعية لدورها؟ وهل قَصَّرَ الكُتاب والمثقفون في إبراز دورها وخاصة فعالياتها في ساحات الوغى؟

المرأة الكردية في ساحات القتال:

تُقدِّم المرأة الكردية نماذج لا مثيل لها في المقاومة والكفاح، حيث لم تترك اسلوباً إلا ومارسَتْهُ، واحتلت موقعاً متقدماً في الحراك الثوري الكردي.

وبِذِكْرِ المرأة الكردية المقاتلة الجميلة، والتي يشعر المرء أثناء الحديث معها؛ بالرهبة والخشية وهو يَنظرُ في عينيها, المرأة المقاتلة الكردية أظهرت لكل العالم  قدسيتها وجمالها وقوتها وعزيمتها التي ليس لها حدود. فكل نظرة من عينيها تحسها سهماً ينفذ إلى أعماق الروح.

نسرين عبدالله في الأليزيه:

بهذا الشكل المرأة المقاتلة الكردية استطاعت أن تشكل انقلاباً وتحولاً في العالم الجديد، وتلعب المرأة في الحياة الاجتماعية دوراً أكبر مما تلعبه المرأة في أغلب المجتمعات الأخرى, سواءً في الواقع أو في الخيال, لقد نزعت الكردية عن وجهها النِقَابَ وكشفت عن حقيقة المرأة. فالمرأة التي كانت تكافح وتعمل مع زوجها بالأعمال المختلفة ” الأعمال الشاقة ” ثم يعودان معاً إلى البيت ليستريح الزوج بينما هي تنتظرها أعمال أخرى فتخدمُ زوجها وأولادها، وأحياناً كثيرة لا تجد مكاناً للراحة. مع كل ذلك استطاعت ورغم تخلف نظرة المجتمع للمرأة آنذاك؛ أن تُنشِئَ كيانها وكينونتها. واستطاعت أن تفرض شخصيتها على المجتمع, وأن تخالط الرجال، وتبدي رأيها في أمور عدة, في وقت ضُرِبَ فيه الحجاب على مثيلاتها من النساء في الدول والبلدان المجاورة. لقد  أشغلت العالم فسمعها الجميع، وشاهدها ,وتابع أخبارها بتلهف, وتلقف جميع تطوراتها، والأمثلة كثيرة لفتيات لا تتجاوز أعمارهن العشرين، ومع ذلك استطعنَ بفكرهن الناضج والذكي، أن تُجمعَ حولها الكبارُ والصغار, وتصبح مَحَطَّ إعجاب الكثيرين, وتنتابهم رغبة عارمة في اللقاء بهن كما (نسرين عبدالله ) التي رغب كبار المسؤولين الفرنسيين بشدة في اللقاء بها، وهي مرتدية الزي العسكري الخاص بالنساء الكُرديات. تحدثت” نسرين عبدالله ” عن تفاصيل اللقاء مع المسؤولين الفرنسيين, وكيف كانوا يتجنبون النظر في عيونها, وكيف كانوا يبدون الاحترام لها خلال حديثها لهم, نعم هكذا أصبحت المرأة الكردية اليوم, يتوجل منها الكبار أثناء الحديث معها؛ لأنه يشعر بالضعف أمامها،

المرأة الكردية المحاربة هي التي تريد استمراريتها, فتدافع عن حقها, مؤمنة بعدالة قضيتها.

صحف ووسائل إعلامية عالمية تتحدث عن المرأة الكردية:    

تصدَّرت أخبار الفتاة الكردية المحاربة والمقاتلة الصفحات الأولى للعديد من الصحف الاقليمية والعالمية، مما أثَّر بشكل كبير في شعور المرأة بالفخر والاعتزاز في  تلك المجتمعات زمن هذه الأخبار الصادرة:

بعد قتلها 100 من أعضاء التنظيم.. «داعش» تُذبح المقاتلة الكردية «ريحانة»

قالت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، أن التنظيم الإرهابي “داعش” قتل المقاتلة الكردية “ريحانة”، التي أصبحت في الفترة الأخيرة نجمة الملصقات، التي تمثل القوات الكردية المناهضة للتنظيم الإرهابي. وكانت “ريحانة” التي تنتمي إلى “وحدات حماية الشعب والمرأة” انتشرت صورها في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل، وهي ترفع علامة النصر، وقال تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية اليوم :إن “داعش” قام بقطع رأسها.

هذا وتُعتبر الفتاة رمزاً من رموز الصمود في “كوباني”، بعد أن نجحت في إثارة القلق لدى مقاتلي “داعش”، حيث تمكنت من قتل مئة من مقاتلي التنظيم.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تم تداول الخبر التالي:

“ملاك كوباني”: قصة المقاتلة الكردية:

في أسبوع واحد انتشرت على كل مواقع التواصل، وعلى كل الحسابات؛ صورة المقاتلة الكردية الجميلة، التي اشتهرت باسم “ريحانة”، وهي ترفع علامة النصر مبتسمة لمصوّرِها. وحُكيت الأساطير عن المقاتلة الشقراء “التي قتلت أكثر من مئة مقاتل من داعش قبل أن يقبضوا عليها ويقطعوا رأسها”.

ومع كل تدوينة كان يتم وصف المرأة المقاتلة الكردية بأنها امرأة فولاذية لا يمكن أن يُوجَدَ شبيهة لها، وهكذا تحولت المقاتلة الكردية إلى نجمة عالمية, وعلقت صورها على الجدران, وعلى مداخل المدن الكبرى, وعلى واجهات المحلات، وحتى على القمصان التي بدأت النسوة بالتباهي بها.

نبوءة الموت:

من جانب آخر صَرَّحت المقاتلة الكردية “بيريفان ساسون” لمراسل «بي بي سي» متحدثة عن مقاتلي «داعش»: «يرتجفون عندما يَرَونَ امرأة تحمل مسدساً، بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان. فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجالهم». كانت كلماتها لمراسل «بي بي سي» أشبه بنبوءة الموت فقد قالت له: “إنها ستنتحر بآخر طلقة من سلاحها، إذا وقعت في أيدي مقاتلي «داعش» ولن تستسلم للتنظيم الذي يشنّ حرباً جائرة على أهلها في كوباني، بحسب تعبيرها، وهو ما حدث بالفعل ففي هجومٍ للقوات الكردية على أحد معاقل «داعش» على مشارف «كوباني» استقبلت رئيسة الوحدة التي تقاتل فيها «بيريفان» رسالة من جهازها اللاسلكي مفادها «وداعاً»، قبل أن تطلق أخر رصاصة في سلاحها، وتنتحر مُفَضِّلةً الموت على أن تقع أسيرة في أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي لا يحترم «الأسرى» وقَتلَ الرجال وباعَ النساء في سوق الرقة، وأَجبَرَهُنَّ على الزواج من مقاتلي التنظيم.

المرأة تملك الجمال والأنوثة مع السلاح وبدونه

منال محمد عضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي والرئيسة المشتركة للمكتب التنظيمي:

المرأة الكردية, بانضمامها إلى القوات العسكرية وحَمْلِها للسلاح, لم يكن هدفها التخلي عند انوثتها، ومشابَهَةَ نفسها بالرجال، كما يتخيل البعض, كما أن عملها هذا لم يكن حُبَّاً بالقتال, بل على العكس فهي بالأساس هدفت إلى كسر جميع القيود والعادات التي كانت تحيط بالمرأة من كل جانب, واثبتت للعالم بأن النظرة التي تشكلت لدى العامة بأن المرأة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وأن قوَّتها لاتتساوى مع  قوَّة الرجال وهي نظرة خاطئة بلا شك, وأن المرأة تستطيع المحافظة على جمالها وانوثتها مع السلاح وبدونه, كما أنها استطاعت كسر نظرة المجتمع لها بأن المرأة عند دخولها إلى ساحات المعارك تصبح “مسترجلة”، وتبتعد شيئاً فشيئاً عن الأنوثة وعن المجتمع، وأكدَّت  منال محمد:على دور المرأة في الحياة وقدرتها على الاعتماد على ذاتها دون مساعدة الآخرين، وأن المرأة إلى جانب دورها كـ أُم, هي مقاتلة بارعة في ساحات الوغى, وبإمكانها الدفاع عن نفسها والعيش بشكل متوافق دون أن يتملكها الخوف الذي كانت تعيشه طيلة آلاف السنين, وأن تجمع بين جمالها وقوتها”.

المرأة الكردية المقاتلة تحمل الشعلة نيابة عن كل نساء العالم

الإعلامي :هوزان زبير:

المرأة الكردية المقاتلة برزت على الساحة العالمية وهي تحمل شعلة نضال تاريخي لنيل حقها وحريتها، ولأن حريتها تعني حرية المجتمع كونها النصف والأمْ في نصفها الآخر، بالتالي فإن نضالها جاء لتحقيق مجتمع حر متكامل بعيد عن المفاهيم البالية.

حققت المرأة المقاتلة الكردستانية انعطافةً تاريخيةً في المفهوم التقليدي للمجتمع الذي لطالما كان يُرَى مركز الضعف في المرأة؛ حيث استند هذا المفهوم إلى أن دور المرأة يقتصر على الإنجاب والعيش تحت سقف الحقوق التي حدده لها الرجل، لدرجة باتت المرأة في بعض المجتمعات مقتنعة بأن ذلك هو دورها بالفعل، لكن المرأة الكردية أيقظت نساءَ الكثير من المجتمعات المجاورة من هذا الوهم؛ الذي زُرِعَ في عقولها وعواطفها، وجعلت المقاتلة الكردية من نفسها عبر إرادتها وقوة  سطَّرَتها في صفحات التاريخ المعاصر؛ مثالاً يُحتذى به بعد أن أخذت مهمة الدفاع عن نفسها بنفسها، وحطمت نظرية احتكار القوة بالجنس الواحد.

عندما نقول المرأة الكردية المقاتلة:؛ هذا لا يعني  أنها تحمل سلاحاً معدنياً بالفعل لتواجه بها كل من يقف بوجه تطلعاتها، بل أنها قاتلت بسلاح الفكر، وطبقت مفهوم أَذهَلَ العالم بما فيه بلدان كانت تعتقد أنها وصلت إلى أرقى مستويات الديمقراطية التي تتيح للمرأة تحقيق كل ما ترغب به.

باختصار وبالاعتماد على ما دوَّنه التاريخ؛ فإن غالبية المواجهات التي كانت تحصل بين كل طرفين كانت قوتهما تأتي بحسب العدة والعتاد الذكوري. لكن حتى هذا التقليد تحطَّم أمام مجتمع مقاتل نصف مقاتليه هم النساء.

الحركة الكردية رسخت مبادئ حرية المرأة

شرفين مصطفى وكالة أنباء هاوار:

إنّ المرأة لم تجد لها موطِئ قدم في القوى العسكرية الأخرى المقاتِلة في سوريا أو في العالم، فكانت دائماً تقاتل الأواني في المطبخ وجدران المنزل و…الخ، وبالطبع كانت دائماً المهزومة، لأنها لم تلقَ دعماً فكرياً أو إنسانياً حتى، لإرشادها إلى طريقها الضائع وحقوقها المسلوبة، ولكن الحال اختلف تماماً مع ظهور الحركة الكردية التي رسخت مبادئ حرية المرأة أساساً لها؛ لتتمكن عبر شخصية المرأة تحرير مجتمع مخدَّر عقلياً وفكرياً.

عند الحركات الكردية تقاتل المرأة؛ وتحارب المفاهيم الذكورية، ولهنّ الاستقلالية، وهُنَّ مراكزَ قرار في الحرب والكلمة الفصل، “بالمقارنة بدور المرأة في القوات الأخرى فهو دور ضعيف جداً وشكلي”  كالمرتبطة بقوات النظام أو داعش وغيرها.

