مقالات

اللقاء الرباعي في موسكو والأهداف المرجوة

محمد ايبش

تسعى روسيا إلى المصالحة بين تركيا وسوريا لجملة من الاعتبارات المصلحية التي تتداخل لكل الأطراف المجتمعة، وهنا لابد في بداية الحديث أن يتم الإشارة إلى الأسباب التي دفعت روسيا لطلب عقد هذا اللقاء في هذه المرحلة التي تشهد فيها الساحة الأوكرانية تصعيداً عسكرياً لجهة مشاركة الناتو بشكل مباشر، وبالعودة قليلاً إلى الخلف، فعندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا كان متوقعاً أن يُنهي المعركة بفترة لا تتجاوز الشهر كحد أقصى، ولكن ما نراه الآن هو أن الحرب قد دخلت عامها الثاني بخلاف الموازين والتقييمات والحسابات الموضوعة لها، فجميع المؤشرات تقول إن موسكو إما أن  تلقت معلومات مغلوطة على المستوى الاستخباراتي أو أن قرار الحرب جاء بشكل فردي، لذلك نجد أن روسيا تبحث عن توافق بين الأطراف الأربعة المجتمعة على مستوى نواب وزراء خارجية هذه الدول.

مع إصرار دمشق على شروطها المسبقة يقابلها الطلب الروسي برفض أي شروط مسبقة لأي طرف من الأطراف الحاضرة ساعياً إيجاد توافق بينهما.

أما أردوغان فهدفه الأول أن يربح ورقة شبه مجانية في معركته الانتخابية المقبلة إضافة إلى إقناع الجانب السوري بقبول انضمام المجموعات الإرهابية تحت سقف لواء ليصبح جزء من الجيش السوري ليحمي الحدود من دخول عناصر حزب العمال الكردستاني وتحديد منطقة عازلة دون تحديد الطول والعمق، وهذا ترفضه دمشق نهائياً.

أما الجانب الإيراني فنظراً لوجود ميليشياتها في كل من ريف إدلب والحسكة وديرالزور والمناطق المحيطة بدمشق إضافة إلى عناصر حزب الله اللبناني، فتحاول أن تتخلص من هذا العبء.

أما النظام السوري فلقد تغير موقفه خاصةً  بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط، وتداعيات ذلك على الوضع السياسي الدولي والاقليمي مما شاهد انفراجاً سياسياً على المستويين وتوافد الوفود من الدول العربية وهناك احتمال قوي لعودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعربية السعودية لذلك يمكن طرح السؤال التالي: مَن سيضغط على مَن وأي طرف سيكون حائزاً على حصة الأسد في هذه القمة؟، وحسب متابعتنا للأحداث فأن الجانب السوري متمسك بشروطه ورافض الطلب الروسي، كونه لا يثق بوعود الرئيس التركي أردغان، لذلك لا يمكن الرهان على هذا اللقاء، ولكنها قد تكون مرحلة تمهيد لعقد اجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية للدول الأربعة   وبالتالي لا يمكن تعليق الآمال على هذا اللقاء نظراً لتباين المواقف بين الجانب الروسي والسوري ومن جانب آخر التباين الواضح بين موقف الوفد السوري والتركي، وانطلاقاً من ذلك يمكن القول إن النظام السوري وبعد الانفراج الذي حدث بين النظام السوري والدول العربية قد لا يرضخ للضغوطات الروسية وذلك بعد المصالحة التي تمت بين العربية السعودية وإيران بوساطة صينية على العكس ذلك سترفع من سقف شروطها في اللقاءات المقبلة وهذا ما جاء في رفض الجانب السوري المقترحات التركية جملة وتفصيلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى