مقالات

المخرج الوحيد هو أن نفكر كيف نستنهض الجسد الكردي بدلاً من وأده

أنور مسلم

الحاجة إلى توحيد الخطاب الكردي الكردي من جهة وتوحيد خطاب مكونات المنطقة من جهة ثانية, واقتران الأقوال بالأفعال ضرورة مرحلية هامة لإنجاح أي لقاء أو تفاهمات أو مفاوضات.

كما نحتاج إلى المزيد من النضال والجهد المتواصل, واستثمار كافة المنابر الإعلامية والدبلوماسية لخدمتها. هذا ما يقال ضمن الأوساط الشعبية دائما بخصوص اللقاءات الأخيرة بين الأحزاب الكردية ،حيث بات المجتمع يحث على هذه الرؤية الموضوعية وينتظر استنهاض الجسد الكردي وليس وأده.  فالسنوات الماضية حاضرة في ذاكرتنا , وتذكرنا بأن أعداء الشعوب لا يريدون لها الاستقرار والسلام بل العكس تماما ,يريدون للشعوب الهجرة والدمار والتشرد.

كان لمؤتمر حزبنا الأخير, موقف واضح من كل هذه الأمور وعلى كافة الأصعدة ,فدعا المؤتمر إلى توحيد الخطاب الكردي والعمل من اجله دون قيد أو شرط, وكذلك الأمر بالنسبة لرؤيتنا حول سوريا المستقبل, فلابد وأن ترتق إلى تطلعات شعوبها وفق ديمقراطية تعددية لا مركزية تحفظ حقوق كل المكونات السورية ضمن دستور سوري جامع.

ونحن في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرون لدينا الكثير من التجارب التاريخية وكان آخرها عفرين وسري كانيه وكري سبي أمثلة حية في ذاكرتنا ، لذا تأتي أهمية حالة الوعي الجمعي بالوحدة أو توحيد الخطاب والموقف بين معظم الحركات والأحزاب ، ولابد من الأطراف المعنية وبعد اللقاءات الأخيرة التي تمت, خطو خطوات تخدم المصلحة العامة للجماهير الكردية المتعطشة ، وتجاوز العقلية الحزبية والمحاصصة ، فما يجمعنا هي أكثر بكثير مما نختلف عليه, وهذا مؤشر إيجابي على إمكانية تجاوز الاختلافات بما يخدم مصلحة شعبنا المضطهد منذ زمن طويل والمحروم من كل الحقوق (الوجود والاعتراف به),ويتعرض للإنكار والإبادة الثقافية, كما تتعرض مناطقنا للتغيير الديمغرافي بإخراج السكان الأصلين واستبدالهم بالغرباء .

وعليه ,فكل المبادرات الداخلية والخارجية محل ترحيب واحترام من أجل توحيد المواقف . وبالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد ) في شمال وشرق سوريا فكل ما تحقق من إنجازات تحت راية هذه القوات فهي مكاسب تحسب لجميع السوريين وهذه  المؤسسة هي استطاعت هزيمة تنظيم داعش وذلك بالتعاون كردستانيا ودوليا وكان مبادرتها الأخيرة في تقريب وجهات النظر حول توحيد المواقف بين الأحزاب الكردية أيضا إثباتاً لرؤية هذه القوات وتزيد من رصيدها الوطني والكردستاني ،ومشاركة كل الأطياف في الإدارة الذاتية برغم من اختلاف الفكري فهي تغني الإدارة الذاتية وتصحح الأخطاء إن وجدت  وتطور مؤسساتها .

لكن وبكل أسف لم تتعظ الحكومة السورية من السنوات التسعة الماضية, ومازالت لديها هاجس الخوف من الديمقراطية والتعددية, ومن الاعتراف بالأخطاء, فمن خلال التجارب يتضح أن الدول أو المجتمعات التي اتخذت نظام التعددية ومشاركة كل المكونات في صياغة دستورها هي دول مستقرة وديمقراطية ،فالأوضاع في سوريا لن تستقر إلا بطرح حل شامل وعام لكل سوريا يشترك فيه كل المكونات السورية من اجل صياغة دستور وان يتم التخلي عن الذهنية الإنكارية والعسكرية والإقصاء من قبل دمشق وأن ينظر إلى القضايا الوطنية بنظرة الوطن للجميع وليس باتهام الكل بمختلف الاتهامات الكيدية والبعيدة عن الواقع والحقيقة التاريخية.

وبالعودة إلى توحيد الموقف الأحزاب الكردية فان العمق الكردستاني في أجزاءه ,مدعو أيضا لدعم توحيد الموقف وإنجاح هذه اللقاءات والتفاهمات التي تخدم مصالح الشعب.

أخيراً, نحن ننظر إلى الأمور من منطلق البحث عن الحلول وليس وضع العصي في العجلة وعليه, فالقرار 2254 الدولي يجب تطبيقه وإنهاء معاناة الشعب السوري عامة من خلال دمقرطة سوريا الوطن .

زر الذهاب إلى الأعلى