الأخبارمانشيت

المناضل أوصمان دادلي…ميراث للمقاومة والنضال

أصبحت مقاومة ونضال الشهيد ماموستا أوصمان دادلي ضد النظام البعثي ميراثاً لمقاومة ونضال شعوب المنطقة التي تقاوم بذات الروح اليوم في عفرين ضد أعداء الشعب الكردي والشعوب المطالبة بالحرية.

يصادف اليوم (18 شباط) الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد أوصمان محمد سليمان حجي الملقب باسم ماموستا أوصمان، الذي يعتبر أحد القياديين المؤسسين لحزب الاتحاد الديمقراطي.

لمحة عن حياة القيادي الشهيد

ولد أوصمان عام 1946 في قرية دادالي الواقعة غربي كوباني, بعد ولادة أوصمان بمدة قصيرة توفي والده وقامت والدته بتربيته حيث أمضى طفولته في القرية.

درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس كوباني، وقدم الامتحانات الثانوية في مدينة حلب، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية درس في كلية الحقوق في مدينة حلب.

بعد سنتين من الدارسة ترك أوصمان الجامعة وباشر بتدريس الطلبة في مدارس قريته وقرى كوباني ومدينتي منبج والباب لمدة 7 سنوات، ومن مهنته هذه اكتسب لقبه “ماموستا أوصمان” أي المعلم أوصمان.

تعرف أوصمان دادلي على حركة تحرر كردستان في أعوام الثمانينات من القرن الماضي أثناء دخول الحركة إلى روج آفا من كوباني وتأثر أوصمان بفكر قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.

محبٌ لإخوة الشعوب

كان لدى أوصمان الطابع العشائري ويحب بشدة ممارسة الأنشطة الاجتماعية في منطقة كوباني كحل الخلافات بين المكونات وخاصة بين الكرد والعرب، حيث قام بحل العديد من المشاكل، ودائماً ما سعى لزرع المحبة بين المكونات المتعايشة في المنطقة.

وقد تركت محبة أخوة الشعوب التي كانت لدى أوصمان أثراً كبيراً بين أبناء المنطقة من المكونين العربي والكردي.

كما كان للشهيد أوصمان دور في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في ورج آفا عام 2003 وأصبح أحد القياديين في الحزب وإلى جانب عمله في الحزب كان يمارس عمله الاجتماعي بين الشعب.

أوصمان وأوجلان

الشهيد أوصمان كان له الحظ الأوفر كبعض الأشخاص في روج آفا للقاء بقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان حسب ما قاله عصمت شيخ حسن رفيق الشهيد أوصمان دادلي.

عصمت شيخ حسن الرئيس المشترك لهيئة الدفاع والحماية الذاتية في كوباني يقول ” كان يقول لنا الشهيد أوصمان بأن القائد طلب منهم العمل أكثر بين الشعب، وهو يعمل لحل المشاكل والخلافات بينهم”.

اعتقاله من قبل النظام البعثي

في عام 1990 رشح ماموستا أوصمان نفسه لعضوية مجلس الشعب عن منطقة كوباني حيث فاز في الانتخابات وبعد أدائه المهام في دورته الأولى، ترشح أوصمان للدورة الثانية وعلى الرغم من أنه حصل على أصوات كثيرة لم يتم إعلانه كفائز خوفاً من النظام السوري الذي كان يحسب ألف حساب له نظراً لأنه كان ذا شعبية كبيرة في المنطقة.

وتعرض أوصمان للاعتقال من قبل النظام البعثي بعد يوم واحد من خروجه من البرلمان وبقي 3 أشهر في السجن، ومرة أخرى اعتقل عام 1999 وبقي شهرين في السجن، حتى بعد الإفراج عنه كان تحت المراقبة.

اعتقال أوصمان بعد الاتفاق بين النظامين السوري والتركي

وفي كانون الأول عام 2006 زار وزير الداخلية التركي سوريا، وعقد اتفاقاً مع الجانب السوري أحد أبرز بنوده اعتقال كافة أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الذين يقومون بأنشطة بين الشعب، وعلى هذا الأساس اعتقلت قوات الأمن السوري عضوي حزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة كوباني ماموستا أوصمان وعائشة أفندي، وتم نقلهما إلى سجن الأمن السياسي في مدينة حلب، حيث لم يسمح النظام لعائلة ماموستا أوصمان اللقاء به، وكان دائماً يؤجل اللقاء به.

ولكي لا يتم التعرف على مكان الشهيد وضع النظام السوري أوصمان في المشفى باسم مستعار، بعد زيارة مشافي حلب تم العثور عليه لكن نتيجة تعرضه للتعذيب في السجن تم التعرف عليه بصعوبة.

كانت وصية أوصمان لجميع أصدقائه عندما كان في المشفى هي استمرار النشاطات الاجتماعية على غرار ما كان يقوم به أبناء المنطقة.

وفي الـ18 من شباط عام 2008 استشهد أوصمان دادلي على إثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له في أقبية سجون النظام البعثي السوري.

ماموستا أوصمان ميراث للمقاومة والنضال لشعوب المنطقة

أعداء الشعب الكردي هم أنفسهم لم يتغيروا. لكن الذي تغير هي إرادة الشعب الذي يقاوم ويناضل لكسب الحرية.

لقد استمد الشعب من ميراث المقاومة الذي تركه أوصمان دادلي قوة ليواصل مقاومته في وجه الأعداء، واليوم المقاومة في عفرين تتواصل على نهج القادة الشهداء مثل أوصمان دادلي.

ANHA

زر الذهاب إلى الأعلى