ثقافةمانشيت

اللغة الكردية ربيع العقول

اللغة الكردية بحر يروي ظمأ من يرغب أن ينهل منه؛ على مر السنين كنا محرومين منها ليس فقط في تعلمها بل وحتى التحدث بها، ولكن بعد ثورة روج آفا استطعنا تجاوز هذه العقبات إلى حد كبير؛ فنحن الآن نتحدث بلغتنا ونتعلمها وندرسها واصبح لدينا الكثير من المراكز والمعاهد التي تقوم بتدريس اللغة الكردية وتطوير اللسان وتدريبه عليها أكثر فاكثر، الآن يتم ذلك بخطوات كبيرة وواثقة، فيتم إصدار الكتب الكردية ويكون الإقبال عليها كبيراً وهذا دليل على مدى الرغبة الموجودة لدى الكردي لتعلم لغته الأم.

بهذا الصدد أردنا أن نلقي الضوء على كتابٍ لقواعدِ اللغةِ الكرديةِ اُصدر من قبل أساتذة “اللغة الكردية” والكتاب جاء كمجيب للكثير من الأسئلة والاستفسارات التي تخص اللغة والقواعد التي تنحدر منها والتعمق فيها؛ وللحديث بشكل مفصل عن هذا الكتاب وأهميته والدافع منه أجرينا لقاء مع المدرسين الثلاث الذين قاموا بتأليف الكتاب وهم: “ريزان حمو، وفرهاد موسى، وعز الدين محمد”.

تحدث لنا ريزان حمو عن الكتاب فقال:  

 قد يكون هذا الكتاب أنجز وألف في فترة قصيرة ولكن تم العمل عليه بجد وجهد كبير وبُذل طاقات كبيرة في سبيل إنجازه للحاجة الماسة لمثل هكذا كتاب في التدريس والدورات لتقوية المعلمين ولتطوير واضح في اللغة الكردية وقد اقتدينا بـ” كتاب جلادت بدرخان وساميتان وباهوز باران”

وقد قمنا بعرضه بطريقة سهلة لكافة مدرسينا، وكان هناك الكثير من التفاصيل والعثرات التي من الممكن أن تواجه المتلقي لكن لم تكن موجودة في الكتب التي عدنا إليها فبدورنا قمنا بالوقوف عليها وجعلنا منها قاعدة واضحة للجميع، وفي كتابنا هنالك الكثير من الأشياء التي لم يتم طرحها من قبل.

وتابع حديثه قائلاً: “منذ خمس سنوات ونحن نقوم بتدريب المتلقين حسب الإمكانيات المتاحة لكن هذه السنة يتم تعليم الدورات بشكل أقوى من قبل، وسيتم تطويرهم بشكل كبير من كافة النواحي.

وبعد تأليفنا لهذا الكتاب قمنا بتدريب الأساتذة عليه صفحة بصفحة وقمنا بدراسته (نقاشه)  بشكل موسع وتم موافقة الجميع على كل ما تم طرحه فيه.

اختتم حديثه بالقول: لدينا جميعنا رغبة بإقامة مجمع لغوي كل سنة في روج آفا وأن نقف على جميع الأمور الجديدة التي يتم طرحها وتداولها.

وأن يتم مشاركة مدرسي لغة من باكور وروجهلات كردستان و باشور كردستان في هذا المجمع اللغوي ليكون هناك ترابط بيننا بأي شكل كان لنستطيع الاتفاق حول نقاط معينة تخص اللغة وأن نقوم بطرحها بلغة كردية سليمة ويتم قبولها في أجزاء كردستان الأربعة.

وفي السياق ذاته تحدث لنا فرهاد موسى مدرس اللغة الكردية واستهل حديثه بالقول: الكتاب لم يُصدر لتدريسه في المرحلة الرابعة للغة الكردية، فبعد عملنا في تدريس اللغة الكردية منذ خمس سنوات رأينا أن طرح كتاب في هذه المرحلة أمر ضروري جداً، سواء أكان من أجل المدرسين أو الطلاب الذين يقومون بتعلم اللغة.