عندما تلبس المرأة ثوب الحرية والإرادة والشخصية القوية الصارمة؛ والتي تحارب المفاهيم التي قيّدوها بها ودمَّروا شخصيتها؛ ترى في معالمها كافة مكامن الجمال والرقيّ والذوق، فهي مزيج من ” افردويت، عشتار وأماركي” وغيرها من الآلهة، فالقائد “عبدالله أوجلان” يقول عن المرأة المحاربة في شخصية المناضلة بيريتان التي حاربت مفهوم الذكورية والخيانة” :المرأة التي تحارب، تتحرر، تكون حرة تصبح جميلة،.. تُحب”.

فلم يَعُدْ لأحد أن يغفل أو ينكر قوة المرأة التي لمست الحرية، وحملت بندقيتها، وردعت قوى الظلام، فلن ننسَ الملاحم التي سُطِرَت في مقاطعة كوباني بشخصية المناضلة “آرين ميركان” التي صنعت من جسدها سداً منيعاً لردع الهجمات على كوباني، وغيرها “ريفان”، “بيمان” “روناهي” وغيرهن، فهُنَّ أصبحنَ اسطورة.

يقف الرجال إجلالاً عندما ترمي الكردية كوفيتها

الإعلامية أفين يوسف:

بالعودة الى التاريخ القديم  للكرد نجد  أنه كان للمرأة دوراً بارزاً؛ من خلال وقوفها إلى جانب الرجل في أعمال الزراعة وتربية الحيوانات، وفي بعض الأحيان تجاوزته في إدارة شؤون البيت حتى سُميَّت بعض العوائل الكردية والمعروفة في مجتمعنا بأسماء النساء، على سبيل الذِّكر لا الحصر( مالا غزالي – مالا حليمي – مالا فاطمي …مالا  زروكي…وغيرها) مما يدل على أن المرأة الكردية كانت تتمتع بقدر كاف من الحرية حيث كانت تستقبل الضيوف، وتقوم بواجب الضيافة في حال غياب الزوج عن البيت ولحين عودته، وفي حال نشوب الخلافات والاشتباكات بين العوائل أو العشائر كانت المرأة  الكردية تتدخل بين طرفي القتال، وبمجرد أن ترمي بكوفيتها على الأرض في إشارة منها لوقف القتال، يتوقف المتقاتلون فوراً احتراماً لها.

تحية حب وإجلال للأمهات وللزوجات وللأخوات وللبنات وللعمَّات وللخالات ولكل الشريفات من نساء العالم.

كلمة للمحرر:

يحتاج أي مجتمع عندما يكون طرفاً في نزاع؛ إلى تسخير كافة إمكاناته المادية والمعنوية لتحقيق النصر في ذلك النزاع، وأهم هذه الإمكانات قُواهُ البشرية ذكوراً و إناثاً، ولا تقتصر حاجة المجتمعات إلى ما يبذله أبناؤها المقاتلون على ساحات القتال فقط، بل يتعدى ذلك إلى شحذ همم كافة أبناء المجتمع وبناته لدعم الجهد العسكري، منذ بداية التاريخ، كان الرجل بطبيعة تكوينه هو الذي يقوم بدور المقاتل، ويقتحم القلاع والحصون أو يدافع عنها، كما كان للمرأة دورها الهَامْ كامرأة محاربة  تؤدي دورها في المجهود الحربي بما يتناسب مع طبيعتها، إلا أنه وبمرور الزمن، حدث تطور جديد جعل دور المرأة ينمو ويتسلق ليتساوى مع دور الرجل المقاتل؛ لتكون امرأةً مقاتلة, إلى جانب الرجل على أرض المعركة.

فلتسلمن أيتها النسوة الكرديات المقاتلات لقد استعدتُنَّ للمرأة رونقها وكيانها وأثبتُنَّ وجودها.

زر الذهاب إلى الأعلى