الأخباركردستانمانشيت

المعهد الأسترالي للشؤون الدولية: تطلعات السويد وفنلندا للناتو تُعرض الكُرد للخطر

أشار كل من الدكتورة “هيلينا غرونفيلد” و”فيون سكوتيس”، الرئيسان المشتركان لمجموعة التضامن مع شمال وشرق سوريا، إلى تعرض الكرد للخيانة مرة أخرى لتمكين السويد وفنلندا من التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف الناتو, حيث تمهد المذكرة الثلاثية بين هذين البلدين وتركيا الطريق لتسليم اللاجئين السياسيين إلى تركيا.

وفي مقالة لهما على موقع المعهد الاسترالي للشؤون الدولية أكدا بأن السويد وفنلندا في طريقهما الآن للانضمام إلى عضوية الناتو, وجاء في  المقالة:

مرة أخرى أصبح الكرد العملة التي يتم بها عقد الصفقات الجيوسياسية, تتوقف عضوية السويد وفنلندا في الناتو على وعد بتسليم الكرد الذين تشتبه تركيا في أن لديهم جمعيات إرهابية سعوا للجوء إلى هذه البلدان منذ توقيع الاتفاقية في 28 حزيران، وذهب سفير تركيا في السويد إلى أبعد مما هو مطلوب في المذكرة، حيث طالب الحكومة السويدية بفعل شيء حيال التجمعات التي يلوح فيها المتظاهرون بأعلام المنظمات المحظورة من قبل تركيا.

وتابع الكاتبان في المقالة:

ورغم أن معاهدة سيفر لعام 1920 التي أعقبت زوال الإمبراطورية العثمانية أقرت بأن تكون هناك كردستان تتمتع بالحكم الذاتي, إلا أنه وفي محاولة لاسترضاء تركيا التي لم تعترف بالكرد كمجموعة عرقية منفصلة على الرغم من أن لديهم لغاتهم وثقافتهم الخاصة، فقد خانت المملكة المتحدة الكرد في المفاوضات التي أدت إلى معاهدة لوزان لعام 1923، حيث تم فصل أراضيهم وتقسيمها بين إيران والعراق وسوريا وتركيا, وقد حُكم كل منها من قبل مستبدين مسؤولين عن مذابح ضد السكان الكرد، مثل الهجوم الكيماوي الذي شنه صدام حسين في حلبجة بالعراق عام 1988, وبسبب قمع الدول الأربع التي تحتل أراضي كردستان فقد انتشر عدد كبير من اللاجئين الكرد في جميع أنحاء العالم، ووجد الكثير منهم طريقهم إلى السويد, وآخرون مثل عبد الله أوجلان قائد حركة الحرية الكردية، ظلوا رهن الحبس الانفرادي في تركيا منذ عقود.

وأشارت المقالة إلى ظهور حزب العمال الكردستاني “PKK” في أواخر السبعينيات في تركيا على خلفية التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الكرد, وأنه تم حظر أي تعبير عن الثقافة الكردية وحتى التحدث باللغة الكردية,

وتابعت المقالة:

على غرار حركات الحرية الأخرى مثل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب إفريقيا و “فريتيلين” في تيمور الشرقية، استخدم حزب العمال الكردستاني المقاومة المسلحة لتحقيق أهدافه, وعلى عكس حركات الحرية الأخرى التي تناضل من أجل حقوق الإنسان تم تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة (إرهابية) من قبل العديد من الدول الغربية, وينبع هذا من الكراهية المرضية للقادة الأتراك للشعب الكردي, ويعكس القوة الجيوسياسية لتركيا، فكونها تطل على البحر الأبيض المتوسط ​​وكذلك البحر الأسود يجعل تركيا حليفاً مرغوباً فيه, ورغم أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب “YPG” هما التنظيمان اللذان كان لهما دور فعال في هزيمة خلافة داعش, وقد حظي مقاتلوهما بالإعجاب لإنقاذهم الإيزيديين الناجين من عصابات داعش, إلا أن المذكرة الثلاثية المتفق عليها في قمة الناتو بمدريد في 28 حزيران تضمنت وصمهما بالإرهاب,  كما يُلزم الاتفاق السويد وفنلندا بإجراء تغييرات مهمة في قوانين وسياسات الدولتين لتمكين تسليم الأشخاص الذين تصنفهم تركيا على أنهم إرهابيون ينتمون إلى هاتين الحركتين.

