الأخبارروجافامانشيت

المونيتور: إغلاق المعابر يتناغم مع استراتيجية تركيا بتعميق الخلافات الكردية وإبقاء مناطق الإدارة معزولةً

سلط تقرير نشره موقع  المونيتور الأمريكي الضوء على الهجمات التركية المتواصلة على مناطق شمال وشرق سوريا منذ اتفاقيتي وقف إطلاق النار مع كل من أمريكا وروسيا في عام 2019, حيث أوضح التقرير بأنه بينما يتجهز العالم للاحتفال بأعياد الميلاد, تقوم تركيا باستهداف الكرد في سوريا, وأشار التقرير إلى طائرة تركية مسيرة مسلحة استهدفت منزلاً مليئاً بالنشطاء الشباب في مدينة كوباني مما أسفر استشهاد ثلاث شابات وشابين, ومن النادر أن تدين أوتعترض الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية عندما تستهدف تركيا بشكل انتقائي أعدائها الكرد, لكن الهجوم على أعضاء من حركة شبيبة الثورة السورية  يمثل مستوى جديدًا من التصعيد في الحملة العسكرية التركية المستمرة ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا المدعومة من الولايات المتحدة.

وأكد التقرير أن هذه الهجمات التركية تهدف بشكل مباشر إلى تعميق الانقسامات بين الكرد, حيث تأمل تركيا باستغلال التوترات المتزايدة بين الإدارة الاتية وحكومة إقليم كردستان العراق, وأن استهداف تركيا المستمر لمدينة كوباني (نقطة بداية التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش) والتي ينحدر منها قائد قوات سوريا الديمقراطية (مظلوم عبدي) رمزية إضافية تُظهر قدرة أنقرة على جمع المعلومات الاستخباراتية هناك.

وجاء في التقرير أيضاً:

 وكان أعضاء من الشبيبة الثورية في وقت سابق من الشهر الجاري قد نظموا مظاهرة على الجسر المعلق الذي يربط بين معبر سيمالكا الحدودي على الجانب السوري مع معبر فيش خابور على الجانب العراقي, احتجاجاً على عدم تسليم  سلطات حكومة إقليم كردستان جثث ثلاثة مقاتلين كرد سوريين من قوات الدفاع الشعبي استشهدوا على يد قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني خلال الصيف, و اعتصمت أمهات هؤلاء الشهداء على الحدود منذ عدة أشهر.

تحولت المظاهرة إلى أعمال عنف عندما بدأ مسؤولو أمن حكومة إقليم كردستان على الحدود بحسب المعلومات في رشق الشباب بالحجارة وإطلاق الغاز المسيل للدموع, ورشق الشبان الحجارة ورددوا هتافات مناهضة للحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق الذي يهيمن على حكومة إقليم كردستان, والمتحالف بشكل وثيق مع أنقرة, وتحدث مسؤولو حكومة إقليم كردستان بطريقة غير رسمية وقدموا رواية مختلفة بأن الشبان حرضوا على العنف, وكانت استجابة حكومة إقليم كردستان غير متناسبة بشكل غير مفهوم إذ أغلقت معبر فيش خابور وكذلك معبر الوليد الذي ينقل معظم الحركة التجارية إلى شمال وشرق سوريا.

أشار التقرير إلى أن واشنطن اضطرت للتدخل, حيث اتصل مسؤول أمريكي كبير برئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني الأسبوع الماضي, وأنه إثر هذا الاتصال سُمح لحوالي 38 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بالعبور من كردستان العراق إلى شمال وشرق سوريا, لكن الحظر على كل حركة المرور باستثناء الشاحنات التي تحمل إمدادات لقوات التحالف في شمال وشرق سوريا لا يزال سارياً, وليس من الواضح متى أو بأي شروط ستعيد حكومة إقليم كردستان فتح الحدود.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لموقع المونيتور:

لقد سمعنا تقارير عن هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من كوباني في 25 كانون الأول, نواصل حث جميع الأطراف على وقف التصعيد.

وبالنسبة لإغلاق حكومة إقليم كردستان للمعابر الحدودية، أضاف المتحدث:

إننا ندعو السلطات المسؤولة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفي الوقت المناسب ودون عوائق لجميع المحتاجين وتسهيل ذلك.

كما أكدت الأمم المتحدة في بيان بأن إغلاق الحدود قد يضر بالعملية الإنسانية في شمال وشرق سوريا لمساعدة 1.8 مليون شخص.

 وأوضح التقرير بأن الدبلوماسيون الغربيون غاضبون بشكل خاص من موقف حكومة إقليم كردستان الذي يضاعف القيود الحالية على المساعدات لسوريا, بسبب استمرار المماطلة الروسية والصينية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن, وأشار التقرير إلى أن تصرف حكومة إقليم كردستان العراق يتناغم مع استراتيجية أنقرة المتمثلة تعميق الخلافات بين حكومة إقليم كردستان وحزب الاتحاد الديمقراطي, وإبقاء مناطق الإدارة الذاتية في سوريا معزولةً وتحت أقصى ضغط .

زر الذهاب إلى الأعلى