ثقافة

الكونفرانس الأول لحركة نساء الهلال الذهبي الثقافية

في خضم التطورات الثقافية وحركة الانبعاث الثقافي والفكري العام على مستوى روج آفا وشمال سوريا عموماً، وفي وقتٍ لا يفارق فيه الشعب الكردستاني في عموم كردستان والعالم الساحات والميادين، لمعرفة الحالة الصحية للمفكر والفيلسوف وصاحب النظرية السسيولوجية المعاصرة  نظرية ” الأمة الديمقراطية” قائد الشعب  الكردي عبدالله أوجلان، وذلك بعد انقطاع الأخبار عنه منذ فترة زمنية طويلة نتيجة العزلة التامة  المفروضة عليه في سجن إمرالي من قبل النظام التركي ،  عقدت حركة الهلال الذهبي النسوية للثقافة والفن  كونفرانسها الأول تحت شعار” بروح الثقافة الأصيلة سنحطم نظام إيمرالي، ونعيش حياة حرة مع القائد آبو”.

 انعقد الكونفرانس الأول للهلال الذهبي في الـ20 من شهر تشرين الأول أكتوبر 2017في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو  بحضور 210 مندوبة  عن حركة الهلال الذهبي الثقافية النسوية في شمال سوريا، إضافة لمشاركة أعضاء من الإدارة الذاتية  ومؤتمر ستار ومجلس سوريا الديمقراطية، والعشرات من اعضاء وممثلي الحركات النسوية في سوريا.

كلمة الافتتاحية ألقتها الحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هيفا عربو، باركت فيها انعقاد هذا الكونفرانس على جميع النساء، كما باركت في خضم حديثها تحرير مدينة الرقة على جميع  الشعوب في شمال سوريا مؤكدةً على إن الانتصار الذي تحقق في الرقة جاء بعد الثورة التي حققتها المرأة بمقاومتها العظيمة ومحاربتها للظلم والإرهاب، مشيرة إلى إن المرأة في روج آفا وشمال سوريا حققت الكثير من النجاحات والتقدم  في كافة المجالات والميادين.

وخلال فعاليات الكونفرانس تم قراءة اطروحات القائد عبدالله أوجلان حول دور المرأة في المجتمع في كافة مجالات الحياة خاصة تلك المجالات المتعلقة بالثقافة والفن، وعن سبل الحياة  التشاركية الحرة.

وألقيت خلال الكونفراس العديد من  الكلمات منها كلمة مؤتمر ستار في مدينة قامشلو ألقتها الإدارية وليدة بوطي، كلمة رابطة ثقافة المرأة في إقليم الجزيرة ألقتها نورا حنا وكلمة مجلس الثقافة لنساء الطبقة ألقتها الإدارية جيهان مستو.

الكلمات التي ألقيت خلال الكونفرانس، أشارت بمجملها على  الدور الكبير والاساسي للمرأة في بناء الثقافة الانسانية ، وأكدت على النضال الكبير للمرأة في سبيل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي عبر العصور ونقله إلى حاضرنا جيلاً بعد جيل، كذلك تمت الاشارة إلى الثورة التي حققتها المرأة بساعدها وفكرها وإرادتها الحرة، وما حققته المرأة في روج آفا من انتصاراتٍ وملاحم بطولية وصمودٍ في وجه ذهنية الابادة والانكار والظلم والتسلط  كانت جديرة بأن تصبح مثالا ونبراساً للعالم أجمع وانت تصبح رمزاً للمرأة في عموم العالم.

وجاءت في الكلمات التي القيت خلال الكونفرانس إن المرأة في روج آفا وشمال سوريا قد أثبتت للعالم بأنها قادة على صنع المعجزات، وبأنها تمثل حقيقة المرأة في الشرق الأوسط عموما، كما نوهت الكلمات التي ألقيت  إلى إن تكاتف وتعاضد المكونات تعبيرٌ على حقيقة الثورة في روج آفا،   وإن المشاركة النسوية من كافة المكونات والسورية في هذا الكونفرانس يمثل حقيقة هذه الثورة وحقيقة المشروع الديمقراطي الذي يتأسس اليوم في شمال سوريا.

ومن ثم عرض وثائقيٌ عن أعمال ونشاطات وفعاليات  المرأة في مجال الثقافة والفن.

  ومن ثم تم قراءة التقارير السنوية لحركة الهلال الذهبي للثقافة والفن النسوية للأقاليم الثلاث( الجزيرة، الفرات ، عفرين).

ومن ثم فتح باب النقاش لتقييم الأعمال التنظيمية والعوائق التي مرة بها الهلال الذهبي طيلة الفترات السابقة من قبل المندوبات المشاركات في الكونفرانس.

وتمحورت أغلب النقاشات حول العوائق والصعوبات التي واجهت المرأة في الهلال ل الذهبي، كما نوهت المشاركات خلال مناقشتهم إلى إن العقلية والذهنية الذكورية الربوبية لا زالت تسيطر على الكثير من زوايا المجتمع، لذا فأن التحرر من هذه الذهنية والوقوف في وجهها والانتصار عليها تكمن في مدى أمكانية تطوير ثورة المرأة في روج آفا وسوريا عموماً ومحاربة الفكر الاحادي التسلطي الشوفيني ، وذلك من خلال بذل المزيد من النضال والكفاح في سبيل رفع السوية العلمية والثقافية عند المرأة والعمل على تدريب وتأهيل في كافة الميادين والصعد، لكي تكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، و استجابة لتاريخها الطويل في المقاومة والادارة والسياسة والثقافة.

 هذا وتمت الاشارة إلى أنه ما تزال هناك الكثير من النساء لازلت تعانين من سيطرة العادات والتقاليد البالية على حياتهن، لذا يواجهن الصعوبات في عملهن ضمن حركة الثقافة والفن، في إشارة إلى أنه لقطع الطريق أمام الذهنية السلطوية الذكورية التي تؤثر على تطوير الهلال الذهبي يجب توسيع  نطاق الاجتماعات والندوات التوعوية والتدريبة للمجتمع وخاصة للنساء، ليتمكن من تحطيم كافة القوالب التي تؤثر على حياتهن وتكبل أيادهن وفكرهن.

وأكدت المشاركات في الكونفراس خلال النقاشات أن الثقافة تعتبر الهوية الذاتية  لكل مجتمع وخاصة بالنسبة للمرأة، لمّا تعبر هذه الهوية عنن الجوهر الحقيقي للمرأة والتي حافظت على لغتها وثقافتها،

وأشارت عدد من المشاركات في الكونفرانس الأول لحركة الثقافة النسوية للهلال الذهبي في شمال سوريا أنهن سيعملن على تعزيز وتطوير أواصر العلاقات التي تربط بين ثقافات المنطقة، مؤكدات بأنهن سيعملن على إغناء ثقافة وفن المرأة في الشمال السوري.

 الكونفرانس  الذي أستمر ليومين متتاليين أختتم أعماله بجملة من القرارات والتوصيات من ضمنها : – وضع نظام داخلي وتشكيل منسقية عامة تضم 7 نساء.

-عقد الكونفرانس للهلال الذهبي كل سنتين مرة على مستوى شمال سوريا.

– تنظيم نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية من أجل حرية قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.

– تطوير آليات العمل من أجل النهوض بثقافة المرأة وتأهيل قدراتها في مجالات السينما والمسرح.

– العمل على وضع برامج تدريب تثقيفية وتوعوية عن حرية المرأة  ودورها في البناء والتقدم والتطور خصوصاً في المناطق المحررة حديثاً من تنظيم داعش الإرهابي.

– تم إقرار تغيير شكل شعار الهلال الذهبي وسيتم اعتماد الشعار القديم لحين تصميم الشعار الجديد.

وبعد التصويت على هذه القرارات والتوصيات تم الموافقة عليها بالأجماع وتمت المصادقة عليها.

ومن ثم تم فتح باب الترشح والانتخاب لتشكيل المنسقية العامة للنساء ضمن الهلال الذهبي، وبعد إجراء الانتخابات والتصويت تم اختيار 7 نساء من كافة مناطق شمال سوريا كمنسقية عامة لحركة الثقافة لنساء الهلال الذهبي في شمال سوريا، وهن كلٍ من ” سوزدار سلا، روكن جودي، أمل إيبش ، رها حسين، سعاد حسين، ميرغان كوباني، وديلان متينا”، للقيام بالتنسيق بين جميع المناطق والمدن في شمال سوريا وإدارة أعمال المرأة وتنظيمها في مجال الثقافة والفن في الشمال السوري.

واختتم الكونفرانس بإصدار بيان حول العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، جاء في نصه :” بروح الثقافة الأصيلة سنحطم قيود إيمرالي ونعيش مع القائد آبو حياة حرة كريمة انطلاقاً من هذا الشعار وباسم الهلال الذهبي الذي يمثل المرأة المثقفة في شمال سوريا نندد بشدة العزلة المطبقة على القائد آبو، كما ونندد بالممارسات اللاإنسانية المطبق حيال الشعب الكردي وشعوب المنطقة عموماً من قبل أعداء الحرية والسلام المتمثلين بتركيا والدول المتواطئة معها، وذلك في محاولة من هذه الانظمة إحباط إرادتنا وكسرها في العزلة المفروضة على القائد آبو.19 عاماً مرة على اعتقال القائد آبو، كانت أعواماً قاسية فرضت أعتى الظروف على الشعب الكردي”.

كما وجاء في البيان” هنا وتحت سقف الهلال الذهبي نهدي إنجازنا الفكري والثقافي هذا بانعقاد الكونفرانس الأول لنساء شمال سوريا المثقفات ولدماء الشهداء وللقائد آبو”.

وبهذا البيان اختتمت فعاليات الكونفرانس الأول لحركة الهلال الذهبي الثقافية النسوية.

على هامش الكونفرانس:

  أشارت رنكين عبدو الإدارية المشتركة لحركة الثقافة والفن في مدينة حلب إلى أهمية انعقاد هذا الكونفارنس وإلى ما تهنيه هذه الانجاز بالنسبة لهم كنساء، وبدورها  باركت هذا الكونفرانس الاول على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وعلى المرأة المكافحة والمقاومة، مضيفة بقولها:” مثلما نعلم أن المرأة عبر العصور كانت منتجة للزراعة والثقافة لذلك سنعمل أكثر على إغناء وتعزيز ثقافات المرأة ، كما سنعمل على تطوير وتعزيز أواصر العلاقات التي تربط  ثقافات المنطقة بعضها ببعض”.

بدورها هنأت جيان مستو الإدارية عن الثقافة والفن   في مجلس الطبقة المدني كونفرانس الهلال الذهبي الأول على  كافة النساء في شمال سوريا وتمنت النجاح والتقدم  للجميع، وأردفت بالقول :” نحن كنساء الرقة نأمل في تحرير المرأة وخاصة في الرقة التي عانت من الظلم والجهل، لذلك ومن خلال هذا الكونفرانس علينا التكاتف يداً بيد لتحرير المرأة وتأدية واجبنا في كافة المجالات الفنية، والثقافية والأدبية والعمل على تطوير وتنمية الجوانب الثقافية لكافة المكونات”.

زر الذهاب إلى الأعلى