وأوضحت المقالة بأن وحدات حماية الشعب الكردية هي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش, وهي بمثابة القوة الدفاعية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حيث تواجه قوات سوريا الديمقراطية الآن في وقت واحد كلاً من الخلايا النائمة لداعش وهجمات تركيا، سواء بشكل مباشر أو من خلال مرتزقتها الجهاديين, وفي تقريرها الصادر في حزيران 2022  أشارت “قسد” إلى أنها نفذت 11 عملية أمنية واعتقلت 17 إرهابياً من داعش, يتلقون التمويل من تركيا ويعملون من المناطق التي تحتلها تركيا, وأكد التقرير أن تهديدات الاحتلال التركي المستمرة بشن هجمات جديدة ستؤثر سلباً على قتال قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش وستوفر ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية الأخرى.

وتابع الكاتبان:

كل من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب على علم بمبادئ الكونفدرالية الديمقراطية، وتم تنفيذ هذه المبادئ بتمثيل متساوٍ بين الجنسين لكل هيكل حكومي، مع رؤساء مشتركين من الإناث والذكور, وهذا المستوى من المساواة بين الجنسين غير معتاد حتى في الغرب، ناهيك عن الشرق الأوسط, وإن قدرة هذا الجيب الديمقراطي على الصمود في وجه الهجمات المنتظمة من قبل تركيا، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال التعذيب والتطهير العرقي من قبل مرتزقة النظام التركي الجهاديين هو شهادة على صمودهم, وعلى وعي السكان وإيمانهم القوي بالنظام الديمقراطي, ومؤخراً هددت تركيا بغزو آخر بغرض احتلال المزيد من الأراضي، وهو تهديد سبقه قصف شبه يومي لأهداف مدنية غالباً في قرى مسيحية, وكجزء من المذكرة الثلاثية سترفع السويد أيضاً الحظر المفروض على تصدير الأسلحة على تركيا، والذي تم فرضه في أعقاب غزو واحتلال سري كانيه “رأس العين” وكري سبي “تل أبيض” في عام 2019, فليس من المستغرب أن يجد زعيم استبدادي مثل أردوغان صعوبة في تقبل وجود أتباع هذه الفلسفة الإنسانية داخل حدود تركيا أو بالقرب منها, وبالاستفادة من موقعها الجيوسياسي المفيد نجحت تركيا في إقناع الديمقراطيات الغربية بما في ذلك أستراليا، بإدراج حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية, وتحاول الآن توسيع هذا التعريف ليشمل وحدات حماية الشعب حليف الولايات المتحدة, وفي بلجيكا البلد الوحيد الذي تم الطعن فيه بشكل قانوني في هذا التصنيف لحزب العمال الكردستاني، وجدت محكمة النقض أن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية.

وجاء في ختام المقالة:

هل تستطيع الحكومة الأسترالية إظهار الشجاعة الأخلاقية والقيام بأي شيء لمواجهة هذا التنازل غير اللائق لتركيا في صورة خيانة للكرد؟

نعم يمكنها تقديم المراجعة التالية لإدراج حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية بهدف إزالته من القائمة, فقد تم إدراج حزب العمال الكردستاني في قائمة أستراليا كمنظمة محظورة منذ عام 2005، وتتم مراجعة هذه القائمة كل ثلاث سنوات, وفي تقريره المقدم إلى اللجنة البرلمانية المشتركة المعنية بالاستخبارات والأمن لعام 2021 جادل اتحاد المجتمع الكردي الديمقراطي في أستراليا بأنه يجب النظر إلى تصرفات حزب العمال الكردستاني في ضوء القمع المستمر للكرد من قبل تركيا ، وأن شطب حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب سيقدم المساهمة المحتملة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأن استمرار إدراج حزب العمال الكردستاني في القائمة يسبب صدمة للشتات الكردي في أستراليا ويؤدي إلى التمييز, ستكون خطوة شجاعة من قبل أستراليا إذا أزالت حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، وإن إظهار مثل هذه السياسة الخارجية المستقلة يمكن أن يجعل أستراليا تلعب دوراً مهماً في تحقيق السلام والحرية والديمقراطية في ذلك الجزء من الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى