تقاريرمانشيت

الكوليرا في سوريا و«قمة الشرق الأوسط الأخضر» في شرم الشيخ

أكّدت قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» في مدينة شرم الشيخ مساء أمس الاثنين في بيانها الختامي على أهمية العمل الجماعي المشترك، وحشد التمويل اللازم للمبادرة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

وثمن القادة الجهود المبذولة في المحافظة على البيئة والحد من آثار التغير المناخي لما له من أثرٍ إيجابي على تحسين جودة الحياة، ومواجهة تحديات التغير المناخي.

وأكّد القادة على أهمية العمل الجماعي المشترك في تحقيق الأهداف المرجوة في التنمية المستدامة والتنوع الاقتصادي والقضاء على الفقر. والالتزام بتبني نهجٍ وطني مناسبٍ لتحقيق تحول عادل قادر على التكيف مع آثار تغير المناخ، والأخذ بالاعتبار الظروف الوطنية لكل دولة،وتهيئة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وفي الوضع السوري أشارت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن السلطات التركية تفاقم أزمة المياه الحادة التي يُعتقد أنها أدت إلى انتشار وباء الكوليرا القاتل في جميع أنحاء سوريا وانتقاله إلى البلدان المجاورة. وعلى جميع أطراف النزاع ضمان الحق في المياه النظيفة والصحة للجميع في سوريا.

يأتي ذلك بعد وقف النظام التركي تدفق مياه نهر الفرات نحو الأراضي السورية مما يجعل الوضع أكثر صعوبة كما أن تحويل الحكومة السورية وجهة المساعدات والخدمات الأساسية بشكل ممنهج إلى مناطق تحت سيطرته بالإضافة إلى استمرار القيود الأمنية والقيود على إمكانية الحصول على المساعدات في جميع أنحاء سوريا يلحق ضرراً جسيماً بالسكان ويفاقم أوضاعهم .

ومن جانبه يرى آدم كوغل نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “أن هذا التفشي المدمر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ بالسوريين إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فورا، لا سيما في الشمال الشرقي يمكن لتركيا وينبغي لها، أن تتوقف فورا عن مفاقمة أزمة المياه في سوريا”.

يذكر أن أزمة المياه الحادة بدأت منذ أواخر العام 2020 بعد منع تركيا لتدفق مياه نهر الفرات إلى هذه المناطق حيث يعتمد عليه أكثر من 5 ملايين شخص بشكل مباشر كمصدر للمياه

يؤثر سلباً على صحة الناس وسبل عيشهم، وأمنهم الغذائي، وحصولهم على الكهرباء و يُعتقد أن مصدر عدوى الكوليرا مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لريّ المحاصيل.

في وقت تنفي فيه تركيا مسؤوليتها عن انخفاض مستويات المياه، و أنها بدورها تواجه نقصا في المياه. إلا أن تقارير منظمات دولية تؤكد انخفاض منسوب المياه بشكل حاد في خزانات سوريا بينما ترتفع مستويات “خزان أتاتورك” التركي المقام على نهر الفرات.

هذا وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش أن تركيا لم تضمن إمدادات المياه الكافية من محطة علوك إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا منذ آذار 2020 في وسط جائحة كوفيد 19. أدانت حينها 49 منظمة سورية ما وصفته بـ “قطع تركيا المتعمّد للمياه” عن المحطة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على تركيا ضمان تقاسم الموارد المائية لنهر الفرات بشكل منصف مع سوريا والعراق، وضمان أن محطة علوك تستأنف فورا مدّ المجتمعات المحتاجة بالمياه. وعلى جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالوصول المباشر ودون عوائق إلى جميع المناطق في سوريا.

تقرير: مصطفى عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى