الأخبارسياسةمانشيت

المشروع الكردي للدولة والمجتمع

في مقال للأستاذ في التاريخ والحضارة في جامعة شنشي بالصين سيفان سعيد تحت عنوان (المشروع الكردي للدولة والمجتمع) جاء أن الكرد في سوريا رفضوا المعارضة والموالاة وابتدعوا طريقة ثالثة.

سيفان سعيد أستاذٌ مشاركٌ في التّاريخ والحضارة في جامعة (شنشي) في  الصين, وهو مهتمٌّ بالبحث في مواضيع سياسات الشّرق الأوسط (العرق-السّياسة- العلاقات الدّوليّة- الحركات الاجتماعيّة والقوميّة).

يتناول سيفان سعيد في مقاله المشروع الكردي ويعتبره مشروعاً مختلفاً له توجّهٌ مختلفٌ تّجاه الدّولة والمجتمع وإدارة السّلطة وسياسة سوريا.

وأطلق الكاتب على هذه الورقة اسم “المشروع الكردي”، مشيراً إلى أن المشروع الكردي في سوريا استُلهم من الثّورة الكرديّة في الجزء الشّمالي من كردستان, وتأثّر بشكلٍ مباشرٍ بمنظور عبد الله أوجلان حول الحريّة والتّعامل مع الدولة والمجتمع.

ويؤكد الكاتب أن المشروع الكردي رفض (من الناحية النظريّة على الأقل) كلا الخطابين في سوريا (المعارضة والموالاة), وقد اقترح الكرد الطّريقة الثّالثة (النهج الثالث) الّذي يركّز على تمكين الجّماعات المحليّة والإرادة الجّماعيّة, على أساس التّعاون المتنوّع بين مختلف الكيانات العرقيّة والدّينيّة والثّقافية في البلاد, لقد اقترحوا حرفيّاً نموذجاً بديلاً لممارسة السّلطة والحكم يختلف عن النّموذج التّقليدي للدّولة, علاوةً على ذلك فقد انتقدوا بشدّة الدّولة, وحاولوا إعادة تعريف مفاهيم السّلطة والحكم والشّرعية والاستقلال والسّيادة.

ويرى سيفان سعيد أن الكرد يقدمون فكرة الكونفيدراليّة الدّيمقراطيّة كبديلٍ عن النّموذج الإحصائي المركزي الّذي ظلّ لفترةٍ طويلةٍ في المنطقة.

ويجد الكيان المعلن في روج آفا وشمال سوريا نموذجٌ متقدّمٌ متعدّد الأبعاد غير مسبوقٍ في الشّرق الأوسط, ومع ذلك فإنّ هذا النّموذج يخضع حاليّاً لتمحيصٍ هائلٍ.

في مقاله يؤكد الكاتب أنّه على مدى السّنوات الخمس الماضية وعلى الرّغم من غزو الدّولة التّركيّة لمدينة عفرين مؤخّراً, فإنّ المشروع الكردي شهد تقدّماً كبيراً وكان نموذجاً مختلفاً بشكلٍ فريدٍ, وإذا تمكّنت تجربة (Rojava) من النّجاة من الوضع المعقّد الحالي, فسيكون ذلك نموذجاً ممتازاً للمناطق الأخرى, ومع ذلك لا يزال هناك احتمال أنّ هذا النموذج قد يتحوّل إلى جزءٍ من الخطاب الرّئيسي بسبب العديد من العوامل الدّاخلية والخارجيّة.

ويوضح الكاتب بقوله: في الواقع هناك بعض الدّعم للمشروع الكردي من قبل بعض الجّهات الدّوليّة, وعلى الرّغم من أنّ هذا يبدو تكتيكيّاً لأسبابٍ استراتيجيّةٍ, ومن ناحية أخرى هناك اعتراضٌ كبيرٌ على هذا المشروع بسبب الضّغوط من القوى الإقليميّة الأخرى وخاصّةً الأنظمة الإسلاميّة والعنصريّة في المنطقة.

ويتوقع الكاتب الصراع المستمر في حال فشل المشروع أما الديمقراطية والتنوع إذا ما نجح، مؤكداً ذلك بقوله: “إذا فشل المشروع الكردي في سوريا في أسوأ السيناريوهات, سيكون الأمر مماثلاً لما يجري في شمال كردستان, وهو الصّراع المستمرّ والاضّطراب وعدم الاستقرار المستمرّ وتحدّي الدّولة التّركيّة, أمّا إذا نجح هذا المشروع فإنّه سيكون نموذجاً إيجابيّاً للدّيمقراطيّة والتّنوع والتّمكين لجميع شعوب الشّرق الأوسط, وستكون هذه فرصةً كبيرةً لتطبيق وجهٍ جديدٍ للإدارة والحكم لم يتمّ رؤيته منذ فترةٍ طويلةٍ في المنطقة”.

ويختتم سيفان سعيد مقاله بالقول: “في الختام لا يزال من المبكّر التّنبؤ بما سيحدث لحرب الوكالة والنّزاع في سوريا, ومن المبكّر جداً أن نرى كيف أنّ القوى الإقليميّة والدّولية تأخذ نصيبها من أرضٍ ليس لها سيادةٌ واستقلالٌ في الوقت الحاليّ”.

ومن الجدير بالذكر أن Dr. Seevan Saeed يسعى في كتابه الأخير إلى تسليط الضّوء على الجّوانب غير المرئيّة في السّياسة الكرديّة في الشّرق الأوسط ويشرح عن الحركة الكرديّة (KCK).

زر الذهاب إلى الأعلى