مقالات

الكردي كبش فداء متميز

بقلم :مصطفى عبدو

في تصعيدٍ لا يختلف كثيرا عما سبقه من انتهاكات ضد الشعب الكردي يواصل النظام التركي انتهاكاته الدموية واستغلاله للفرص التي تتاح أمامه لتوجيه ضرباته العسكرية ضد الكرد أينما وجدوا وضد إدارتهم الذاتية.

منذ أيام والأوضاع في شمال وشرق سوريا تحتدم وتتصاعد اليوم في قامشلو وقبلها في مدينة تل تمر وضواحيها و كوباني وشنكال حيث يعمد الاحتلال التركي إلى قصف السيارات والمدن والقرى الآهلة بالسكان أمام مرأى ومسمع الجميع وسط تكتم إعلامي دولي.

فما هي الأهداف التركية الحقيقية من تصعيد التوتر في المنطقة في هذا التوقيت بالذات وإلام ترمي بهذا؟!

وللإجابة عن هذا التساؤل يجب العودة إلى الأوضاع الداخلية في تركيا وتراجع شعبية حكومة العدالة والتنمية ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية المتردية وامتعاض الشعوب التركية من ممارسات حكومتها والضغط التي تمارسها ضد الشعب الكردي وحزب الشعوب الديمقراطية التي تمثلها وبناء على ما ذكر يسعى أردوغان إلى لفت الأنظار بعيداً عن فشله و خسارته بين من تبقى من مؤيديه مصراً على إشعال وتأجيج الأوضاع في المنطقة برمتها بهدف ضرب إرادة الشعوب في المقام الأول وخلق الفوضى وزعزعة ثقة الجماهير بإرادتها إلى جانب تدعيم نفوذه في المنطقة برمتها،والتهرب من مشاكل تركيا الداخلية والتي تمر بمرحلة مخاض صعبة خاصة مع قيام عصابات متطرفة مؤخراً وبمساعدة القوات التركية للنيل من السوريين وظهور مقاطع مصورة توضح تحركاتهم الأخيرة ضد كل من هو سوري عمدًا.

إن خطط أردوغان التوسعية والأحادية تتطلب توافقاً دولياً و لا يخفى على أحد بأن الأطراف الدولية مصممة على مجاراة تركيا والاستمرار معها في لعبة الشطرنج  في تجاوز لإرادة الشعوب غير مبالية ببقاء الكرد كما كانوا دوماً كبش فداء يضحى بهم في اللعبة الدولية.

الصراحة ..ثمة هندسة تدوير للقضية الكردية تلخصها عجز المجتمع الدولي عن التوافق عليها والصورة الذهنية الرائجة في السياسة الدولية حولها تختصر بأنها ليست قضية شعب يطالب بحقوقه بل أنها مجرد أزمة حكومات وأنظمة. ولا وجود للاحتلال على الشعب الكردي ولا مقاومة لهم ولا وجود لنفوذ إقليمي ضدهم بمعنى أن السياسة الدولية تطرح مضامين للصراعات بحسب مصالحها.

ويبقى هناك غموض واضح في اتجاهات الرأي العام وتصوراته حول حقيقة ما يجري بخصوص القضية الكردية، وفقدانها لمفتاح الحل في المستقبل القريب.

ويبقى الكردي أمام مرحلة أخرى من الانزلاق الكارثي كبش فداء متميز إذا لم يدرك ويعي ذاته…

زر الذهاب إلى الأعلى