الأخبارالعالممانشيت

الفورين بوليسي: اللعبة الأخيرة لأردوغان

(بيرك ايسن) استاذ العلوم السياسية بجامعة سابانجي: نحن نشاهد الموت البطيء لنظام اردوغان.

جاء في تقرير على موقع (فورين بوليسي) الأمريكي أن هجوم أردوغان على حزب الشعوب الديمقراطي HDP يُظهر إلى أي مدى تكافح حكومته مع أزمتها الاقتصادية مع تراجع شعبيته حسب آخر الاستطلاعات، والانشقاقات التي ضربت حزبه، بالإضافة إلى تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، والاستفزازات والمواجهات البحرية المتزايدة مع أعضاء حلف الناتو في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الهش في تركيا مع انخفاض العملة وارتفاع التضخم وانتشار البطالة, كل هذه الأسباب أدت إلى إضعاف أردوغان وحزبه بشكل خاص.

وأورد التقرير قول (أيكان إردمير) مدير برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والبرلماني عن حزب الشعب الجمهوري:

يبدو أن إثارة التحيز العنصري ضد الكرد وممثليهم المنتخبين هو الملاذ الأخير للتحالف الحاكم الذي استنفد جميع الخيارات الأخرى.

وأضاف البرلماني التركي:

الضغط المتزايد على حزب الشعوب الديمقراطي هو انعكاس للحالة الكئيبة للاقتصاد التركي، حيث يؤدي الارتفاع الدراماتيكي في البطالة والفقر إلى تآكل دعم الناخبين للكتلة الحاكمة.

وهذا ما أكده استطلاع أجراه مركز الأبحاث التركي (أوراسيا) في تشرين الأول الماضي, حيث كانت نتائجه هي أن  32.5 في المائة فقط من الناخبين قالوا إنهم سيدعمون حزب العدالة والتنمية إذا أجريت الانتخابات على الفور، وهو أدنى مستوى على الإطلاق.

وأوضح التقرير أنه إذا كان موقف أردوغان الحالي مع حزب الشعوب الديمقراطي له علاقة كبيرة بحالة الاقتصاد، فإن خلافه مع الحزب يعود إلى عام 2015 عندما وجه حزب الشعوب الديمقراطي ضربة موجعة لحزب العدالة والتنمية من خلال اختراق عتبة الانتخابات البالغة 10 في المائة لتأمين التمثيل في البرلمان، وبالتالي تدمير الأغلبية البرلمانية لحزب العدالة والتنمية, ورداً على هذه الهزيمة انسحبت حكومة أردوغان من محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، وفي العام التالي اعتقلت تركيا (صلاح الدين دميرتاش)الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي حينها, وعلى الرغم من حكم ملزم صدر العام الماضي من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بضرورة إطلاق سراحه، فإن دميرتاش يواجه ما يصل إلى 142 عاماً في السجن إذا أدين في نهاية المطاف بجرائم ألفقتها له الحكومة تتعلق بالإرهاب.

وأضاف التقرير أنه في السابق كان بإمكان أردوغان الاعتماد على غطاء من الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) الذي كان يبذل قصارى جهده لمساعدة أردوغان, والذي قام حتى بسحب القوات الأمريكية من سوريا لتسهيل غزو تركي بهدف القضاء على  قوات سوريا الديمقراطية شركاء الولايات المتحدة على الأرض, ولكن الآن ومع رحيل ترامب يتعرض أردوغان للغضب الكامل من الكونغرس الأمريكي، والعقوبات الاقتصادية، والعلاقة المتدهورة مع واشنطن, فمع وجود ترامب في البيت الأبيض كان لا يزال بإمكان أردوغان تأمين صفقات من الإدارة وموازنة الضغط الذي يمارسه الكونغرس على تركيا, وحول هذا الموضوع قال (بيرك إيسن) الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة سابانجي:

مع انتخاب الرئيس (جو بايدن) سيكون من المستحيل على أردوغان أن يوازن أي شيء.

وأضاف: نحن نراقب الموت البطيء لنظام اردوغان, وهو لن يسقط نتيجة لضربة واحدة كبيرة, بل سيموت نتيجة ألف جرح.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة التركية تحاول تقسيم أصوات المعارضة من خلال تشويه حزب الشعوب الديمقراطي, وفي الوقت نفسه  تعزز الحملة الهجومية على حزب الشعوب الديمقراطي موقف أردوغان مع القوميين الأتراك، وخاصة حزب الحركة القومية الذي يحتاج إلى حكمه, وعلى الرغم من أن أردوغان من المرجح أن يراجع الخيارات الأخرى قبل إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي تماماً، إلا أنه وحزبه يقتربون من الخيار الأخير، بحسب إيسن.

وأيضاً قال (هيشيار أوزسوي) عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي, والمتحدث باسم الشؤون الخارجية للحزب في التقرير:

إن نهج الحكومة المتشدد هو بمثابة محاولة أخيرة لإشعال المشاعر القومية, لأن الحكومة لا تستطيع الرد على الحركة الكردية سياسياً، فإنها تفعل ذلك مع القضاء, إذا استخدم من هم في السلطة وسائل القمع هذه فإن ذلك يظهر ضعفهم لأنهم غير قادرين على الحكم من خلال ضمان موافقة وتأييد الناس القوة.

وأضاف( أوزسوي) الذي لديه حوالي 10 قضايا معلقة ضده بسبب دعاية إرهابية مزعومة:

إن التحركات لإسكات الأصوات الكردية قد تزرع بذور المزيد من العنف السياسي.

وحول عزم أردوغان على تغيير الدستور التركي أورد التقرير قول (إيسن) من جامعة سابانجي:

 إن مثل هذه الألعاب البهلوانية قد لا تكون كافية لإنقاذ أردوغان وحزب العدالة والتنمية, إن حكم أردوغان مثل مرض السرطان في مرحلته نهائية (حيث يمكن للمريض به أن يكون متأكداً بأنه سيعيش لمدة ستة أشهر أخرى), ويمكن للحكومة أن تضع استراتيجيات لإطالة عمرها في السلطة إلى بضعة أشهر أو حتى بضع سنوات، ولكن في النهاية لا يمكن عكس ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى