مقالات

المرأة في المجتمع

ثناء علي

إن تاريخ المرأة ابتدأ بأكبر الانكسارات الثقافية وأولها: هو الانكسار الثقافي الكبير للمرأة, حيث تمت عبوديتها في قمة ازدهار أفكارها وكل نماذج الهيمنة والنفوذ والتملك الظاهرة على مر التاريخ حدثت على أساس هيمنة الرجل على المرأة وعلى إنتاجها في المجتمعات المشاعية التي كانت تحمل طابع المرأة، فالمرحلة التي عُرفت بمرحلة الآلهات هي المرحلة التي اكسبت ما يسمى انسنة الإنسان وصك قيم ومبادئ على أساسها يتم التعايش.

ان الشيء الذي أعاق تطور المرأة الإنساني هو بقائها تحت حماية وسيطرة الرجل، لهذا فمن الضروري إحداث بعض التغيرات الراديكالية في حياتها المنزلية لأجل وضع حل قطعي لهذا الركود والصفة الضعيفة المسيطرة عليها.

ومن جهة أخرى، فهجمات العدو وسياسات حروبه الخاصة لطالما جعلت المرأة هدفاً نصب مخططاتها لضرب المجتمع وإبعاده عن قيمه الوطنية والأخلاقية وصهره في بوتقة القوميات الحاكمة, فمؤسسة العائلة من أول المؤسسات المستهدفة لتسخيرها وجعلها وسيلة للصهر القومي, فالتخلف الذي سيغلب على العائلة سيغلب على المجتمع رويداً رويداً لتصبح مواطن خنوع تتعبد أمام سياسات الدولة الحاكمة.

أن موضوع العائلة والمرأة والرجل وعلامات الاستفهام التي رافقتهما منذ القدم مازالت قيد التطور بل وتقف عقبة أمام التوجه العلمي والسياسي، وتلعب دوراً رجعياً، وهنا يأتي دور الثورة المضادة بحيث يرغم التفكير الثوري الخلاق على الالتفات إليه وصقل معايير المجتمع من علاقة المرأة والرجل في الحياة الشراكة الندية إلى أصغر شريحة بالمجتمع وأهمها ألا وهي “العائلة”.

فلا بد للمرأة أن تشارك في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأن تحتل المناصب السياسية في القيادة واعتياد المرأة تجنبها للسياسة بحكم النشأة العائلية، وأنه لا يفهم بالسياسة والقيادة إلا الرجال ومحاولات إقصاء المرأة بحكم العادات والتقاليد، والتغيير الأساسي الذي تلعبه المرأة له دور كبير في بناء الأسرة من خلال إعداد أجيال المستقبل والخروج بهم في تغيير المحيط الخارجي إلى التغيير الكلي فلا بد من تكريمها ووضعها في المكان المناسب في المجتمع والحياة للارتقاء بأجيال متمكنة قادرة على النهوض بالمجتمع.

فوضع المرأة بات يهدد المجتمع، كون العقد الاجتماعية التي تحدث اليوم تنبع عن الوضع الاساسي، فإن ربط حرية المجتمع ينبط من حرية المرأة في ذلك المجتمع بشكل عام، فهناك الكثير من العلاقات الشائبة قد ولدها تسلط الرجل اللامتناهي، والحكومات التي باتت اليوم تستخدم تعصب المجتمعات لإصهار العائلة وتفتيتها كما هو حال الدولة التركية التي استغلت الفلتان الأمني في المجتمعات فعملت على ضخ المخدرات ونشر القيم اللاأخلاقية بين الفئة الشابة فهكذا ينجر المجتمع نحو التمزق والابتعاد عن قضيته ومبدأه الأساسي، فاليوم نحن بأمس الحاجة الى ثورة على صعيد الأخلاق.

فعلى المرأة أن تعبر عن أمالها ورغباتها فإن هذه الساحة هي ساحة الحرية وليس هناك كتم للأفواه.

زر الذهاب إلى الأعلى