الأخباركردستانمانشيت

المؤتمر الوطني الكردستاني: الاقتتال خط أحمر والحوار هو الحل

عقد المجلس التنفيذي في المؤتمر الوطني الكردستاني اجتماعه الدوري عبر البث المباشر في الخامس من كانون الأول 2020 يوم السبت، وخلال الاجتماع تم تقييم الأحداث والتطورات السياسية في كردستان والعالم بشكل موسع، وبعدها تم التطرق إلى الأعمال التي تم القيام بها في الفترات السابقة كما تم تقييمها، وتركز الاجتماع بشكل خاص على الأزمة بين القوى الكردستانية، وتم تقييم الاعمال والجهود التي قام بها المؤتمر من أجل تطوير الحوار الداخلي، واعتبر ذلك شيئاً ايجابياً، وبعدها تم التحضير للقيام بالأعمال المستقبلية.

هذا وأعلن المؤتمر الوطني الكردستاني عن البيان الختامي لاجتماعه، وجاء فيه:

تتجه كل من كردستان والشرق الأوسط والعالم بشكل عام نحو التحولات والتغييرات، ففي الشرق الأوسط هناك مشاكل وأزمات وحروب كبيرة، وكردستان كالدول الأخرى تمر بهذه الأزمة وهذه الحروب، حتى يمكننا أن نقول بأن الأزمة والحروب في كردستان أكثر وأشد من الكثير من الدول، هذا الوضع يجلب معه الخطر وكذلك الفرص، ولهذا فقد تم انجاز بعض الخطوات، لذا يجب على الشعب الكردي أن يتحرك بحساسية شديدة وبحسابية.

في أواخر الشهر العاشر وإرسال الحزب الديمقراطي الكردستاني قواتها إلى مناطق الدفاع المشروع، وبعد ظهور الأزمة بين القوات الكردستانية، فقد أصبح هذا الوضع الموضوع الرئيسي لاجتماع المؤتمر الوطني الكردستاني، هذا لم يكن الموضوع الوحيد للاجتماع، فمنذ ذلك اليوم وحتى الآن الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو نفسه موضوع الشعب الكردستاني أيضاً، المؤتمر منذ ذلك اليوم وحتى الآن يركز على هذه المسألة بشكل حساس ويقوم بتطوير الحوار، من أجل هذا تم إنشاء هيئة، هذه الهيئة قامت بجولات في جنوب كردستان وعقدت لقاءات مع كل الأطراف وكافة القوى، وفي نفس الوقت قامت من أجل الحوار بعقد لقاءات في الأجزاء الأخرى من كردستان وفي الخارج أيضاً، كما أجرت لقاءات مع اتحاد البرلمانيين الكردستانيين، في هذا المجال تم تطوير التحالف والتعاون، بالتعاون مع اتحاد البرلمانيين الكردستانيين وعبر البث المباشر، وعلى مستوى كردستان، تم انعقاد مؤتمر موسع، هذا العمل وهذا المؤتمر أعطى صدى في عموم كردستان، ولا زال عملنا مستمر مع الاتحاد بهذا الشأن، هيئة المؤتمر الوطني الكردستاني أعلن خلال الاجتماع عن اعماله، وكذلك تم تقييم جميع الأعمال من أجل حل الأزمة وتطوير الحوار بشكل موسع، وتم اتخاذ القرار بأنه من أجل حل الازمة وتطوير الحوار، يجب اعتبار هذا العمل عملاً رئيسياً والاستمرار فيه.

الاقتتال خط أحمر والحوار الداخلي هو الحل

نحن في المؤتمر الوطني الكردستاني نرى هذا الوضع خطراً على المكاسب والإنجازات التي حققها الشعب الكردي، هذه الازمة تخدم أعداء الشعب الكردي فقط، ونحن كشعب وقومية نمر بمرحلة تاريخية، في كل المراحل وخاصة في هذه المرحلة الحساسة، مهما يحدث، يجب حل المشاكل الداخلية عبر الحوار، الاقتتال الداخلي خط أحمر، ويجب ألا تتجاوز أية قوة هذا الخط.

سنستمر في أعمالنا من أجل الحوار، وحسب قناعتنا إذا جلس القادة والمسؤولون الكرد معاً، سوف تُحَل هذه المشاكل، وهنا ندعو جميع القادة والمسؤولون الكرد الى الجلوس على الطاولة وحل هذه المشاكل عبر الحوار، ونحن في المؤتمر الوطني الكردستاني سنحاول جمع جميع القادة والمسؤولون الكرد وتجليسهم حول الطاولة.

ومن أجل تطوير الحوار الداخلي، نطلب من المثقفين والفنانين والأكاديميين والشخصيات ومن جميع شعب كردستان دعمنا ومساندتنا، كما يقع الدور الكبير على عاتق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، ونأمل من كافة المؤسسات الإعلامية والصحافة الكردستانية تقديم الدعم والمساندة لنا في هذا العمل.

وخلال المناقشات تم التركيز على الوضع في أجزاء كردستان الأربعة وتقييمه بشكل موسع.

شمال كردستان

في شمال كردستان حرب الوجود واللاوجود مستمرة، دولة الاحتلال التركي تهاجم الشعب الكردي ومكتسباته بكل إمكاناته الحديثة والمتطورة، فهي تحارب الشعب الكردي في شمال كردستان وفي جنوبه وفي روجافا، لقد أصبحت دولة الاحتلال التركي اليوم عدونا الرئيسي، وتقوم بتنظيم الأعداء الآخرين للشعب الكردي وتقودهم أيضاً، ومقابل هجمات الاحتلال التركي هناك مقاومة شعبية وحرب ضروس لا هوادة فيها من قبل مقاتلينا في كل أجزاء كردستان وفي كل مكان، وهناك طريق واحد أمامنا، ألا وهو تطوير القوات المقاوِمة وتصعيد المقاومة.

شرق كردستان

وكذلك في شرق كردستان تستمر انتهاكات حقوق الانسان واعدام المعتقلين السياسيين والقمع والهجمات من قبل الدولة الإيرانية، وبسبب سياسة إيران الاقتصادية التي تجعل من الشعب الكردي فقيراً وعاطلاً عن العمل، يزداد الوضع الاقتصادي في شرق كردستان أكثر تأزماً، ونتيجة سياسة التجويع هذه تظهر مشاكل في المجتمع، كالهجرة واعمال التهريب، وأيضاً تحت ادعاء حماية الحدود تقوم القوات الإيرانية بقتل المهربين الكرد بشكل يومي، وبحسب منظمات حقوقية، بحلول عام 2020 حتى الآن، قُتِلَ ما لا يقل عن 72 مهرب، وأصيب 164 أخرين، هذا العدد آخذ في الازدياد مع مرور الوقت، ويمكن اعتباره إبادة، هؤلاء الناس يقتلون بالفعل بسبب كرديتهم، وقد تم مناقشة الوضع في كردستان الشرقية بشكل موسع خلال الاجتماع، وقد تقرر في الاجتماع عقد مؤتمر حول الوضع في شرق كردستان في المستقبل القريب، كما تم تشكيل لجنة للمؤتمر.

روج آفا

يستمر الوضع الحساس وهجمات دولة الاحتلال التركي وحلفائها في مناطق روج آفا. حيث تبحث الدولة التركية عن فرص لتوسيع هجماتها ودحر مكاسب شعبنا فيها. كما تستمر هذه التهديدات والمخاوف. ومن ناحية أخرى، فإن النظام السوري لا يجلس على طاولة المفاوضات ويطلق تهديدات ضد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على إنجازات شعبنا في روج آفا، على الرغم من العلاقات الدولية العديدة، حتى الآن على مستوى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الكبرى. يجب تعزيز الإدارة الذاتية في جميع المجالات، وكذلك يجب إضفاء الطابع الرسمي على الدبلوماسية القوية ووضع المنطقة. كان هذا العمل أيضاً قيد التنفيذ أثناء التخطيط للاجتماع.

