مقالات

النجاح والفشل الكردي, بين ضفاف متعددة !

الأزمة الكردية في تصاعد, والكرد يبحثون عن طريقهم بين ضفاف متعددة، والكل يدّعي الكردايتية في هذا المشهد السياسي الملغوم.

مخاوف كثيرة يتبناها الكرد عامة، ويبدو أن البعض لم ينتبه إلى خطورة هذه المحطة الحساسة والحاسمة، ولا ينتبه إلى أن هذه الأيام لها ما بعدها, وأن مستقبل شعبنا بين أيديهم، يبدو أن أجندات وطموحات شخصية أو فئوية أو حزبية أصبحت تتقدم الصفوف على حساب نسيج المجتمع ومستقبل شعب…

هذه المحطة ليست عادية في حياة الشعوب. محطة خاصة تستوجب الالتفاف لبناء الأسس وتدعيم الإطار، محطة لخدمة المجتمع الكردي دون عنوان أو حساب، محطة وطنية وفاقية تشاركية بامتياز.

الحل لا يزال ممكناً، ولو أنه متأخر؛ على أن يعود الجميع إلى رشدهم وتتم إعادة تقييم الذات والمرحلة، وهذا ليس استنقاصاً ولا استضعافاً ولا ضرباً لمصداقيتهم وشرعيتهم، ولكنه حل جذري وبناء للأسلم من أجل الجميع حاضراً ومستقبلاً دون تهميش أو وصاية أو إقصاء.

التاريخ يصطحبنا في رحلة طويلة انطلقت من أفواه مفتوحة وصدور عارية، وآمال كبيرة تترنح بين الرصيف ووسط الطريق أو معلقة على الأطراف…ومستقبل لم تتبين ملامحه بكل وضوح رغم حسن النوايا الغالبة على كل الأطراف… بينما ينتظر الشعب حالماً آملاً متفائلاً. شعب يستحق أكثر من أن نربت على أكتافه، يستحق أكثر من ابتسامة، أكثر من وعود..

في هذا السياق ومن منطلق المسؤولية الأخلاقية والوطنية، فقد التقت مجموعة من الفعاليات السياسية، لتأكيد هذا المنحى الوطني، وعزمت على توحيد صفوفها واجتماع رايتها في إطار سياسي أطلق عليه الإدارة الذاتية الديمقراطية تبنت مفهوم الاعتدال والوسطية مرتكزاً، والآلية الديمقراطية أسلوباً للإدارة, والتسيير الذاتي منهاجاً للضبط الداخلي والتعامل السياسي، ورسخت التعددية السياسية والفكرية، في إطارٍ شفافٍ من احترام حقوق المواطنة، وركزت على دور المرأة وإعطائها المسؤولية المشتركة الواعية والسليمة والمتوازنة في بناء خلية الأسرة والمجتمع.

في المقابل, فإن الأخطاء المنهجية لدى غالبية الكرد بقيت في كثير من الحالات سجينة المنظومات والأفكار السابقة, في وقت يستدعي الوضع الثوري والاستثنائي كل جديد, ويستلزم أن تكون الخطوات استباقية متسارعة, والمنطق يقول أن لكل حال وظرف قوانينه وترتيباته ونسقه. ويجب أن لا تكون مقيدة ومكبلة بل عليها أن تحدد هي النسق وأن تعدل وتصلح الآليات لكي تتأقلم مع هذا النسق.

بالمحصلة, يبقى النجاح و الفشل في السياسة نسبية دوماً. فلا يوجد نجاح تام ولا يوجد فشل تام، والشعوب رغم تفاوت مستوياتها و تركيباتها و مكوناتها فهي تملك القدرة الفائقة على تقييم قياداتها والحكم لها أو عليها

زر الذهاب إلى الأعلى