وتابع حديثه: هناك متابعة لكتب اللغة لكن هدفنا من هذا الكتاب أن يتم فهم اللغة بطريقة سلسة عند قراءتها من قبل المتعلمين، وقد كتبناه بلسان سهل ولين ليستطيع الجميع التعامل معه وفهمه بسهولة؛ فالآن يتم تدريب المدرسين الذين سيقومون بتدريس الطلاب بعد افتتاح المدارس والتدريب سيكون على هذا الكتاب ليصبح مرجعاً يعود إليه المدرس لتعليم الطلاب في الفترة المقبلة، وتم توزيع هذا الكتاب في كافة المناطق.

بالعودة للحديث عن الفترة التي استغرقناها لطرح هذا الكتاب قال موسى:

ربما استغرقنا حوالي الستة أشهر في تأليفه وطرحه لكن هذا الكتاب هو نتيجة مجهود خمس سنوات من الجد والعمل فيما يخص اللغة الكردية. وهو مجهود كبير من الدروس التي قمنا بتدريسها للطلاب حيث كنا نأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي تواجه المتعلمين ونقوم بكتابتها والآن في كتابنا هذا جاوبنا عن كافة التساؤلات أو الصعوبات التي كانت تواجه المتعلمين وتم طرح جميع الأجوبة بطريقة سلسة ليتمكن المتلقي من تجاوز ما يقف في طريقه ليتقدم بشكل أكثر فعالية ويعود بالنفع على المجتمع.

اختتم حديثه بالقول:

اللغة هي حياتنا ووجودنا، فهدفنا هو أن يكون في روج آفا كتاب أو مرجع لنعود إليه عند الحاجة وأن لا يوجد أي نقص يخص لغتنا ومدى تلقينا لها، فسنستمر في عملنا وتأهيلنا للطلاب على كافة الأصعدة، وهناك الكثير من النقاط المهمة فيما يخص اللغة لم يتم طرحها في كتابنا، وهذا لعدة أسباب كون لم يكن لدينا الوقت الكافي لذلك من جهة، وأن الموجود في هذا الكتاب يراعي المرحلة التي نمر بها وكان يتطلب منا طرحه بهذه الطريقة السهلة، ونتمنى أن نقوم بطرح كتاب آخر في المستقبل يرد على جميع الأسئلة التي تخص اللغة.

وبدوره أضاف المدرس عز الدين محمد حول كتابهم هذا: 

قمنا بإصدار كتاب ليصبح التدريس من خلاله موحداً في كافة مناطق إقليم الجزيرة والذي بدوره سيساعد على تطوير وتنمية قدرات المتعلمين والتقدم بخطوات واثقة إلى الأمام.

وتابع بالقول: كنا نقوم بتدريب مدرسينا وهم بدورهم يقومون بتعليم الطلاب لكن هذا لا يكفي فعلى المدرسين أن يقوموا بجهد أكبر في سبيل تطوير العملية التربوية في هيئات ومؤسسات اللغة الكردية.

واختتم حديثه بالقول: سنسعى في المستقبل لإصدار كتب بشكل أوسع وأكثر تعمقاً في قواعد اللغة الكردية وذلك لمناقشة جميع الحالات التي حولها إشارات استفهام لأنه من واجبنا إغناء لغتنا الأم وأن نساهم في تطويرها إلى مستويات أعلى.

اللغة الكردية كانت وما زالت بالنسبة لنا هي الحرية والكرامة فلا وجود لنا من دونها، وعلينا الارتباط بها بشكل أكبر وتدريسها للأجيال الجديدة كي لا ينقطع حبل هذه اللغة فهي تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وعلينا العمل على إيصال هذه اللغة الغنية بمفرداتها وقواعدها إلى الجميع كونها لا تقل أهمية عن باقي اللغات الموجودة، فإن كنا نريد لهذه اللغة الاستمرار علينا أن نكون أكثر صلابة وإصراراً على المضي في تعلمها وتعليمها كونها لغة أباءنا واجدادنا.

إعداد: دلناز دلي

زر الذهاب إلى الأعلى