جنوب كردستان والعراق

تعد جنوب كردستان، المنطقة المحررة ذات الوضع الفيدرالي، وهي مصدر أمل كبير وسعادة لجميع الكردستانيين، لهذا يجب حماية هذه الإنجازات وتعزيزها مهما حدث. حيث تستمر المشاكل في جنوب كردستان على الرغم من هذا الوضع، خاصة بعد الاستفتاء على المناطق المتنازع عليها (مناطق المادة 140) التي احتلت مرة أخرى من قبل القوات العراقية، ويمر جنوب كردستان بأزمة خطيرة منذ ذلك الحين. هذه الأزمات هي أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ودبلوماسية وتطال كافة مجالات الحياة.

إن العلاقات مع الحكومة العراقية ليست جيدة كما ينبغي، ولم بعد قضية النفط والميزانية. والمشكلة الكبرى تدور حول المناطق المتنازع عليها (مناطق المادة 140). وضع شعبنا سيء للغاية، لا سيما في كركوك ومناطق أخرى من غرميان وفي جميع أنحاء المناطق المتنازع عليها. حيث يتم شن هجمات على الشعب، ويتم نهب منازلهم وممتلكاتهم وتهجير الكرد هناك، كما يتم تعريب المنطقة بشكل عام. فالوضع يزداد سوءاً. إن المشاكل الوحيدة ليست مع الحكومة المركزية، وانما هناك أيضا هجمات من قبل تركيا وإيران على جنوب كردستان. وتتواصل هذه الهجمات يومياً وتتسبب في أضرار جسيمة لأرواح وممتلكات شعبنا.

لقد انطلقت مظاهرات حاشدة في جنوب كردستان خلال لقائنا، وذلك بسبب الازمات اقتصادية التي تشهدها المنطقة، وهذه الاحتجاجات تزداد يوما بعد يوم. مما يشكل مخاوف من أن تؤدي هذه المظاهرات في بعض الأماكن إلى أعمال عنف، كما يتم احراق بعض الاماكن، وفقد بعض النشطاء أرواحهم وأصيب آخرون. إن الاحتجاجات التي يقوم بها الشعب والمطالبة بحقوقهم حق مشروع وديمقراطي. لكن هذا الحق يجب أن يمارس بطريقة ديمقراطية. وفي هذا الصدد، ندعو حكومة إقليم كوردستان إلى الاستماع إلى أصوات ومطالب الشعب، وعدم اللجوء إلى العنف ضد الشعب وحل المشاكل بشكل ديمقراطي. كما ندعو المحتجين وجميع أبناء شعبنا إلى الكف عن العنف والاستفزازات والعمل في إطار شرعي وديمقراطي.

ففي الآونة الاخيرة، ازداد الضغط على الصحفيين والمثقفين والمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان في جنوب كردستان، حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب في أماكن كثيرة. هذا الوضع غير مقبول بأي حال من الأحوال. وفي هذا الصدد، ندعو حكومة إقليم كردستان إلى إنهاء هذا الوضع الخطير، والإفراج عن المعتقلين بسبب آرائهم السياسية في أسرع وقت ممكن.

شنكال

قضية شنكال تزداد عمقا في المرحلة الراهنة، حيث تم الاتفاق بين هولير وبغداد على موضوع شنكال دون الرجوع لشعبها. ممثلو أهالي شنكال لا يوافقون على هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومتي هولير وبغداد بشأن منطقتهم ويبدون معارضة قوية، نحن نؤكد إن هذا من حقهم، فلم يتم مشاورتهم، بل على العكس من ذلك، تم انتهاك إرادتهم، وتعد شنكال منطقة ذات خصائص مختلفة بمكوناتها، معظمهم من الكدر الايزيديين وهي جزء من كردستان، وبسبب هذه الميزة، اصبحت هدفاً للأنظمة الديكتاتورية لمئات السنين، ففي الآونة الأخيرة، خلفت الجرائم الوحشية التي ارتكبها عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شنكال جروحاً لشعبها، لهذا يجب أخذ إرادة شعب هذه المنطقة وقضاياها بعين الاعتبار، ويجب أن تعالج بطريقة خاصة وإيجاد الحلول المناسبة لمكانتها”.

وبعد التقييم، تم مناقشة الأعمال التي ستنفذ في المرحلة القادمة وإعداد الخطط المستقبلية لها.

زر الذهاب إلى الأعلى