تقاريرمانشيت

المقاومة حياة.. حملة شبابية تفيض عطاءً

تستقي المجتمعات همتها من همم شبابها الذين يعملون على البناء والتطور، ويساهمون في صنع المضمون والشكل الذي تبدو عليه المجتمعات والحضارات، ويحددون منحى سيرها للأمام أو للبقاء في الدائرة المغلقة أو في خط الارتداد، لا يقف بين الشبيبة والطموح وازع يعيقهم، بل على العكس الشيء الذي يميزهم هو طاقاتهم وإمكاناتهم التي تواكب التطور وتحوله واقعاً ملموساً، وتطبق النظريات على الأرض. فإذا صلح الشباب صلح المجتمع وارتقى، وهذا ليس بحال مجتمعات الشرق الأوسط التي ضُربت في صميمها، لِمَا يحاك ضد شبابها نتيجة السياسات المبطنة التي تستهدفهم، فتلونهم بصبغاتها، وتحرص على إبقائهم شكلاً لا مضموناً حتى يسهل اقتناصهم والعبث بهم وبالتالي إبقاء ياقة الشعوب في يدهم يستخدمونهم متى ما شاءوا، ولأن التنظيم وتوسيع الآفاق الفكرية وصقل الوعي هو التدبير الأمثل للتصدي لجميع السياسات المبطنة الهادفة لهدم الحضارات العريقة والشعوب الأصلية من خلال بناء الأجيال الناشئة والشبيبة على ثقافة مستوردة إليهم، فأنه (التنظيم) ذو ضرورة ملحة، وعليه فإن مجلس شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي وفي مساعيه لحماية الشبيبة من هذه السياسات وترسيخ التنظيم بين الشبيبة أطلق المرحلة الثانية من حملة (المقاومة حياة)، والتي سنتطرق إليها في تقريرنا هذا.

شبيبة حزبنا تعلن عن المرحلة الثانية من حملة (المقاومة حياة)

أعلن مجلس شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن بدء المرحلة الثانية من حملة (المقاومة حياة أو برخدان جيانا)، يوم الأحد (19 كانون الثاني 2020) وذلك في مزار الشهيد دليل ساروخان بمدينة قامشلو.

وكانت شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي قد أطلقت في الأول من أيار 2018 حملة المقاومة حياة، مؤكدين استمرارها حتى تحرير عفرين من المحتل التركي، لكن مع تطور الأحداث والمستجدات التي طرأت على الوضع العام للمنطقة وتشابك الملفات وتعقدها أكثر من التعقيد، أعلنت الشبيبة المرحلة الثانية من هذه الحملة. وبهذا الصدد قال عضو مجلس شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD سرور الشمري لصحيفة الاتحاد: “إن المرحلة التي  نمر بها مرحلة مهمة جداً وحساسة وتتطلب الكثير من الجهد والعمل للحفاظ على مكتسبات الشهداء الذين ضحوا بحياتهم وكل ما يملكون من أجل أن نعيش حياة حرة كريمة، ولأن تطلعات وآمال شهداءنا تجسدت في أن نعيش بسلام كشعوب أصيلة على هذه الأرض وفي هذه المنطقة الخيّرة، والجانب الأكبر لعظمة هؤلاء الأبطال من خيرة شبابنا وشاباتنا تجسد في الروح النضالية والفدائية لديهم، علينا نحن شبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي أن نكون الطليعة تجاه تطلعات الشهداء وتحقيقها ونجعلها واقعاً معاشاً، وعلى هذا الأساس قمنا باستئناف حملة المقاومة حياة أو إطلاق المرحلة الثانية منها”.

لماذا (المقاومة حياة)؟!

تيمناً بصرخة (المقاومة حياة) التي أطلقها الثوري مظلوم دوغان من سجن آمد المركزي، اختار الشبيبة (برخدان جيان أو المقاومة حياة) عنواناً لحملتهم انطلاقاً من الشعار الذي رفعه مظلوم دوغان في وجه المحتل التركي من السجن، فأصبح محط فخر واعتزاز ومثالاً للمقاومة في عموم كردستان.

ويعتبر مظلوم دوغان أيقونة المقاومة، وهو ثوري ينحدر من كرد شمال كردستان، سمي بـ (المدرسة المتحركة) لوسع آفاق فكره ولقراءته 7 كتب يومياً ومحاضرة فحواها لرفقائه، وسمي (كاوا العصر) لأنه استهل مرافعته أثناء محاكمته بجملة: “سيظهر كاوا معاصر في كل مكان يشهد ضحاكين ظالمين”، أضرم النار في جسده عشية نوروز عام 1982 بسجن آمد المركزي المعروف على مستوى تركيا بوحشيته.

ويقول سرور الشمري بالصدد: “إن شعار المقاومة حياة يعود إلى أيقونة المقاومة المناضل مظلوم دوغان حيث أطلق شعاره هذا من قلب سجن الدولة التركية الفاشية، وهذا كان سبباً في اختيارنا لهذا الشعار لحملتنا التي أطلقناها بتاريخ 19/1/2020 ، حيث قمنا بالإعلان بشكل رسمي عن الحملة من مزارات الشهداء في إقليم الجزيرة مجددين العهد والقسم لهم من على أضرحتهم الطاهرة بأننا سنقوم بكل ما يقع على عاتقنا كشبيبة حزب الاتحاد  الديمقراطي لنكون على قدر التضحيات الجسام التي قدموها فداء لأرضنا وشعبنا”.

مضمون الحملة

يقول الشمري عن مضمون حملة <المقاومة حياة>: أود التنويه إلى أن حملة المقاومة حياة هي حملة شاملة لمدة عام كامل، سنقوم من خلالها بتنظيم الشبيبة من الناحية الايديولوجية والفكرية والتنظيمية ضمن النواحي والبلدات وعرض سنفزيونات خاصة للتعريف بحرب الشعب الثوري المقاوم وعقد تدريبات مفتوحة ومغلقة وبشكل دروس خاصة للشبيبة في كل ساحات النضال ضمن إقليم الجزيرة أيضاً الهدف الأساسي للحملة هو تعزيز ودعم قواتنا العسكرية الممثلة بقوات سوريا الديمقراطية وتوجيه رسالة لكل الشبيبة الذين هاجروا بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة والعودة للحفاظ على مكتسبات الثورة، كما نزمع نشر مقالات خاصة بقلم الشبيبة على الصفحات الرسمية وبشكل دائم رسومات ومنشورات يكون في عنونها اسم الحملة برخدان جيانا، كما سنعمل على إجراء زيارات خاصة للشبيبة بهدف انضمامهم لحزبنا بغية تعريفهم بالسياسة الديمقراطية وصقل وعيهم السياسي بشكل عام، وكذلك توعيتهم بالحرب الخاصة التي تواجه الشبيبة في الحياة اليومية ودعم ومساندة المرأة الشابة وعقد النشاطات العامة والخاصة بالمرأة الشابة، كما سنعمل ضمن الحملة على عقد مسيرات خاصة بشبيبة الحزب على مستوى النواحي وكذلك عقد اجتماعات عامة لفئة الشبيبة في كل المؤسسات وعقد ندوات عامة للشبيبة، وشرح أهداف الحزب لهم، وزيارة أكبر عدد من الشبيبة ضمن هذا العام والقيام بفعاليات رياضية بكل المجالات الخاصة بالرياضة.

كيف تم الإعلان

وأُعلن الأحد مجلس الشبيبة عن المرحلة الثانية من حملة المقاومة حياة بإشعال الشموع على مزارات الشهداء في إقليم الجزيرة بتمام الساعة الرابعة مساءً. ليتم قراءة بيان الإعلان في مراز الشهيد دليل ساروخان من قبل عضو مجلس الشبيبة سرور الشمري.

وجاء في مستهل البيان: “بعد مرور عامين على احتلال الدولة التركية الفاشية لمقاطعة عفرين، عامين على الانتهاكات والقتل الممنهج الذي أصاب البشر والشجر والحجر، كان الهدف من احتلالها هو كسر ارادة الشعب الكردي وكافة أطياف ومكونات المنطقة لقد كانت عفرين الحاجز الاستراتيجي أمام أهداف تركيا التوسعية الاستعمارية في احتلالات الجغرافية السورية لكن وبمؤامرة دولية وبعد مقاومة عظيمة أبداها الشعب امام آلة القتل والدمار والعنجهية قامت الدولة التركية باحتلال عفرين، وما يزال شعبنا في مقاطعة الشهباء صامد ويقاوم بكل الوسائل المتاحة والمشروعة للعودة الى أراضيهم الأصلية، وهم يسطرون أروع ملاحم العزة والكرامة والفداء والتضحية”.

وتابع البيان: “لذلك نحن كشبيبة فأن الواجب الأخلاقي والإنساني والمجتمعي يضع على عاتقنا ان نكون على قدر المسؤولية التاريخية ونكون القوة الحقيقية التي ستكون رادع لكل أشكال الاحتلال والارتزاق والخيانة التي تقام على شعبنا في شمال وشرق سوريا”.

وأضاف: “لذلك نعلن كشبيبة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن بدء حملة برخدان جيانا بتاريخ 20 . 1 . 2020 التي ستكون حملة شاملة للبدء بالفعاليات والنشاطات والاجتماعات والتدريبات الفكرية والايديولوجية وتقوية المنظومة الدفاعية لقوات سوريا الديمقراطية والتي ستكون لها أهداف عديدة تكون في جوهرها حماية الشعوب والمجتمعات على اساس ديمقراطي دفاعي مشروع، وستكون الحملة مستمرة على مدار السنة وتكون في خدمة وتوعية فئات الشعب وخاصة شريحة الشبيبة والعمل بكل الامكانات السياسية والدبلوماسية والمجتمعية لحل القضايا الجوهرية التي تعاني منها مكونات وأطياف شعوب شمال وشرق سوريا، وأن يكون للشبيبة دور رئيسي في صنع القرار وحل المشاكل العقيمة والتأثير إيجاباً على مجمل ساحات النضال والكفاح الذي يقوده شعبنا المقاوم في كل بقعة محتلة من قبل الدولة العنصرية التركية”.

وجدد مجلس الشبيبة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عهدهم أمام الشهداء بالقول: “نجدد عهدنا أمام شهدائنا شهداء الحرية والكرامة والفداء بأن نكون القدوة الطليعية المجتمعية والقوة الاتحادية التشاركية في الصمود والمقاومة والوقوف الى جانب شعبنا بكل مكوناته ضد كل اشكال الاحتلال والذهنيات السلبية الرجعية وصنع مستقبل واعد لكل شبيبتنا وللأجيال القادمة”.

واختتم البيان بالقول: “نوجه نداء ورسالة الى كافة الشبيبة في ساحات النضال وعلى اتساع رقعة الجغرافية التنظيمية والمجتمعية بأن ينضموا الى هذه الحملة قولاً وفعلاً وبشكل براغماتي عملي الى فعاليات الحملة والمساندة في تقوية وتنفيذ اهدافها الاستراتيجية والعمل يداً بيد لحماية مناطقنا داخلياً وخارجياً من كل اشكال الاحتلالات والزعزعة وعدم الاستقرار لنكون السد أمام هذه الاهداف الخبيثة التي تحاول ان تنال من مكتسبات شعوبنا”.

ختاماً نقول:

خامة المجتمع هو أجياله الناشئة التي تدخل مرحلة الشباب، هم مّن يُعنونون المراحل التالية ويحققون تاريخها، لذا الشبيبة هم أمل وعمل، ومن الضروري الشد على أيديهم ودعمهم وتقديم العون لهم وتذليل العقبات أمامهم، لأن كل شاب وشابة أصحاب رسالة يريدون تأديتها على أكمل وجه، فلنكن جزءً من هذا الوجه الذي من الممكن أن ينير وهجه ظلمات السياسات التي فُرضت علينا دون أن يكون لنا فيها حتى مجرد رأي.

إعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى