مقالات

الناتو أداة بيد أردوغان

محمد أمين عليكو

قمة حلف الناتو في العاصمة الإسبانية انتهت، والسؤال أين ومتى جلب الناتو السلام في العالم؟

روسيا، تشكل أكبر تهديد لحلف (السلام العالمي) على حد وصف القمة.

الصين، في الدرجة الثانية من حيث الخطورة والتأثير.

“السعودية والإمارات” كما جاء على لسان الرئيس الفرنسي، لزيادة النفط خارج حصصهم القانونية في منظمة أوبك.

وجاء أيضاً طلب اسبانيا على تدخل حلف الناتو بكل قوته العسكرية في أفريقيا وخصوصاً منطقة الساحل بهدف السيطرة على سوق الطاقة بعدما أعلنت اسبانيا أنها بدأت في تسويق الغاز عكسياً عبر الأنبوب ضمن الأراضي المغربية، وسبق أن طلبت من أمريكا تعزيز قواعدها العسكرية فوق الأراضي الاسبانية والتي سيكون لها تأثير على مصالح الجزائر ومن غير المستبعد أن تشهد العلاقات بين الجزائر واسبانيا توتراً وإعادة النظر في الاتفاقيات فيما يخص أسعار الغاز الحالية.

ولكن ماذا عن تركيا؟

الجانب الأهم أيضا في قمة مدريد، على ما يبدو، أن الاتحاد الأوروبي أصبح أداة لحلف الناتو والمجمع الصناعي العسكري له، بدلاً من تعزيز السلام والتفكير في مصالح الشعوب المظلومة والمضطهدة ومنها الشعب الكردي الذي يتعرض إلى حرب إبادة وإمحاء الهوية من قبل حلف الناتو الذي يدعم إرهاب الدولة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية الفاشي.

نظام أردوغان يستغل ظروف العالم لتنفيذ مشاريعه بالدرجة الأولى، وموافقته على انضمام كل من السويد و فنلندا جاء على حساب دماء الشعب الكردي ومكونات شمال وشرق سوريا.

واليوم تركيا تستغل وتستخدم جميع أوراقها من “ورقة اللاجئين، دعم جماعات راديكالية إرهابية، احتلال أجزاء من قبرص واليونان وسوريا والعراق، بناء قواعد عسكرية، استغلال الإسلام والمسلمين والقضية الفلسطينية، الاتفاقيات (اتفاقيه أضنة) والتدخل في شؤون الدول”، والهدف الوحيد الذي يسعى إليه أردوغان المجرم هو إنهاء وجود الشعب الكردي وتدمير اي مشروع ديمقراطي يدعو إلى العيش المشترك والعيش بكرامة وحرية.

هكذا تريد الدولة التركية من شركائها في حلف الناتو “شمال الأطلسي ” والدول في الاتحاد الأوروبي أن  يكونوا شركاء في حرب إبادة الكرد، وشركاء في لعبة المصالح على حساب دماء أبناء شعبنا الذي قدم الآلاف من خيرة شبابه نيابة عن العالم أجمع وعن الإنسانية في محاربة أخطر تنظيم إرهابي “داعش” ومثيلاته التي ترعرعت في كنف تركيا وفتحت لهم حدودها وقدمت الدعم اللوجستي والاستخباراتي لهذه التنظيمات.

على قادة الاتحاد الأوروبي ودول “حلف الناتو” أن تدرك بأنها شريكه في قتل الشعب الكردي، وأروغان يبحث عن أجواء لشن هجوم في أي لحظة، سواء في شمال وشرق سوريا او في مناطق الدفاع المشروع أو في شنكال، مهما كانت الحجة.

وعلى هذه الدول أن تعي جيداً أنه خلال سنوات الأزمة السورية، أصبحت لدى مكونات شمال وشرق سوريا الإرادة الحقيقية للدفاع عن تراب أرضهم ولن تسمح مكونات شعبنا بأي اعتداء على مكاسبهم ومشروعهم الديمقراطي.

وأخيراً ومن دون شك فأن المقاومة وحرب الشعب الثورية هدف لجميع أبناء شمال وشرق سوريا، والشعب على أهبة الاستعداد للمقاومة والدفاع. إن طريق النصر والحفاظ على سوريا هو خندق مواجهة الفاشية التركية لضمان الوحدة الوطنية، وأبواب الحوار مفتوحة للجميع أيضاً.

هذه رسالة مكونات شمال وشرق سوريا إلى قمة حلف الناتو وإلى الاتحاد الأوربي ولكل من يبحث عن التوازن في المنطقة، ونذكّر هذه الدول بأن عليهم إعادة النظر في هذه السياسات التي لا تخدم الإنسانية، وأن حلف الشمال الأطلسي شريك في قتل الشعوب بدعمه ومساندته حكومة أردوغان الفاشي.

ويبقى السؤال الأهم هو: كيف يمكن إنقاذ حياة الشعوب في ظل عقلية الفاشية التركية التي لا تريد السلام ولا تريد الحل.

زر الذهاب إلى الأعلى